دعا خبراء ومؤيدون للمرشح الديمقراطي للرئاسيات الأميركية المقبلة جو بايدن إلى عدم مناظرة الرئيس الحالي دونالد ترامب بسبب “مناوراته الدعائية” و”ازدرائه للقواعد” خلال انتخابات 2016، وفق ما أورد تقرير نشرته مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية.
فقد انضم السكرتير الصحفي السابق في البيت الأبيض جو لوكهارت إلى العديد من الخبراء داخل الحزب الديمقراطي لتقديم المشورة إلى بايدن في هذا الإطار.
وقال لوكهارت -في تصريح لقناة “سي إن إن” الأميركية أمس السبت موجها كلامه إلى بايدن- “مهما حصل، لا تناظر ترامب”، مؤكدا أنه لا يجب أن يُمنح الرئيس الحالي “منصة أخرى تمكنه من تكرار الأكاذيب التي حدثت في مناظرات عام 2016 ضد المرشحة هيلاري كلينتون”.
وأضاف “رأينا خلال مناظرات 2016 كيف أظهرت هيلاري إلماما بكل القضايا، كل نقطة أثارتها كانت أكثر صدقا وتفوقا على ترامب.. لكنه خرج من المناظرات وهو في وضع أفضل لأنه استمر في تكرار الأكاذيب القديمة نفسها: سنبني جدارا وستدفع المكسيك ثمنه.. سنطرد كل هؤلاء المكسيكيين خارج البلاد.. وسنبرم صفقات تجارية عظيمة، لكن أيا من هذه الأشياء لم يتحقق”.
ويؤكد لوكهارت أن “منح ترامب هذا المنتدى الوطني لمواصلة بث أكاذيبه.. أمر غير ذي جدوى بالنسبة للديمقراطيين وبالنسبة لبايدن”.
مزيد من المناظرات
في المقابل، طالبت حملة ترامب الرئاسية بعكس ذلك تماما، حيث حثت لجنة المناظرات الرئاسية، وهي هيئة غير حزبية تشرف رسميا على الحدث، على تنظيم المزيد من المناظرات.
في حين دعا العديد من كتاب الرأي بالصحف الأميركية في الفترة الأخيرة إلى الإلغاء التام لهذه المناظرات، واصفين إياها -إلى جانب المؤتمرات الحزبية- بأنها “طقوس سياسية” عفا عليها الزمن صممت فقط من أجل التقييمات التلفزيونية.
وقد دعم زاك بيتكاناس، الخبير الإستراتيجي الديمقراطي وكبير مستشاري هيلاري كلينتون السابق، الدعوات الموجهة لبايدن من أجل التراجع عن أي مناقشات أو مناظرات مع الرئيس ترامب خلال الأشهر المقبلة، حيث برمجت إلى حد الآن ثلاث مناظرات رئاسية وأخرى لنائبي الرئيس بين 29 سبتمبر/أيلول و22 أكتوبر/تشرين الأول المقبلين.
وغرد بيتكاناس الأسبوع الماضي قائلا “لا يجب على بايدن أن يشعر بأنه ملزم بإعطاء ترامب حبل نجاة من خلال منحه أي فرصة للتناظر.. هذه ليست انتخابات رئاسية عادية وترامب ليس مرشحا شرعيا”، مؤكدا أن هذا رأيه الشخصي وألا أحد طلب منه التغريد بما قاله.
ديمقراطيون أكدوا أن ترامب أظهر “ازدراء للقواعد” خلال تنافسه مع هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 (رويترز)
تكهنات
وقد زادت الأسبوع الماضي التكهنات باحتمال إلغاء مناظرات بايدن وترامب الرئاسية بعد أن رفضت جامعة نوتردام أن يستغل حرمها لاستضافة مناظرة يوم 29 سبتمبر/أيلول المقبل بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا.
كما اعتذرت جامعة ميشيغان عن استضافة مناظرة أخرى في حرمها الجامعي في يونيو/حزيران الماضي، وتمت إعادة جدولتها في موقع آخر بمدينة ميامي.
ومن المقرر أن تجرى أولى المناظرات الرئاسية الأميركية في جامعة “كيس ويسترن ريزيرف” (Case Western Reserve) بولاية أوهايو يوم 29 سبتمبر/أيلول المقبل، في حين ستجرى أول مناظرة لنائبي الرئيس في حرم جامعة يوتا بمدينة سولت ليك سيتي (Salt Lake City) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
أما المناظرة الرئاسية الثانية فستنظم بمركز أرشت (Arsht Center) بولاية فلوريدا يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على أن تجرى المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة بحرم جامعة بلمونت (Belmont University) بولاية تينيسي يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول القادم.
الجزيرة