زيارة وزير الكاظمي للسعودية والكويت… هل تغيّر كورونا والأزمة المالية المشهد العراقي؟

زيارة وزير الكاظمي للسعودية والكويت… هل تغيّر كورونا والأزمة المالية المشهد العراقي؟

بعد زيارة دامت عدة ساعات لوزير المالية العراقي، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة إلى السعودية، علي علاوي، التقى خلالها بوزراء المالية والطاقة والخارجية السعوديين، وعقد عدة اجتماعات مغلقة متسلسلة معهم بالعاصمة الرياض، حطت رحال الوزير علاوي في الكويت، مساء اليوم السبت، في زيارة مماثلة من حيث الهدف، وسط معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” بأن كلاً من السعودية والكويت وعدت العراق بالمساعدة العاجلة لتأمين دفع مرتبات موظفيه، إثر انهيار أسعار النفط، فضلاً عن وعود سعودية بمساعدة العراق بملف الكهرباء
تحديداً.
واليوم السبت، ذكرت السفارة العراقية في الرياض، عبر بيان مطول لها، أن وزير المالية العراقي علي علاوي، الذي وصل إلى المملكة العربية السعودية مبعوثاً من رئيس الوزراء
مصطفى الكاظمي، عقد جلسة مباحثات مع نظيره السعودي محمد عبد الله الجدعان، ووزير التجارة السعودي ماجد بن عبد الله القصبي، ووزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ومسؤولين آخرين، وتم خلال اللقاء تسليم رسالة موجهة من الكاظمي إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ونقلت عن وزير الخارجية السعودية تأكيده على دعم الرياض لـ”الحكومة العراقية وجهودها لتجاوز محنة الإرهاب، مبدياً استعداد المملكة لدعم العراق في جميع المجالات بما يضمن عودة الأمن والازدهار الاقتصادي”.

فيما ذكرت وسائل إعلام كويتية أن رئيس مجلس الوزراء الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، استقبل علاوي والوفد المرافق له في قصر السيف، وتسلم خلال اللقاء رسالة خطية من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تتضمن سبل دعم العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

وأفاد مسؤول عراقي بارز في بغداد، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، بأنّ “كلاً من السعودية والكويت وعدت بتقديم دعم سريع للعراق، للتخفيف من آثار أزمته المالية، ومساعدته في ملفات عاجلة”، مضيفاً أن الوزير سيعلن نتائج جولته بعد وصوله إلى بغداد في الساعات المقبلة، “وفيها نتائج جيدة على مستوى الدعم أو تفعيل اتفاقيات سابقة كانت حكومة عادل عبد المهدي سبباً في تعطيلها لأسباب سياسية، تتعلق بالأزمة السعودية الإيرانية؛ من بينها استيراد الكهرباء عبر الربط الشبكي من السعودية بأسعار مخفضة، وأيضا فتح معبر عرعر البري بين البلدين، والاستثمار في قطاع الطاقة العراقي وتحديداً الغاز”.


الزيارة تحمل وعوداً على مستوى الدعم أو تفعيل اتفاقيات سابقة كانت حكومة عبد المهدي سبباً في تعطيلها لأسباب سياسية


ولفت إلى أن العراق سيحصل وفقاً لوعود أولية على قروض ومساعدات ميسرة من السعودية والكويت، وهناك جولة أخرى للوزير علاوي لدول أخرى للغرض ذاته أو لتأخير تسديد العراق ديونا ومستحقات عليه.

في المقابل، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني، إن توجه العراق نحو السعودية “يهدف بالدرجة الأولى لتجاوز أزمة كبيرة غير مسبوقة في المال والاقتصاد، بفعل انهيار أسعار النفط والأزمة الصحية العالمية”، مضيفاً، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “أي انفتاح أو دعم خليجي للعراق بالوقت الحالي سيكون بتشجيع أميركي، ضمن حالة استغلال وضع لإحداث تغيير في المعادلة العراقية الحالية والنفوذ الإيراني شبه الكامل على القرار العراقي، وكفرصة لإنهاء اعتماد العراق على الغاز والكهرباء الإيرانيين منذ سنوات”.

واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مثنى أمين، أن زيارة وزير المالية إلى السعودية تمثل جزءًا من ملف تقوية علاقات العراق مع دول الجوار، مضيفاً، خلال تصريح صحافي، أن “المملكة دولة غنية، ويمكن أن تقدم للعراق الكثير”.

ولفت إلى أن “العراق يمر بعدة أزمات كالأزمة الاقتصادية، وانخفاض أسعار النفط، وجائحة كورونا”، مضيفاً “توجد ملفات أخرى عديدة ومهمة ولا نعلم هل سيتم طرحها أم لا، خلال زيارة وزير المالية إلى السعودية، كقضية إمدادات الغاز والكهرباء كبديل عن الإمدادات القادمة من إيران نتيجة للضغوط الأميركية، ومن الممكن أن تقدم لنا أسعاراً أفضل في قضية استيراد الغاز والكهرباء”.

قي المقابل، قال عضو البرلمان السابق وزعيم “حزب الأمة”، مثال الآلوسي، إن “كورونا نجح في تغليب العقل والمصالح والتعاون بين بغداد والرياض”، متسائلاً عن إمكانية “أن ينجح كورونا أيضاً بإنهاء اعتداءاتها في العراق؟”.

براء الشمري، محمد علي

العربي الجديد