مينسك – قُتل شخص وأصيب العشرات في مينسك خلال تظاهرات ليل الأحد نظمت للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروس، وفق منظمة فياسنا غير الحكومية.
وفاز رئيس بيلاروسيا المنتهية ولايته ألكسندر لوكاشنكو بولاية سادسة بنسبة 80,23 في المئة من الأصوات وفق ما ذكرت اللجنة الانتخابية المركزية الاثنين.
ويحكم لوكاشينكو البلاد منذ عقدين ونصف ويراهن على البقاء في السلطة، كما يواجه اتهامات من خصومه بالتضييق على الحريات والتلاعب بالنتائج.
وقالت منظمة فياسنا غير الحكومية الاثنين في بيان إن “شابا أصيب بضربة قاتلة في الرأس بعدما صدمته سيارة” تابعة للقوات الأمنية خلال احتجاجات في وسط العاصمة، مضيفة أن عددا من الجرحى موجودون حاليا في مستشفيات مينسك.
كما أفادت عن اعتقال أكثر من مئتي شخص الأحد يوم الانتخابات، خصوصاً أثناء قمع تظاهرات ليلية مناهضة للسلطة.
من جهتها، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الاثنين القمع في بيلاروس وطلبت تعداداً “دقيقاً” للأصوات في الانتخابات الرئاسية.
وكتبت في تغريدة “المضايقة والقمع العنيف للمتظاهرين العزل لا مكان لهما في أوروبا. أدعو السلطات في بيلاروس إلى الحرص على تعداد الأصوات في انتخابات أمس (الأحد) ونشرها بدقة”.
وأُوقف ما لا يقلّ عن 110 أشخاص في العاصمة مينسك، قرب مراكز الاقتراع أو خلال الاحتجاجات، وفق حصيلة نشرتها منظمة “فياسنا” على تطبيق “تلغرام”. وأفادت المنظمة عن توقيفات أخرى في عشر مدن أخرى على الأقل.
وجاء هذا الإعلان بعدما قامت الشرطة بتفريق متظاهرين بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي في مينسك ومدن أخرى مساء الأحد إثر ظهور النتائج الأولية.
وأقام بعض أنصار مرشحة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا احتفالات بنصر غير رسمي في الانتخابات في مينسك في وقت مبكر الاثنين.
ورفضت تيخانوفسكايا الاعتراف بالهزيمة حيث قالت وسائل الإعلام الحكومية إن لوكاشينكو حصل على ما يبدو على أكثر من ثلاث أرباع الأصوات مع استمرار فرز الأصوات، في حين أشارت استطلاعات مستقلة إلى أن تيخانوفسكايا كانت متقدمة في النتائج.
وفي الوقت الذي اندلعت فيه الاحتجاجات العنيفة في العاصمة وفي مدن أخرى، شارك فيها عشرات الآلاف، دعت تيخانوفسكايا إلى السلام وطلبت من قوات الأمن الامتناع عن استخدام العنف.
وقالت، وفقا لأفراد حملتها: “أود أن أذكر الشرطة والجيش بأنهم جزء من شعبنا”، مضيفة “أعلم أن شعب بيلاروس سوف يستيقظ غدا في بلد جديد”.
وذكرت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان في وقت مبكر من يوم الاثنين أن موظفيها شهدوا “استخدام 6 قنابل صاعقة وعدة طلقات (على الأرجح رصاصات مطاطية) على الحشود” في مينسك. “وهرعت 6 سيارات إسعاف على الأقل من خلف صفوف الشرطة مدوية صفارات الإنذار”.
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية في وقت لاحق أن الوضع تحت السيطرة، وأن لجنة الأزمات في وزارة الداخلية عقدت اجتماعا.
وفي العاصمة الروسية موسكو، تجمع مئات من معارضي لوكاشينكو أمام سفارة بيلاروس في احتجاج عفوي هتف فيه الحشود: “اخرج!”
وقالت الخبيرة السياسية مارينا راخلي في تصريحات صحفية إن “بيلاروس لم تشهد مثل هذه الحشود على صناديق الاقتراع. وهذا تعبير عن الرغبة القوية في التغيير”.
وقالت راخلي إن العديد من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 عاما كانوا من بين أولئك الذين شاركوا في الانتخابات للمرة الأولى، واصفة الأمر بأنه علامة على الجهود ضد لوكاشينكو.
وتقيم روسيا وبيلاروسيا، الحليفتان تقليديا، علاقات متوترة منذ نهاية 2019. واتهم الرئيس البيلاروسي موسكو بالسعي إلى جعل مينسك دولة تابعة لها وبالتدخل في انتخابات التاسع من أغسطس، وهي اتهامات نفتها موسكو.
العرب