دولة واحدة عرقلته.. انتهاء اجتماع مجموعة العشرين دون اتفاق على خفض إنتاج النفط

دولة واحدة عرقلته.. انتهاء اجتماع مجموعة العشرين دون اتفاق على خفض إنتاج النفط

لم يتمكن وزراء الطاقة في دول مجموعة العشرين من الاتفاق على خفض إنتاج النفط، ولم يأت البيان الذي نشر اليوم السبت بعد مفاوضات طويلة على ذكر أي تخفيض.

وتضمن البيان الختامي -الذي صدر في نهاية قمة افتراضية استضافتها السعودية- التزامات بالتعاون المستقبلي في مكافحة فيروس كورونا، لكنه لم يتطرق إلى موضوع خفض الإنتاج، بل إلى إجراءات لضمان التوازن في سوق النفط.

ونقلت رويترز عن مصدرين من مجموعة “أوبك بلس” أن السعودية ومنتجي نفط آخرين في المجموعة رفضوا خطة مكسيكية لإجراء تخفيضات أقل من المستهدف بموجب خطط لخفض المعروض العالمي من النفط.

وقال مصدر إن هذا الخلاف كان السبب وراء تأخير وزراء طاقة مجموعة العشرين إصدار بيان حتى بعد عدة ساعات من انتهاء المحادثات. وعرقل هذا الخلاف جهود وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الخاص بتخفيضات النفط.

وتعهدت مجموعة العشرين في بيانها الختامي باتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان توازن المصالح بين منتجي ومستهلكي النفط، كما تعهدت بالعمل على ضمان استقرار أسواق الطاقة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الفردية.

من جهته، دعا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك دول المجموعة إلى تشكيل لجنة لتنسيق الجهود الرامية لجلب الاستقرار إلى السوق العالمي.

النفط الأميركي
وكان وزير الطاقة الأميركي دان برويليت أكد أمس الجمعة في كلمته أمام الاجتماع أن صناعة النفط في بلاده تواجه وضعا خطيرا، داعيا الجميع إلى المساعدة على خفض تخمة المعروض من الخام، في وقت وافقت فيه المكسيك على خفض إنتاجها لتنضم إلى الجهود التي تقودها أوبك بلس إلى جانب الولايات المتحدة.

وأشار الوزير الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تتوقع خفضا في الإنتاج يقارب المليوني برميل يوميا بنهاية العام، وأضاف أن بعض التصورات تذهب إلى انخفاض يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا.

وكانت إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة قالت أول أمس الخميس إن من المتوقع أن يتراجع إنتاج الخام الأميركي 470 ألف برميل يوميا، وإن الطلب يتجه للنزول نحو 1.3 مليون برميل يوميا في 2020، في ظل تضرر الأسواق من جائحة فيروس كورونا العالمية.

وتحدث وزير الطاقة الأميركي عن وضع قاس في أسواق الطاقة العالمية، قائلا إن جائحة فيروس كورونا والفائض الضخم من معروض النفط خلقا مزيجا قاتلا.

وقال “حان الوقت لأن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب، ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض”.

ويجري الرئيس دونالد ترامب ومسؤولون آخرون في الإدارة محادثات مع دول أخرى للمساعدة على تقليص الفائض، في حين تخزن الولايات المتحدة أكبر قدر ممكن من النفط في احتياطاتها النفطية الإستراتيجية، لمعالجة تخمة المعروض بالسوق.

وقال برويليت “سنبحث عن مزيد من الفرص لتخفيف الضرر الواقع على منتجينا، لكن من مصلحتنا جميعا أن يعود القطاع إلى وضع القوة بما يكفل أن تقود الطاقة النمو الاقتصادي من جديد وتعزز أمننا القومي”.

طلب سعودي
من جهته، طلب وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أمس الجمعة من جميع منتجي النفط بذل كل جهد ممكن لإعادة الاستقرار للسوق النفطي.

وقال الوزير خلال الكلمة الافتتاحية لاجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين الذي عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة “إن إعادة الاستقرار لأسواق النفط تعتبر أمرا ضروريا لتحقيق تعاف اقتصادي سريع”، في وقت تسجل فيه الأسواق تخمة في المعروض.

وأضاف الوزير السعودي “نحث أعضاء مجموعة العشرين -بمن فيهم المكسيك- على تبني إجراءات ملائمة لاستقرار حالة السوق النفطي، على أساس مبادئ العدل والإنصاف والشفافية والشمول”.
وتترأس السعودية -التي رتبت لاجتماع الجمعة لوزراء الطاقة- الدورة الحالية لمجموعة العشرين، وتستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفجر الجمعة، قالت منظمة أوبك في بيان إن اتفاق الخميس يقضي بتنفيذ تحالف “أوبك بلس” خفضا في إنتاج الخام بمقدار عشرة ملايين برميل يوميا، وذلك اعتبارا من مايو/أيار المقبل حتى نهاية يونيو/حزيران 2020.

وبحسب الاتفاق، فإن خفض الإنتاج سيتراجع إلى ثمانية ملايين برميل يوميا اعتبارا من يوليو/تموز حتى نهاية 2020، يتبعه بمقدار ستة ملايين برميل يوميا مطلع 2021 حتى نهاية أبريل/نيسان 2022.

وقالت أوبك “تم الاتفاق على ما ورد أعلاه من قبل جميع الدول الأعضاء في أوبك والدول غير المنتجة للنفط المشاركة في إعلان التعاون باستثناء المكسيك، ونتيجة لذلك فإن الاتفاقية مشروطة بموافقة المكسيك”.

تحرك مكسيكي
وبينما كانت الأسواق تخشى خلافات بين السعودية (كبرى دول أوبك) وروسيا عرقلت المكسيك اتفاق خفض الإنتاج، معتبرة أن الجهد المطلوب منها -أي خفض الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا- مبالغ فيه مقارنة بدول أخرى، واقترحت خفضا بمقدار 100 ألف برميل.

وفي وقت لاحق الجمعة، أعلن رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن بلاده ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا.

وصرح لوبيز أوبرادور بأن ترامب وافق على خفض الإنتاج الأميركي بمقدار 250 ألف برميل يوميا “كتعويض” عن المكسيك، مضيفا أن ترامب هو الذي تواصل معه.
اعلان

وفي أعقاب ذلك، أكد ترامب الجمعة أن الولايات المتحدة وافقت على مساعدة المكسيك للتوصل إلى اتفاق عالمي بين الدول المنتجة وكبح انهيار الأسعار.

وقال ترامب “قبلنا خفض الإنتاج، وهم قبلوا القيام بشيء لتعويضنا في المستقبل”.

وبذلك، أكد ترامب قبوله خفض الإنتاج الأميركي بـ250 ألف برميل يوميا، وفق ما أفاد به نظيره المكسيكي سابقا.

ويشير الاتفاق المطروح إلى نهاية محتملة لحرب الأسعار بين روسيا والسعودية اللتين تحملتا النصيب الأكبر من تخفيضات الإنتاج، إذ اتفقتا على خفض إنتاجهما بحوالي 8.5 ملايين برميل في اليوم.

ولا تستطيع الولايات المتحدة -التي دعيت إلى الاجتماع- المشاركة بشكل مباشر في المحادثات، بسبب قوانينها لمنع الاحتكار التي تحظر هذا النوع من التفاهمات.

الموقف الروسي
وأمس الجمعة، تحدث ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين للتباحث بشأن محاربة فيروس كورونا المستجد وأسعار النفط العالمية.

من جهته، قال الكرملين إن الرئيس الروسي ونظيره الأميركي ناقشا في مكالمة هاتفية الجمعة اتفاقا عالميا محتملا بشأن تخفيض إنتاج النفط للمجموعة أوبك بلس، كما قال إن بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تباحثا عبر الهاتف.
من جانبه، حث وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وزراء مجموعة العشرين على العمل بروح “الشراكة والتضامن”، بحسب محطة تلفزيون محلية.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء في وقت سابق الجمعة أن روسيا ستقلص إنتاجها من النفط بواقع 1.8 مليون برميل إذا تمت الموافقة على اتفاق تحالف أوبك بلس.

وتراجعت أسعار النفط الخميس على الرغم من اقتراب أوبك من اتفاق، إذ تسببت أوامر بفرض إجراءات عزل عام في أنحاء العالم في سلب الحياة من الاقتصاد العالمي.

وأغلقت الأسواق أمس الجمعة في عطلة “الجمعة العظيمة” بالمراكز الكبرى، لكن جرى الخميس تداول خام برنت عند نحو 32 دولارا للبرميل، وهو ما يقل بواقع النصف عن المستوى المسجل في نهاية 2019.

المصدر : وكالات