طرابلس – أفادت مصادر أمنية بوفاة رئيس المخابرات العامة بحكومة الوفاق عبدالقادر التهامي في وقت لا تزال حكومة الوفاق تتكتم عن تفاصيل الوفاة ما يطرح تساؤلات حول حقيقة وفاة التهامي الغامضة.
واكتفى مصدر تابع للحكومة الليبية، بالقول إن “اللواء التهامي توفي في منزله بطرابلس، بعد تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة”.
ونقلت قناة “ليبيا 24” عن مصدر لم تذكر اسمه، أن الوفاة ناجمة عن تعرض التهامي لسكتة قلبية، إلا أن وسائل إعلام أخرى أشارت إلى احتمال أن تكون تمت تصفيته.
وأوردت المصادر أن قتل التهامي جاء بعد اختطافه من قبل ميليشيا “النواصي”، التابعة لوزارة داخلية الوفاق والتي سلمت جثته إلى أسرته بعد يومين من اعتقاله، بعد تصفيته جسديا.
وتحولت العاصمة الليبية الغارقة تحت نفوذ الميليشيات إلى ساحة مفتوحة لصراع تنظيمات وتيارات مختلفة تحت مظلة حكومة السراج والتي تغلغلت داخل مفاصل حساسة منها على رأسها جهاز المخابرات العامة.
ويشكل اختراق الميليشيات لجهاز المخابرات العامة، وسيطرتها على مفاصل العمل فيه، انتكاسة كبيرة لحكومة السراج التي باتت عاجزة حتى عن حماية أجهزتها الأمنية الرسمية.
وتشهد طرابلس منذ فترة تنافسا داخليا حامي الوطيس بين فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا فيما يبدو أنه صراع على النفوذ داخل الحكومة المسيطرة على العاصمة الليبية، تفاقمت حدته مع التدخل العسكري التركي في ليبيا.
وكان وزير الداخلية في حكومة السراج قد وجه نصيحة إلى كتيبة النواصي التابعة لـ”قوة حماية طرابلس”، قائلا “أنصح الشباب في ميليشيات النواصي بألا يقبضوا على أحد لأن هذا ليس من اختصاصهم، هذا اختصاص الداخلية”. وأضاف “الباب مفتوح أمام من يريد الانضمام إلى الداخلية ومن يرفض سيحاسب أمام القانون”.
واتهم فتحي باشاغا ميليشيات طرابلس بالسيطرة على جهاز المخابرات العامة. وقال باشاغا، المحسوب على جماعة الإخوان “لن نتساهل في التعامل مع الميليشيات التي تستغل الأجهزة الأمنية، وهناك فساد سنواجهه، وسأتعامل معها بالقانون”، لكنه دافع في المقابل عن ميليشيات مصراتة التي طالما كان من بين قادتها البارزين.
وتُسيطر كتيبة “النواصي” بقيادة مصطفى قدور على أجزاء كبيرة من العاصمة طرابلس، حيث يوجد مقر قيادتها الرئيسي في منطقة “أبوستة”، على بعد نحو 100 متر فقط من مقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
والتهامي، سياسي ليبي، عمل ضابطا في جهاز الأمن الخارجي خلال فترة حكم معمر القذافي (1977-2011).
وبعد 6 سنوات من سقوط حكم القذافي، عاد إلى الحياة السياسية، وتم تعيينه مديرا للمركز الوطني لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي 25 نيسان 2017، تم تكليفه من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة جهاز المخابرات.
العرب