علق محام ومستشار بمشروع لنكولن (لجنة سياسية أميركية شكلها جمهوريون بارزون في نهاية 2019 بهدف منع إعادة انتخاب دونالد ترامب في 2020) بأنه “مثلما يمكن للأزمات أن تقدم اختبارا لشخصية أي فرد، فإنها تفعل ذلك بشكل خاص مع الرؤساء، والآن نحن نقف مثقلين بمشاهدة رئيس يفشل في اختباره بطريقة كارثية، وتعاني الأمة العواقب”.
وقال جورج تي كونواي -في مقاله بصحيفة واشنطن بوست- إن الرئيس ترامب -حتى ثلاثة أشهر مضت- لم يواجه أبدا أزمة خطيرة، لكنه الآن يواجه اثنتين ويفشل فيهما، وهما جائحة فيروس كورونا وما يصاحبها من دمار اقتصادي، والآن الاضطرابات الاجتماعية وأعمال الشغب الناجمة عن مقتل جورج فلويد بأيدي شرطة مينيابوليس.
ويرى كونواي أن ترامب تنقصه الإنسانية، وأنه لم تكن لديه أي فكرة عن كيفية التعامل مع أي من الأزمتين، وأنه رد على الاحتجاجات على وحشية الشرطة بجعل الأمور أسوأ، وفي مواجهة الظروف التي تستدعي الدعوات إلى الهدوء وضبط النفس رد بدعوات سادية لمزيد من العنف متذمرا من “قطاع الطرق” و”إطلاق النار على النهابين” والاحتفاء “بالهيمنة” و”القوة الساحقة”.
وفي تغريده عن “القانون والنظام” و”الفوضويين”، متجاهلا التمييز بين المواطنين المسالمين والمضطهدين والقلة القليلة من المارقين المندسين بينهم؛ وصف ترامب حكام الولايات في مكالمة هاتفية “بالضعاف”، موبخا إياهم لعدم صب المزيد من الزيت على النار. وهو ما فعلته إدارته عندما استخدمت الغازات المدمعة والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين لإفساح الطريق له من أجل صورة تذكارية أمام إحدى كنائس ميدان لافاييت، وفي يده إنجيل استعاره من أحدهم.
وانتقد الكاتب موقفه أيضا من أزمة كورونا التي اجتاحت البلاد، حيث إن الاستجابة لهذه الجائحة كانت بحاجة ماسة إلى قائد يتمتع بكفاءة وفهم واع توجهه إنسانية أساسية، لكن بدل ذلك بدأ ترامب بالنفي والأكاذيب والأوهام بأن الحالات تنخفض إلى الصفر، وسبب المرض القاتل سيختفي بأعجوبة.
وأفاض كونواي في ذكر تصرفات ترامب السلبية التي تفتقر إلى الإنسانية، وخلص إلى أن الكثير من حماقته وعدم كفاءته ينبع في هذه الأمور من نرجسيته الاستثنائية وقصوره العاطفي.
ولخص سلوكه هذا بأنه غير أخلاقي، ويظهر تجاهلا تاما لسلامة الآخرين، وعدم مسؤولية مستمرة وقسوة وسخرية وعدم احترام للبشر الآخرين، وازدراء للحقيقة والصدق والمعايير والقواعد والقوانين، وعدم القدرة الكاملة على الشعور بالندم أو الذنب.
وختم الكاتب مقاله بأن هذه هي مشكلة ترامب أمس واليوم وغدا، وأنها “مشكلتنا أيضا في الوقت الحالي لأننا ما زلنا محكومين برجل بلا روح وعقل معطل، وسيستمر الضرر ولن يتوقف حتى ينهي الناخبون ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وينظرون إلى أرواحهم وضمائرهم وإنسانيتهم والإدلاء بأصواتهم لواحد منهم.
العرب