أنقرة -أثارت الانتقادات الفرنسية المتكررة للتدخلات التركية في ليبيا غضب أنقرة التي وجهت اتهاما لباريس بتصعيد الأزمة في ليبيا وانتهاك قرارات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال تأييد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضد حكومة السراج التي تدعمها أنقرة.
ويمثل ذلك تصعيدا جديدا في الحرب الكلامية الدائرة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي واللذين يختلفان حول سلسلة من القضايا من بينها ليبيا حيث ساعدت تركيا حكومة الوفاق في الآونة الأخيرة لصد مساعي الجيش الليبي لتحرير العاصمة الليبية من سطوة حكم الميلشيات.
وصعّدت باريس موقفها الأحد تجاه التدخلات التركية في ليبيا، وقالت الاثنين إنها تريد إجراء محادثات مع شركائها في حلف شمال الأطلسي لبحث دور تركيا “العدواني” بشكل متزايد في ليبيا، واتهمت أنقرة بإحباط مساعي التوصل إلى هدنة بكسرها حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.
وتضاعف النفوذ التركي في ليبيا مع تمكن ميليشيات الوفاق من السيطرة على الغرب الليبي في ظل حديث عن منح الوفاق قاعدتين عسكريتين جوية وبحرية لأنقرة ما سيزيد من مخاطر التدخل التركي في المنطقة.
ويعكس بيان الخارجية التركية وتهجمها على فرنسا محاولة للتغطية على تورطها الذي ساهم في مزيد تعميق ملف الأزمة الليبية مع تصاعد الانتقادات الدولية لتركيا التي باتت في موقف حرج نظرا لتورطها في نقل الأسلحة والمرتزقة للقتال في صفوف حكومة السراج وهو ما يشكل انتهاكا لجميع الاتفاقيات الدولية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اتهم نظيره التركي في يناير بـ”عدم احترام كلامه” المتعلّق بإنهاء التدخل الخارجي في الأزمة الليبية ولاسيما عدم إرسال سفن تركية تقلّ مرتزقة إلى ليبيا.
وسبق لماكرون أن أعرب عن أسفه لصمت الحلف الذي يضم تركيا، عن الهجمات العسكرية التركية على الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، حليفة القوى الغربية في مكافحة الجماعات الإرهابية في سوريا. وقال في نوفمبر إنّ حلف شمال الأطلسي صار يعاني من “موت سريري”.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “الدعم الذي قدمته فرنسا فاقم الأزمة في ليبيا”. وتابعت “ما يجب أن يكون مدعاة للقلق في حقيقة الأمرهو علاقات فرنسا المبهمة… من غير المقبول أن يتصرف حليف في حلف شمال الأطلسي بهذا الشكل”.
ويتلقى الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر دعما من العديد من الدول العربية والغربية في حربه على الإرهاب وصده لمخطط أخونة البلاد.
وتنفي فرنسا دعم حفتر لكنها قدمت له مساعدات في السابق لقتال إسلاميين متشددين. وأيضا لم تنتقد فرنسا الدول التي تدعمه علنا بينما كررت انتقادها لموقف تركيا.
وفي العام الماضي، وقعت حكومة الوفاق الوطني وتركيا اتفاق تعاون عسكريا. ومنذ ذلك الوقت أرسلت أنقرة مستشارين ومدربين عسكريين بجانب مقاتلين سوريين متحالفين معها من جماعة المعارضة السورية التي تحمل اسم الجيش الوطني السوري إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني.
وفي مقابلة مع صحيفة لاكروا الثلاثاء، كرر وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان القول إن باريس لا تنحاز لطرف في ليبيا لكنه قال إن تركيا تعرض الأمن الأوروبي للخطر بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا.
وقال “إنه خطر علينا ومقامرة استراتيجية غير مقبولة لأنها (ليبيا) على مسافة 200 كيلومتر من ساحل إيطاليا”.
العرب