أفاد مراسل الجزيرة في واشنطن بأن نحو ثلاثة آلاف شخص تظاهروا بالقرب من البيت الأبيض قبيل سريان حظر التجول. ونشرت السلطات وحدات أمنية بجانب قوة تابعة لوزارة العدل في محيط المبنى وفق ما نقلته شبكة “سي أن أن” الأميركية عن مسؤول بالوزارة.
وقد اتسع نطاق الاحتجاجات في عدة ولايات أميركية على خلفية مقتل جورج فلويد الأميركي من أصل إفريقي على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس.
وشهدت مدن أميركية عدة حظرا للتجول، من بينها لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا، في محاولة لوقف الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت وعمت حوالي 30 مدينة أميركية. فيما نشر الحرس الوطني الأميركي خمسة آلاف عنصر من قواته ومن القوات الجوية في خمس عشرة ولاية إضافة إلى العاصمة واشنطن.
وذكرت مراسلة الجزيرة في واشنطن أن الاحتجاجات ما زالت مستمرة في مناطق عدة في عموم البلاد.
وفي تطور لافت وصف رئيس شرطة مينيابوليس مينيابوليس إحجام ثلاثة من رجال الشرطة عن إنقاذ حياة جورج فلويد أثناء توقيفه بأنه “تواطؤ وعمل ينافي القيم الإنسانية”.
حركة “أنتيفا”
وقد اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة “أنتيفا” اليسارية المناهضة للفاشية بالوقوف خلف الاحتجاجات المستمرة في ولايات أميركية عدة لليوم الرابع على التوالي، مؤكدا أنه سيصنفها “منظمة إرهابية”.
وترتبط عودة نشاط حركة “أنتيفا” في الولايات المتحدة بأحداث وقعت إثر وصول الرئيس ترامب إلى الحكم بعدما كانت خامدة لسنوات طويلة.
من جانبه أفاد وزير العدل الأميركي ويليام بار بأن العنف الذي حرضت عليه وقامت به جماعة “أنتيفا” وجماعات أخرى مماثلة يعد “إرهابا داخليا، وسيتم التعامل معه بناء على هذا الأساس”.
وقال بار إن العناصر الراديكالية العنيفة اختطفت -من خلال أعمال الشغب التي تحدث في العديد من المدن الأميركية- أصوات الاحتجاجات السلمية المشروعة، وإن مجموعات من المتطرفين والمحرضين الخارجيين تستغل الوضع للعمل على أجندتها المنفصلة والعنيفة والمتطرفة.
وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين اليوم الأحد عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، أربعة منهم في مدينة مينيابوليس والقتيل الخامس بمدينة إنديانابوليس.
كما أصيب اثنان من فريق التصوير التلفزيوني التابع لوكالة رويترز بالرصاص المطاطي، عندما دخلت الشرطة منطقة كان فيها حوالي 500 محتج عقب بدء حظر التجول في مينيابوليس.
وأعلن حاكم ولاية مينيسوتا تيم والتز تمديد حظر التجول حتى الساعة السادسة من صباح الاثنين، مشيرا إلى أن الحظر الذي فرض ليلا يومي الجمعة والسبت ساعد القوى الأمنية على استهداف الساعين إلى الأذى.
وأعلن والتز توقيف عدد من الأشخاص الذين تسببوا بالأذى خلال الاحتجاجات، وضبط أسلحة وسكاكين ومخدرات، معتبرا أن “أفرادا سيئين” يخرقون صفوف المتظاهرين السلميين.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب حكام الولايات والعُمَد بحزم أكبر في مواجهة الاحتجاجات ولوح باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة والاعتقالات لضبط الأوضاع في حال لم يقوموا بما يجب فعله.
كما اتهم في تغريدة على تويتر وسائل إعلام أميركية مختلفة بنشر “معلومات مضللة” أكثر من أي دولة أجنبية، وطالب في تغريدة أخرى باستعادة القانون والنظام في فيلادلفيا. وقال إن المتاجر في المدينة تتعرض للنهب وإنه يجب الاستعانة بالحرس الوطني على غرار ولاية مينيسوتا.
دعوة للهدوء
من جانبه، دعا المرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن اليوم الأحد المحتجين لعدم اللجوء إلى العنف احتجاجا على “وحشية” ممارسات الشرطة.
وقال بايدن في بيان له إن “الاحتجاج على ممارسات وحشية كهذه أمر صائب وضروري، لكن الإحراق وإحداث تدمير لا طائل من ورائه ليس كذلك.. نحن أمة تتألم، لكن يجب ألا ندع هذا الألم يدمرنا”.
كما قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ما شوهد في فيديو توقيف جورج فلويد كان عملية قتل وإعدام على الهواء، مشيرة إلى أن أفراد الشرطة الآخرين الظاهرين في الفيديو كانوا ليُعتبروا في ظروف مختلفة متواطئين في الجريمة.
وأعربت بيلوسي -في مقابلة مع محطة “أي بي سي” الأميركية- عن قلقها من توجيه تهمة القتل من الدرجة الثالثة للشرطي المتورط.
سيرات تضامن
خارجيا، شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة تندد بقتل جورج فلويد على يد الشرطة في ولاية مينيسوتا.
كما شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة مماثلة طالب خلالها المتظاهرون بوقف اعتداءات الشرطة على السود في الولايات المتحدة.
وأعلن المتظاهرون دعمهم لمطالب المحتجين في المظاهرات التي تشهدها عدة مدن أميركية. وجاءت هذه المظاهرة رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
وفي البرازيل، نظم عشرات النشطاء البرازيليين وسط مدينة ساوباولو مظاهرات منددة بالعنصرية، ومعارضة لما أسموه الحكم الفاشي في العالم، ورفعوا شعارات مؤيدة للمظاهرات في الولايات المتحدة.
وكان النشطاء قد أطلقوا دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى التجمع لمناهضة ما وصفوها بالإجراءات العنصرية التي تمارسها الشرطة ضد أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة وفي البرازيل، مشبهين حكم الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وإجراءاته بحكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يشار إلى أنه حتى صباح الأحد، تسببت أحداث العنف التي تلت مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد، في إعلان حالة الطوارئ في 25 مدينة أميركية تابعة لـ16 ولاية، واعتقال ما يقرب من 1400 شخص في 17 مدينة.
المصدر : الجزيرة + وكالات