واشنطن تفعّل صواريخ باتريوت تحسبا لتصعيد الميليشيات في العراق

واشنطن تفعّل صواريخ باتريوت تحسبا لتصعيد الميليشيات في العراق

بغداد- يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية ماضية في استراتيجيتها لتطويق ميليشيات إيران في العراق ووضع حدّ لهجماتها على منشآت عسكرية ودبلوماسية تابعة لها بمسارعتها إلى تفعيل منظومة باتريوت المعروفة بإمكانياتها الكبيرة في شل القدرات العسكرية للميليشيات في العراق.

ورغم تلويح طهران بالتصعيد ضد المصالح الأميركية أعلن مصدر عسكري عراقي أن الجيش الأميركي فعّل منظومة “باتريوت” الدفاعية في قاعدتي “عين الأسد” في محافظة الأنبار وقاعدة “الحرير” في محافظة أربيل بإقليم كردستان شمالي البلاد.

وأوضح المصدر أن أنظمة أخرى من المقرر أن يتم نشرها لاحقا في “قاعدة بلد الجوية” بمحافظة صلاح الدين (شمال)، و”قاعدة التاجي” شمالي بغداد.

ويتزامن تفعيل منظومة باتريوت مع اتفاق عراقي أميركي على عقد مفاوضات رسمية يومي 10 و11 يونيو المقبل، لبحث الوجود العسكري الأميركي ومستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين.

في هذا السياق، أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية السبت، أن تفعيل أنظمة باتريوت في العراق، يأتي لحماية القوات الأميركية داخل القواعد التي تعرضت لهجمات سابقة.

ويأتي هذا التطور في ظل تنفيذ قوات التحالف منذ أسابيع، عمليات إخلاء لعدد من قواعدها في العراق، وإعادة التمركز بأقل عدد من القوات لتأمين حمايتها من هجمات محتملة من مليشيات حليفة لإيران، على خلفية انتشار فايروس كورونا، بحسب مسؤولين أميركيين.

وتصاعدت نبرة العداء للوجود الأميركي في العراق بين القوى الشيعية وخاصة بين فصائل مقربة من إيران، إثر مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني والقيادي في “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس بغارة أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير الماضي.

وعقب الهجوم بيومين، صوت البرلمان العراقي على قرار يطالب فيه الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد.

وانسحبت قوات التحالف الدولي حتى الآن من 6 قواعد ومواقع عسكرية في محافظة الأنبار(غرب)، ونينوى وكركوك (شمال)، وبغداد (وسط).

وفي إطار استراتيجيتها لتطويق أذرع إيران في المنطقة عرضت الولايات المتحدة ما يصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل معلومات عن الشيخ محمد الكوثراني أحد كبار القادة العسكريين بجماعة حزب الله في العراق والذي كان مساعدا للجنرال قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري الإيراني الذي قتل في هجوم بطائرة أميركية مسيرة في بغداد في يناير.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الكوثراني “تولى مسؤولية بعض التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران” والتي كان ينظمها سابقا سليماني.

ويشكل هذا الإعلان جزءا من عرض المكافأة القائم من وزارة الخارجية مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية الخاصة بتنظيم حزب الله اللبناني الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وأضاف البيان “بهذه الصفة كان الكوثراني يسهل تحركات الجماعات التي تعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية والتي قمعت بشكل عنيف الاحتجاجات وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية وشاركت في نشاط إجرامي منظم على نطاق واسع”.

ووصفت الولايات المتحدة الكوثراني في 2013 بأنه إرهابي عالمي واتهمته بتمويل جماعات مسلحة في العراق والمساعدة في نقل مقاتلين عراقيين إلى سوريا للانضمام إلى معركة الرئيس بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة.

وبصفته عضوا في المجلس السياسي التابع لحزب الله، عمل كوثراني لتعزيز مصالح الحزب في العراق، بما في ذلك جهود هذا الأخير لتوفير التدريب والتمويل والدعم السياسي واللوجستي للمجموعات المتمردة الشيعية في العراق.

العرب