المخاوف تتعاظم من موجة ثانية لكورونا في الولايات المتحدة وأوروبا

المخاوف تتعاظم من موجة ثانية لكورونا في الولايات المتحدة وأوروبا

التوجس من موجة ثانية لوباء كورونا في الولايات المتحدة بات مشروعا بعد أن حققت أعداد الإصابات بالمرض قفزة في بعض ولاياتها لتهدد بذلك حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية المتعثرة أصلا بانتكاسات جديدة.

واشنطن – تسجل الولايات المتحدة تزايدا في عدد الإصابات بفايروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 480 ألف شخص في العالم ما يضاعف المخاوف من موجة ثانية للوباء قد تخلط أوراق الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب المتعثرة أصلا.

وفي الولايات المتحدة أعلن مدير “مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها” روبرت ريدفيلد الخميس أن “خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية في المئة من الأميركيين أصيبوا سواء عرفوا ذلك أم لم يعرفوا”، أي أكثر من عشرين مليون شخص وهو عدد أكبر بكثير من ذاك المعلن رسميا والبالغ 2.4 مليون شخص.

وبعد شهرين منذ بدأ انتشار الوباء، ارتفع عدد الإصابات الجديدة في الجنوب والغرب ويقترب من أعلى المستويات التي سجلت في أبريل الماضي.

ومن جانبه، أوقف حاكم ولاية تكساس مؤقتا إعادة فتح الولاية مساء الخميس مع تزايد حالات الإصابة بالفايروس.

وشهدت تكساس، التي كانت في طليعة الجهود لإعادة فتح الاقتصادات المتضررة التي أغلقت في مواجهة الجائحة، واحدة من أكبر القفزات في حالات الإصابة الجديدة، حيث أبلغت عن أكثر من 6000 في يوم واحد الاثنين.

وقال الحاكم غريغ أبوت، وهو جمهوري يقضي فترته الثانية بالمنصب، في بيان “هذا التوقف المؤقت سيساعد ولايتنا على تطويق الانتشار حتى نتمكن من دخول المرحلة التالية بفتح ولايتنا للأعمال بأمان”.

وتواجه 29 ولاية حاليا ارتفاعا في عدد الإصابات.

وينسب الخبراء هذا الارتفاع الجديد في الإصابات إلى مجموعة من الإجراءات على المستوى الرسمي وتسييس الأقنعة الواقية والتباعد، وانتشار ظاهرة “التعب من الحجر الصحي” بين الأميركيين على نطاق واسع.

ولكن كل هذه الأسباب مجتمعة قد لا تشفع للرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي يطمح للحصول على تفويض شعبي في نوفمبر المقبل لولاية رئاسية ثانية.

وتتعثر حملة الملياردير الأميركي متأثرة في ذلك بالأزمة الصحية العالمية وتأزم الاقتصاد الأميركي والاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة ما جعل خصوم ترامب الديمقراطيين، وخاصة مرشحهم جو بايدن، ينتهزون الفرصة للتقدم عليه في استطلاعات الرأي وتحميل إدارته مسؤولية بعض الإخفاقات.

وحاول ترامب ترجيح كفة حملته بعد أن استأنف التجمعات الانتخابية الأسبوع الماضي من ولاية أوكلاهوما إلا أن أعداد الأنصار التي حضرت تؤكد حدوث هوة واسعة بينه وبين الناخبين وحتى الجمهوريين منهم.

وفاقمت القيود التي فرضها كورونا في موجته الأولى الانتقادات الموجهة إلى ترامب بعد تسجيل الولايات المتحدة أكثر من 120 ألف حالة وفاة وهي حصيلة ثقيلة.

لكن الولايات المتحدة ليست وحدها من تتأهب لموجة ثانية لكوفيد – 19 حيث تستعد العديد من الدول في أميركا أو في بقية مناطق العالم لموجة ثانية، فيما تواصل دول أخرى جهود محاصرة الوباء.

وسجلت البرازيل حوالي 55 ألف وفاة و1.2 مليون إصابة بينما تجاوز عدد الوفيات في المكسيك الخميس 25 ألفا وبلغ عدد الإصابات مئتي ألف.

وفي المكسيك أعلن وزير المال أرتورو هيريا إصابته بالفايروس بعد ثلاثة أيام على لقائه الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. وقال على حسابه في تويتر “أبلغت بإصابتي الأكيدة بالفايروس. لدي عوارض خفيفة جدا وأخضعت نفسي للحجر الصحي. سأواصل العمل من منزلي”.

وفي فرنسا، استأنف مطار أورلي الباريسي نشاطه مع إقلاع أول رحلة متوجهة إلى مدينة بورتو في البرتغال، بعد توقف استمر ثلاثة أشهر. وأقلعت طائرة للرحلات الزهيدة تابعة لشركة “ترانسافيا” صباح الجمعة مدشنة بذلك عودة الرحلات التجارية إلى سماء باريس.

وفي مسعى للشعور بأن الحياة عادت إلى طبيعتها، تحدى العشرات من السياح درجات الحرارة المرتفعة في باريس وتسلقوا السلالم الحديدية لبرج إيفل أثناء إعادة فتحه للسياح، دون المصاعد التي اعتبرت صغيرة جدا للالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.

من جهتها، أعلنت النرويج، التي لا تزال تفرض بعض القيود الصارمة على السفر، الخميس أنها ستعمل على تخفيف الإجراءات مع دول شنغن والاتحاد الأوروبي بحلول منتصف يوليو.

وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغي قد حذر الخميس من أنه في 11 دولة “أدى انتقال العدوى المتسارع إلى انتشار واسع جدا من جديد وإذا لم يتم الحد منه سيدفع الأنظمة الصحية إلى حافة الهاوية مرة أخرى في أوروبا”.

وضمت لائحة الدول التي أعلنها الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الخميس السويد وأرمينيا ومولدافيا وشمال مقدونيا وأذربيجان وكازاخستان وألبانيا والبوسنة والهرسك وقرغيزستان وأوكرانيا وكوسوفو.

العرب