قتل 18 مدنيا وأصيب 22 آخرون بتفجير سيارة ملغمة في ولاية لوغر جنوب العاصمة كابل، في وقت أعلنت فيه حركة طالبان اكتمال الإفراج عن معتقلي الحكومة لديها.
ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن حسيب ستانكزاي رئيس مجلس ولاية لوغر، أن التفجير وقع قرب مقر حاكم الولاية.
من جانبها، نفت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد علاقتها بالحادث، والتزمت بهدنة الأيام الثلاثة مع الحكومة الأفغانية التي يفترض أن تبدأ صباح غد الجمعة، أول أيام عيد الأضحى.
ويمثل وقف إطلاق النار هذا خطوة حاسمة على طريق فتح محادثات غير مسبوقة بين طالبان والحكومة، يمكن أن تضع حدا لعقود من النزاع.
سجناء الحكومة
وفي إطار المساعي لحل النزاع، أعلنت حركة طالبان استكمال عملية الإفراج عن معتقلي الحكومة الأفغانية.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة سهيل شاهين إن ذلك جاء مع الإفراج عن ألف معتقل من القوات الأفغانية، وفقا لاتفاق الدوحة.
وأضاف أن الحركة أفرجت اليوم عن 82 سجينا جديدا، ليصبح إجمالي عدد المفرج عنهم من قبل طالبان 1005 أسرى.
وسبق أن أعلنت طالبان أنها مستعدة للإفراج عن جميع الجنود الأفغان المحتجزين لديها قبل حلول عيد الأضحى، وبدء مفاوضات مع السلطات الأفغانية إذا تمت عملية تبادل الأسرى.
وفي 29 فبراير/شباط الماضي، شهدت العاصمة القطرية الدوحة اتفاقا بين الولايات المتحدة وطالبان، يُمهد الطريق -وفق جدول زمني- لانسحاب أميركي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
ونص الاتفاق على إطلاق سراح حوالي 5 آلاف من سجناء طالبان، مقابل نحو ألف أسير من الحكومة الأفغانية.
تقرير أميركي
وأظهر تقرير رسمي أميركي نشر الخميس، أن العنف في أفغانستان يبقى مرتفعا بشكل غير معتاد رغم مفاوضات السلام مع حركة طالبان، لافتا إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين في الفصل الثاني.
وأفاد مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (التابع للكونغرس) أن “الهجمات التي أطلقها العدو تبقى أعلى بكثير من المعدل التاريخي” الذي سجل من الأول من أبريل/نيسان إلى 30 يونيو/حزيران.
ولم تشنّ حركة طالبان أي هجوم على قوات التحالف الدولي، لكنها هاجمت الجيش الأفغاني في عدة مناطق، كما أوضح مكتب المفتش العام الذي لا يحق له أن ينشر عدد هجمات طالبان منذ أن وقّعت الولايات المتحدة اتفاقا مع المتمردين الأفغان في 29 فبراير/شباط في الدوحة.
ونقلا عن معلومات من الحكومة الأفغانية، أوضح التقرير أن الأسبوع الممتد من 14 إلى 21 يونيو/حزيران “كان الأكثر دموية منذ 19 عاما”، مع 422 هجوما ضد الجيش الأفغاني في 32 ولاية، مما أدى إلى سقوط 291 قتيلا و550 جريحا.
وأشار التقرير إلى وثيقة صادرة عن البنتاغون تعتبر أن “حركة طالبان تعتمد معيارا في استخدام العنف يؤدي إلى ترهيب وإضعاف الجيش والحكومة الأفغانيين، لكن يبقى على مستوى تعتبره متوافقا مع الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة، على الأرجح لتشجيع انسحاب أميركي وخلق ظروف تكون مواتية لهم” بعد هذا الانسحاب.
المصدر : الجزيرة + وكالات