كورونا يتسبب في نكسة صحية بالعراق ودول العالم تقترب من إنهاء الإغلاق

كورونا يتسبب في نكسة صحية بالعراق ودول العالم تقترب من إنهاء الإغلاق

بغداد – بينما يوشك العالم على احتواء مضاعفات فايروس كورونا، يتهاوى وضع العراق بشدة، إذ تزداد الإصابات بشكل كبير بالتوازي مع ازدياد الوفيات، وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي، ما قد يهدد بكارثة على المستوى العام.

ويوم السبت سجل العراق أعلى معدل إصابات في يوم واحد هو 1870، وأعلى معدل وفيات هو 88، منذ وصول الفايروس إليه عن طريق زوار إيرانيين للعتبات الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء.

وفُجع العراقيون يوم الأحد برحيل أسطورتهم في كرة القدم أحمد راضي، الذي توفي بسبب مضاعفات إصابته بفايروس كورونا.

وسلطت تجربة النجم الكروي الراحل الأضواء على جانب من أسباب تفشي فايروس كورونا في العراق على هذا النطاق، بالتزامن مع توجه الكثير من الدول نحو تخفيف إجراءات الإغلاق العام بعد نجاح عمليات الاحتواء بشكل كبير.

وينتمي أحمد راضي إلى قطاع واسع من العراقيين الذين ينكرون وجود فايروس كورونا من الأساس، لذلك واصل ممارسة نشاطاته بشكل طبيعي، وعقد سلسلة اجتماعات تمهيدا لترشيحه إلى رئاسة اتحاد كرة القدم في العراق.

وعندما تأكدت إصابته بالفايروس، رقد أحمد راضي لمدة يوم واحد في المستشفى، ثم غادر إلى منزله دون علم إدارة المستشفى أو الكادر الطبي.

ولكنه تعرض لانتكاسة بعد ساعات في منزله، استدعت إرسال فريق طبي، أعاده إلى المستشفى، ليبلغ عن وفاته صباح الأحد.

وتقول مصادر غير رسمية إن الوباء يتفشى في مناطق مختلفة من العراق بشكل مثير للذعر، بالرغم من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وتقول المصادر إن مختبرات الفحص الحكومية لم تعد قادرة على استيعاب الطلب الهائل من قبل المشكوك في إصابتهم بالفايروس، فيما تتشكل يوميا طوابير طويلة من المشتبه بإصابتهم في بغداد، أمام المستشفيات المخصصة لإجراءات الفحص.

وقال وكيل وزارة الصحة حازم الجميلي إن “الارتفاع في عدد الإصابات والوفيات سببه عدم التزام المواطنين بالإجراءات الصحية والوقائية، كما أنه متوقع”.

وأضاف أن “الأعداد المسجلة ما زالت ضمن المعقول، لأنها لم تتضاعف عكس ما كان في الفترات السابقة، التي تضاعفت فيها الإصابات من 300 إلى 600 إصابة وأكثر”، مؤكدا أنه “في حال وجود مضاعفات في الأعداد تكون هناك خطورة على الوضع الصحي العام”.

وبعد إغلاق كلي في عموم البلاد خلال شهر رمضان، خففت بغداد إجراءات حظر التجوال جزئيا خلال الأسابيع الماضية، لكنها منحت المحافظات صلاحية اتخاذ ما يلزم من قرارات.

وقررت خمس مدن عراقية تطبيق حظر جديد بدءا من يوم الأحد، يشمل جميع الأشخاص والعربات باستثناء الملاكات الصحية.

وتشكو السلطات الصحية من أن سكان المناطق الشعبية لا يأبهون لإجراءات الحظر الوقائي أو التباعد الاجتماعي، فيما تكتظ الأسواق في هذه المناطق طيلة ساعات النهار والليل بالمتبضعين والمارة.

ولا يجد العراقيون الكثير عندما يفتشون عن قدوة يحذون حذوها في الالتزام بوصايا التباعد الاجتماعي؛ فعلى سبيل المثال أقام رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان قتيبة الجبوري، وهو طبيب، عزاء لوالده حضره العشرات من الأشخاص، كما أظهرت الصور، دون أن يرتدي هو شخصيا الكمامة.

في المقابل أقام لاعب المنتخب العراقي لكرة القدم ضرغام إسماعيل احتفالا بمناسبة زفافه، شارك فيه العشرات، دون أن يرتدي بعضهم الكمامات.

وبرغم التحذيرات الواسعة من فقدان السيطرة، إلا أن النائب في البرلمان العراقي غايب العميري، يؤكد أن “العراق لم يصل إلى مرحلة الانهيار الصحي، حيث ما زالت هناك سيطرة على الوضع الوبائي”، لافتا إلى أن “هذا الارتفاع بعدد الإصابات يعد طبيعيا مقارنة مع بعض دول المنطقة المجاورة، حيث تشكل نسبة الوفيات أكثر من 3 في المئة من عدد المصابين”.

العرب