قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن أي ترتيبات لوقف إطلاق النار في ليبيا لن تنجح أو تصمد طويلا ما لم تكن مصحوبة بالتزامات وأحكام واضحة. وفي حين حدد العراق موقفه من الأزمة هددت مصر مجددا باتخاذ إجراءات حاسمة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أبو الغيط اليوم الثلاثاء خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن ليبيا.
وأشار الأمين العام للجامعة إلى أن هذه الالتزامات تتضمن إخراج من وصفهم بالمرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، وتفكيك المليشيات المسلحة، ووقف كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا.
واعتبر أبو الغيط أنه لا بديل عن الحل السياسي الشامل لتسوية الأزمة الليبية بكافة جوانبها، مؤكدا رفض أي حلول عسكرية للصراع.
وشدد أبو الغيط على رفض أي مخططات لتقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ وإحداث شرخ دائم في النسيج المجتمعي الليبي، وأضاف “هدفنا إيقاف القتال وخفض حالة التصعيد العسكري الخطيرة في ليبيا والتوصل إلى تهدئة فورية على كافة خطوط المواجهة وخاصة حول سرت”.
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بلاده تدعم جميع المبادرات الإقليمية والدولية التي تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا وترفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
أما وزير الخارجية المصري سامح شكري فشدد على أن القاهرة لن تتوانى عن اتخاذ كل إجراء كفيل بمنع وقوع ليبيا تحت سيطرة من وصفها بالجماعات الإرهابية والمليشيات.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوح بالتدخل العسكري بعد هزيمة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الغرب الليبي.
ويتلقى حفتر دعما سياسيا وعسكريا من مصر والسعودية والإمارات وروسيا، بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة.
تشغيل الفيديو
تصريح روسي
إلى ذلك، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة بلاده إلى وقف عاجل لإطلاق النار في ليبيا، واستئناف الحوار بين الفرقاء، بناء على مخرجات مؤتمر برلين.
وشدد على أنه يجب التفاهم حول “من له الحق في استخدام القوة العسكرية داخل الدولة الليبية”، وقال “بعد مؤتمر برلين تم تشكيل لجنة 5+5، التي أوكل إليها العمل على التوصل لمفهوم حول القوة العسكرية ضمن التسوية”.
وأضاف “نحن ننطلق من أنه لا يوجد بديل عن الحل السياسي للأزمة، وعلى اللاعبين الخارجيين تهيئة الظروف الملائمة للحوار بين الفرقاء الليبيين.
وقال إن تركيا ومصر تتفقان مع منهج روسيا في تسوية الصراع، وذلك بعدما أجرى محادثات عبر الهاتف مع وزيري خارجية البلدين.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم الثلاثاء إن التقرير الذي أفاد بوجود عسكري روسي في ليبيا استند إلى مصادر محل شك ومعلومات غير دقيقة وطالبت بالتحقيق فيه.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أشار في مايو/أيار إلى أن شركة “فاغنر جروب” الروسية الخاصة للتعاقدات العسكرية لديها ما يصل إلى 1200 شخص في ليبيا.
وقال بيتر إيلشيف المسؤول بالخارجية الروسية إنه من الواضح أن البيانات تعرضت للتزييف وإن مجموعة الخبراء التي نشرت التقرير تسعى إلى تشويه صورة سياسة موسكو في المنطقة.
الموقف الأميركي
من جهته، قال وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا إن الهزيمة العسكرية للواء المتقاعد خليفة حفتر زادت التوافق مع الولايات المتحدة حول الحل السياسي في ليبيا.
واعتبر في تغريدة على تويتر اليوم الثلاثاء أن ذلك “يؤكد أن عقلية الانقلاب العدوانية تهدم ولا تبني”.
وجاءت تصريحات باشاغا بعد يوم من لقاء عقده رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج مع الجنرال ستيفن تاونسند قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) والسفير الأميركي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند.
وأشار الوزير الليبي إلى أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة إنهاء التدخلات الأجنبية غير الشرعية ودعم سيادة ليبيا ووحدة أراضيها من أي تهديدات خارجية.
وتابع أن الاجتماع تطرق أيضا إلى العمل على تفكيك المليشيات الخارجة عن القانون كونها أحد أسباب عدم الاستقرار ودعم جهود الحكومة الليبية.
الجزيرة