الغضب اللبناني ضد السياسيين يهز مواقع التواصل

الغضب اللبناني ضد السياسيين يهز مواقع التواصل

يتفاقم غضب اللبنانيين في الشوارع وينعكس على مواقع التواصل الاجتماعي لما تسبب فيه الفساد السياسي من مآس وكوارث، وسط تضامن عربي واسع من فنانين وإعلاميين وناشطين، يؤكدون أن قمع المتظاهرين لن يثنيهم عن مواصلة الاحتجاجات.

بيروت- تردد صدى الغضب اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي عبر تعليقات الناشطين الذين صعّدوا من حراكهم الشعبي ضد الطبقة السياسية بأكملها بعد الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت.

وعاد التفاعل بشكل أكبر على هاشتاغ #لبنان_ ينتفض ودشن الناشطون عدة هاشتاغات مثل #لبنان_ينفجر، #لبنان_في_قلوبنا، #كلن_يعني_كلن وأنت واحد منن، تعبر عن مدى غضبهم وإصرارهم على الإطاحة بالسياسيين والفساد الذي استشرى في البلاد ولم تردعه المظاهرات التي انطلقت في أكتوبر الماضي ولم تفلح حكومة حسان دياب في تقديم أي إنجاز يذكر لتحقيق مطالب المتظاهرين.

وقابلت القوات الأمنية اللبنانية، الاحتجاجات والمظاهرات التي عادت إلى الشوارع السبت الماضي بالعنف والغاز المسيل للدموع، وقال ناشطون أنه في حين يُقمع الناس ويُقتلون في وسط بيروت بالرصاص الحي، يطل رئيس حكومة لبنان على شعبه ليقول إنه باقٍ في الحكم، ومتمسك بكرسي الرئاسة، معتبرين أن كلمته لا تعبر عن أي واقع سياسي أو اجتماعي.

وانتقدوا الهدوء لدى شخص بمنصبه في ظل هذه الفاجعة، قائلين إنه سيزيد من غضب الناس في الشارع أكثر فأكثر، ويؤجج المزيد من الحقد على السلطة.

وتداول الناشطون صورا ومقاطع فيديو لما حدث أثناءها، من بينها صورة لشخص خسر عينه مع تعليق يقول إن “هذا الشاب خسر عينه ليس بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، إنما بسبب القمع الممارس من القوى الأمنية وشرطة مجلس النواب. القمع الأمني لسلطة تمارس الإنكار وتقتل شعبها وتنشر بلطجيتها في الشوارع لملاحقتهم وقتلهم ومنعهم من التعبير عن وجعهم. سلطة لم تتحرك قواتها الأمنية لمساعدة الناس بل لقمعهم.

وانضم إعلاميون وفنانون لبنانيون وعرب مستنكرين القمع الذي يواجهه المحتجون، وقال علي جابر مدير مجموعة قنوات “أم.بي.سي” في تغريدة:

ونقلت ميشيل تويني الصحافية في جريدة النهار بعض المشاهدات من المظاهرات وما جرى خلالها من منع للبث المباشر وتغطية الاحتجاجات من وسائل الإعلام، وكتبت:

رصاص حي…. انقطاع للإرسال لمنع الإعلام من النقل المباشر…. أهلا وسهلا في عهد الإجرام والدكتاتورية والقمع والإرهاب…. #السبت_بكل_الساحات #انفجار_مرفأ_بيروت.

كما استمرت التعليقات المستنكرة لخطاب حسن نصرالله زعيم حزب الله، منذ مساء الجمعة، رافضة ادعاءاته بعدم المسؤولية عن انفجار مرفأ بيروت، واعتبر ناشطون أن حجته بدت ضعيفة واهنة، في حين استفزت ابتسامته اللبنانيين بمن فيهم الكثير من الموالين له، وقالت مغردة:

وبدا لافتا تفاعل الناشطين العراقيين مع المتظاهرين اللبنانيين، حيث قدموا لهم النصائح من واقع تجربتهم في التعامل مع قمع الجهات الأمنية وطريقة الدفاع عن أنفسهم ومعالجة إصاباتهم والوقاية من الغاز المسيل للدموع. وأوضحت ناشطة:

الإخوة المتظاهرين في لبنان في حال رميكم بقناني الغاز المسيل للدموع جهزوا أولا، بطل ببسي بيد فريق خاص للمعالجة تغسلون وجوهكم وتتغرغرون أيضا.. ثانيا، عمل (خميرة) خاصة لإيقاف مسيل دمع العين.. ثالثا، جهزوا فريق خاص يرتدي قفازات ويحمل بطانيات تكون مرطبة بالماء.

وأعرب مغردون أن مشاهد الاحتجاجات وقمع المتظاهرين التي تنتشر على مواقع التواصل مشابهة لما يجري في العراق، وحذروا بشكل خاص من المندسين المنتشرين بين المتظاهرين الذين قاموا بعمليات قتل وقنص للشباب، وقال ناشط:

يبدو أن لديكم طرفا ثالثا أيضا كما لدينا في العراق!!

وكتب آخر:

وأفادت تقارير محلية باشتعال حرائق في مناطق من لبنان نتيجة الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين والأمن والتي خلّفت قتيلا من الأمن و238 إصابة بين المتظاهرين.

وأضافت المعلومات بأن الاشتباكات بدأت إثر إطلاق قوات الأمن والجيش للغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء زجاجات حارقة على الأمن. وقامت بعدها السلطات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين عمدوا إلى التوجه نحو البرلمان.

من جانبها، أعربت قيادة الجيش اللبناني عن تفهمها لـ”عمق الوجع والألم الذي يَعتمر قلوب اللبنانيين، وتفهّمها لصعوبة الأوضاع التي يمر بها وطننا”، لكنها ذكّرت المحتجّين بـ”وجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة”.

العرب