بنغازي – رغم الدعوات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار وإيجاد مخرج سلمي للأزمة الليبية من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن السلاح التركي لازال يتدفق إلى ميليشيات الوفاق والمرتزقة السوريين ما يساهم في مزيد تعقيد الأزمة وعرقلة مساعي السلام.
واتهم اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحدي رغبة المجتمع الدولي في وقف إطلاق النار في ليبيا، وأكد أن “لا نية له في ذلك”.
وكشف المسماري في مؤتمر صحافي أن أربع طائرات وصلت إلى مطارات معيتيقة ومصراتة من تركيا وعلى متنها المعدات العسكرية والمقاتلين والمرتزقة.
وأضاف “كما سجلنا تواجد خمس قطع بحرية تركية على السواحل الغربية الليبية رغم كل التحذيرات الدولية، مما يعتبر انتهاكا لسيادة الدولة الليبية وأيضا يوضح أن تركيا تعزز من تواجدها لحرب سرت”.
وفي السياق ذاته، كشف موقع “إيتاميل رادار” الذي يرصد نشاط الطائرات عن وصول دفعة حديثة من الطائرات التركية إلى ليبيا “في مهمة جديدة”، كما نشر صوراً لعودة طائرتي C-130E من مصراتة إلى إسطنبول.
وشدد المسماري أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد “منع مشروع أردوغان في ليبيا، وسيواصل تدمير المشاريع التي تهدد استقرار الدول العربية”.
واتهم المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، تركيا بمحاولة “التغلغل في عدد من الدول الأفريقية” مثل النيجر وتشاد ومنطقة القرن الأفريقي، مشيرا إلى أن أردوغان يعمل “لصالح أجهزة مخابرات تابعة لدول أخرى” لم يسمها، وأنه لا يعمل لصالح الشعب التركي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا تركيا قبل أيام إلى الالتزام بالقرارات الأممية لجهة حظر السلاح إلى ليبيا، والكف عن التدخلات الخارجية التي تؤجج النزاع في البلاد التي مزقتها الحرب، وهو ما يعمق الشرخ بين الأطراف المتنازعة.
ولقيت مبادرة القاهرة فيما يخص الأزمة الليبية دعما دوليا كبيرا من أجل وقف إطلاق النار وقطع الطريق على التدخل التركي والمضي قدما في مفاوضات جادة.
وفيما يتواصل الحشد العسكري التركي على حدود سرت، لوّحت القاهرة بـ “تدخل عسكري مباشر” في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وحذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن سرت والجفرة “خط أحمر”، وقال أثناء تفقده المنطقة العسكرية الغربية في مصر، “إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر”.
وتسعى دول غربية وازنة إلى وضع حد لتمادي نظام الرئيس التركي في التدخل في الشأن الليبي الذي يعمل وفقا لأجندة إخوانية لا تتماشى مع تطلعات الشعب الليبي ولا تخدم استقرار البلاد.
وقال مراقبون إن التدخل التركي ساهم في رفع مستوى التصعيد في ليبيا وعرقل المسار السياسي لإيجاد حل سلمي للملف الليبي وعطل المضي قدما في تطبيق مخرجات مؤتمر برلين للسلام.
العرب