بغداد – أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي أن حكومته باتت جاهزة، ويتم حاليا إجراء مفاوضات مع الكتل السياسية للتوافق عليها.
ومن شأن إعلان رئيس الوزراء المكلف عن كابينته إغلاق جميع المنافذ أمام القوى الشيعية لعرقلة مساعي تشكيل الحكومة أو انتهاز أي فرصة للتراجع عن دعمه.
وأكد الكاظمي أنه راعى في عملية اختيار أعضاء حكومته الكفاءة ونظافة اليد بما يضمن أولوية محاربة الفساد وإنعاش الاقتصاد العراقي المنهك.
كما أشار إلى أن هدفه الأساسي إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية إلى جانب تفادي أن تكون البلاد ساحة لتصفية الحسابات، في إشارة إلى التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وقال الكاظمي في تصريحات صحافية، بعد نحو أسبوع من تكليفه، إن تشكيل أعضاء حكومته أصبح جاهزا، ويتم حاليا التفاوض مع الكتل السياسية للتوافق عليها، ومن ثم منحها الثقة بالبرلمان في أسرع وقت ممكن للعمل على تنفيذ الإصلاحات ذات الأولوية الملحة.
ويشار في هذا السياق إلى أن الكاظمي شدّد على وجود ضمانات له بموافقة البرلمان على كابينته الحكومية كشرط أساسي لقبوله بالتكليف.
وأكد أن أولوياته تقتضي فتح حوار وطني حقيقي بين مختلف الأطياف العراقية بعد غياب سنوات، بهدف “تأسيس رؤية وطنية نستطيع من خلالها بناء مؤسسات الدولة بناء سليما، بعيدا عن الصراعات الطائفية.
كما تعهد رئيس الوزراء المكلف بالعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي، وفقا لتدابير المصالح المشتركة لبلاده.
ويواجه الكاظمي تحديات اقتصادية كبيرة تعمّقت على وقع انهيار أسعار النفط وتأثيرات أزمة تفشي كورونا.
ويبدو أن حكومة الكاظمي في طريق مفتوح للفوز بموافقة البرلمان بعد أن حظي بدعم القوى السياسية السنية والكردية، والذي من شأنه أن يكون ورقة ضغط على الأطراف الشيعية التي قد تعيق مهمته .
ويسعى رئيس الوزراء المكلف إلى تمرير حكومته الجديدة في أسرع وقت ممكن لسد جميع المنافذ أمام القوى الشيعية لتعطيل مهمته، حيث تدور في الكواليس تصورات عن أن ترشيح الكاظمي هو محاولة لكسب الوقت، لأن هدف القوى الموالية لإيران هو الإبقاء على الحكومة الحالية المستقيلة، التي يترأسها عادل عبدالمهدي.
وكان الكاظمي عبر عن ارتياحه لسير مشاورات تشكيل حكومته، و”تطلعه إلى تعاون الجميع”. وجاء هذا الإعلان خلال استقبال الكاظمي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت.
وتقول مصادر مطلعة على الأجواء التفاوضية الداخلية إن رئيس الحكومة المكلف يتجه لاختيار حكومة تضم خليطا من مرشحي الأحزاب السياسية والشخصيات الأكاديمية والتكنوقراط المستقل، فيما تتقاطع التقديرات بشأن نوايا الكاظمي خلال المرحلة التي تلي نيله الثقة بين إمكانية أن يجنح نحو التصعيد ضد القوى والمجموعات المسلحة الموالية لإيران أو أن يختار التهدئة إلى حين مرور عاصفة كورونا والتعافي من الأزمة المالية الناجمة عن انهيار أسعار النفط.
وكان كلّف الرئيس برهم صالح الخميس الماضي، الكاظمي، بتشكيل الحكومة بعد إعلان رئيس الوزراء المكلف السابق عدنان الزرفي، اعتذاره عن المهمة لأسباب “داخلية وخارجية” لم يفصح عنها.
ويعد الكاظمي ثالث مكلف بتشكيل الحكومة، عقب الزرفي، ومحمد توفيق علاوي، المنسحب مطلع مارس الماضي، لفشله في إقناع المكون السني والكردي وبعض القوى الشيعية، بدعم تشكيلته الحكومية.
العرب