سادت حالة من التفاؤل في الولايات المتحدة الأميركية بعد إعلان شركة موديرنا عن تحقيق تقدم في مسار البحث عن لقاح لفيروس كورونا، في حين أبدت الصين دعمها لإجراء تحقيق في ملابسات تفشي الوباء.
وقالت شركة موديرنا الأميركية إن الاختبارات السريرية التي تجريها على لقاح لفيروس كورونا، أظهرت نتائج إيجابية في المرحلة الأولى.
وقال رئيس الشركة ستيفان بانسيل إن اللقاح نجح في تحفيز جهاز المناعة لدى جميع المتطوعين بعد 15 يوما من تلقيهم جرعات متفاوتة الحجم.
وأضاف بانسيل أن موديرنا تسعى للوصول إلى المرحلة الثالثة بحلول يوليو/تموز، في حال استمر اللقاح في إظهار نتائج إيجابية.
وعقب هذا الإعلان قفز مؤشر داو جونز 700 نقطة.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشر داو جونز القياسي يضم أسهم 30 شركة كبرى مسجلة في سوق المال الأميركية، وقد تم إطلاقه أول مرة عام 1896، ويضم كبريات الشركات من مختلف قطاعات الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك القطاع المالي وتجارة التجزئة والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا والإعلام.
مؤتمر لمنظمة الصحة وواشنطن تواصل الهجوم
انطلق المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالمية باجتماع عبر الفيديو يشارك فيه ممثلون عن 194 دولة، لبحث تنسيق الجهود الدولية لمكافحة جائحة كورونا.
وأكدت واشنطن خلال المؤتمر أن جزءا كبيرا من خروج وباء كورونا عن السيطرة يرجع إلى “الفشل” المكلف لمنظمة الصحة العالمية، ودعت إلى تحلي المنظمة بمزيد من الكفاءة.
وقال وزير الصحة الأميركي أليكس أزار للاجتماع السنوي للمنظمة الذي عقد عبر الإنترنت، “حدث فشل من جانب هذه المنظمة في الحصول على المعلومات التي احتاجها العالم، وتسبب هذا الفشل في خسارة العديد من الأرواح”.
وأضاف -في إشارة إلى الصين دون أن يذكرها بالاسم- “استخفت دولة عضو واحدة على الأقل بالتزاماتها المعنية بالتحلي بالشفافية، في محاولة لإخفاء تفشي الوباء على ما يبدو، وعاد ذلك بتكلفة هائلة على العالم أجمع”.
وقال الوزير الأميركي “نرى أن منظمة الصحة العالمية فشلت في مهمتها الأساسية وهي مشاركة المعلومات والشفافية عندما لا تتصرف دول أعضاء بحسن نية. لا يمكن أن يحدث ذلك مجددا”.
من جهته قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده تعاملت بشفافية دائما في كل ما يتعلق بالجائحة، وهي تؤيد إجراء تحقيق في ملابسات تفشي الفيروس وذلك بعد السيطرة عليه، كما تعهد بتقديم ملياري دولار لمكافحة الفيروس عالميا على مدى عامين.
وفي هذه الأثناء، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه لا يمكن الاستغناء عن دور منظمة الصحة العالمية، وأكد أنها بحاجة لموارد أكبر لتوفير الدعم للبلدان النامية.
مقترحات لإصلاح المنظمة
وردا على اتهامات التقصير التي تطالها، قالت لجنة الرقابة في منظمة الصحة العالمية -اليوم الاثنين- إن المنظمة أبدت دورا “قياديا” في التعامل مع وباء فيروس كورونا، وإنه ينبغي مراجعة أدائها ولكن ليس أثناء عملية مواجهة الفيروس حتى لا يحدث خلل.
واقترحت اللجنة المستقلة -في تقريرها الأول الذي يغطي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان- إصلاحات لمنظمة الصحة العالمية، بما في ذلك إدخال “مستوى متدرج من التنبيهات” قبل إعلان حالة الطوارئ الدولية من أجل جذب انتباه الدول في وقت مبكر”.
كما اقترحت أن تراجع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 دولة، حجم وقدرة برنامج المنظمة للطوارئ، قائلة إن الميزانية السنوية التي تقل عن 300 مليون دولار “متواضعة للغاية”.
وأضافت اللجنة المؤلفة من سبعة أعضاء أن “الفهم غير المكتمل والمتغير أمر معتاد خلال المرحلة الأولى من ظهور مرض جديد. ولا تزال هناك العديد من الشكوك حول كوفيد-19″، وحذرت من أن “التسييس المتزايد (لأسلوب) التعامل مع الوباء” يعوق مكافحته، مضيفة “منظمة الصحة العالمية لا يمكنها أن تنجح من دون دعم سياسي عالمي موحد”.
وفي تركيا، قال الرئيس رجب طيب أردوغان -اليوم الاثنين- إن العزل العام المقرر أن يستمر أربعة أيام اعتبارا من 23 مايو/أيار، سيفرض بكافة أنحاء البلاد في إطار الجهود الرامية لاحتواء انتشار فيروس كورونا خلال عيد الفطر.
وأضاف في كلمة عقب اجتماع للحكومة إن المدارس لن تعاود عملها في هذا العام الدراسي، مضيفا أن عودة الطلاب للمدارس ستستأنف في سبتمبر/أيلول مع العام الدراسي الجديد.
وقال الرئيس التركي إن المساجد ستفتح أبوابها لصلاة الجماعة اعتبارا من 29 مايو/أيار، مضيفا أنه جرى تمديد فترة التحفظ المنزلي التي منحت للسجناء الذين أفرج عنهم بسبب الفيروس لمدة شهرين.
خطة نهوض أوروبية بقيمة 500 مليار يورو
وضمن مساعي معالجة آثار كورونا الاقتصادية، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين خطة نهوض في أوروبا بقيمة 500 مليار يورو، في مواجهة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد الذي تسبب بانكماش غير مسبوق في القارة العجوز.
وجاء في بيان مشترك: “دعما لانتعاش دائم يعيد ويعزز النمو في الاتحاد الأوروبي، تدعم ألمانيا وفرنسا إنشاء صندوق للنمو يكون طموحا وموقتا ومحدد الهدف”، في إطار مشروع الموازنة المقبلة للاتحاد الأوروبي، على أن يكون بقيمة “500 مليار يورو”.
وأضاف البيان أنه سيتمّ بعد ذلك تحويل هذه الأموال “كنفقات في الموازنة” إلى الدول الأوروبية، و”إلى القطاعات والمناطق الأكثر تضررا”.
تجدر الإشارة إلى أن باريس وبرلين تقترحان أن تموّل المفوضية الأوروبية هذا الدعم للنهوض الاقتصادي، عبر الاقتراض من الأسواق “باسم الاتحاد الأوروبي”.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين -في بيان الاثنين- بـ”الاقتراح البنّاء الذي تقدمت به فرنسا وألمانيا”، من أجل إنعاش الاقتصاد الأوروبي بعد أزمة فيروس كورونا المستجد.
من جهة أخرى، قال وزير النقل البريطاني غرانت شابس إن بلاده ستضع التفاصيل النهائية لخطة إنهاء الحجر الصحي من فيروس كورونا المستجد في أوائل الشهر المقبل، وستدرس إجراءات مختلفة للمسافرين القادمين من بلاد ذات مستويات إصابة منخفضة.
وتعتزم الحكومة فرض حجر صحي لمدة 14 يوما على أغلب القادمين، في محاولة لمنع الوصول إلى ذروة ثانية لتفشي الجائحة.
إيطاليا.. أقل معدل وفيات منذ 9 مارس
وتراجعت وفيات فيروس كورونا في إيطاليا -الاثنين- إلى ما دون المئة لأول مرة منذ 9 مارس/آذار الماضي.
وسجلت إيطاليا 99 حالة وفاة جديدة بكورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، لترتفع الحصيلة إلى 32 ألفا و7 حالات.
وذكر بيان صادر عن مؤسسة الدفاع المدني، أن الإصابات النشطة بالفيروس سجلت تراجعا بـ 1798 لتصل إلى 66 ألفا و553، فيما إجمالي الإصابات بالفيروس بلغ 225 ألفا و886.
حظر على مناطق ببغداد
وفي العالم العربي، قال وزير الصحة العراقي حسن التميمي إنه تقرر فرض الحظر على عدد من مناطق العاصمة بغداد، بسبب انتشار فيروس كورونا فيها.
وأضاف التميمي أن الهدف من هذا الإجراء هو كسر سلسلة انتشار المرض، ومنع انتقاله لمناطق أخرى.
من جهة أخرى، عادت معظم القطاعات في لبنان إلى العمل في إطار تخفيف إجراءات التعبئة العامة لمواجهة فيروس كورونا، بعد أربعة أيام من الإقفال التام جرّاء ارتفاع عدد الإصابات.
ويأتي ذلك فيما يستمر حظر التجوال من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة فجرا، مع تقييد حركة السيارات بحسب أرقام لوحاتها.
المصدر : الجزيرة + وكالات