لم ينته مسلسل اغتيالات الناشطين العراقيين، وكان اغتيال الناشط أسامة تحسين في مدينة البصرة رسالة للمتظاهرين بأنهم مستهدفون، لكنهم رغم ذلك مصرون على مواصلة ثورتهم.
بغداد – أعرب ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن اغتيال الناشط البارز في احتجاجات البصرة أسامة تحسين، بـ21 رصاصة، رسالة ترهيب من الميليشيات للمتظاهرين خصوصا في توقيتها بالتزامن مع أربعينية اغتيال الباحث والصحافي هشام الهاشمي، لكنهم مصرون على الاستمرار في ثورتهم.
وأقدم مسلحون على اغتيال تحسين في مركز لتقديم خدمة الإنترنت يملكه في شارع البهو وسط مدينة البصرة جنوب البلاد، وأطلقوا النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور، وقد أصيب شخص آخر بجروح صادف وجوده في المركز لحظة وقوع الهجوم.
وجاء اغتيال تحسين بعد أيام من نشره تدوينة على صفحته في فيسبوك يرد فيها على ابنته التي طلبت منه عدم الخروج خوفا من أن يقتله أحد. فقال لها في منشوره “إن لم نطح بهم (أي الطبقة السياسية) الآن، لن يطيح بهم أحد أبدا. هذه فرصتنا الأخيرة للإطاحة بهم، لا يجب أن نضيعها”.
وتداول الناشطون خلال الساعات الماضية، عدة هاشتاغات بينها #اغتيالات_مستمرة_والقاتل_حر، و#تحسين_أسامة_شهيد، و#كواتمكم_لن_تكتم_ثورتنا، في إشارة إلى أن كواتم الصوت التي يستخدمها المجهولون لقتل ضحاياهم، والتي استخدمت في معظم عمليات الاغتيال السابقة، لن تجدي نفعا في كتم أفواه العراقيين عن المطالبة بحقوقهم، بحسب تعبيرهم.
ونعى الروائي أحمد سعداوي الناشط والعراق بكلمات مؤثرة، وقال في تغريدة على حسابه:
وكان تحسين أحد الناشطين البارزين خلال التظاهرات ضد النخبة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد والتبعية للخارج، والتي عمّت العراق في الأشهر الماضية.
ويقول ناشطون مقربون منه في مدينة البصرة إن تحسين كان قائدا حقيقيا لاحتجاجات البصرة، ولديه تواصل مع جميع النشطاء في باقي المدن.
وأضافوا أن استهدافه وكتم صوته سيهز البصرة والعراق بشكل عام، وباغتياله يقولون للمتظاهرين في الساحات العراقية إننا نقتل الوجوه البارزة لديكم، وسنستمر باستهدافكم الواحد تلو الآخر.
وحمّل ناشطون السلطات الأمنية وقائد الشرطة في البصرة رشيد فليح مسؤولية اغتيال الشحماني، لأنها فشلت في توفير الحماية للاحتجاجات، لاسيما وأن تحسين قد انتقد فليح في عدة تدوينات على مواقع التواصل وأفاد بأنه خلال عامين من استلامه منصبه لم يتم تحقيق أي إنجاز يذكر سوى قتل المتظاهرين.
وبعد وفاته بساعات، تداول ناشطون منشور التدوينة التي ردّ بها تحسين على طلب ابنته بعدم الخروج.
وأشار ناشطون إلى مقتل تحسين خلال ذكرى مرور أربعين يوما على اغتيال الهاشمي، معربين أن الأمر مقصود وهي رسالة من الميليشيات المستمرة في ممارساتها ضد الناشطين والعراق بأكمله، وقال مغرد:
وأضاف ناشط مطالبا بالقصاص من قتلة تحسين ومن سبقه من العراقيين الوطنيين ضحايا الموقف والكلمة:
وقتل الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي، وهو محلل معروف قدم المشورة للحكومة بشأن هزيمة مقاتلي تنظيم داعش وكبح نفوذ الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران، برصاص مسلحين اثنين على دراجة نارية أمام منزل أسرته في بغداد الشهر الماضي.
وشكلت الحكومة العراقية لجنة للتحقيق في حادثة اغتيال الهاشمي الذي تربطه علاقة صداقة وثيقة مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لكنه لم يتم الإعلان إلى غاية الآن عن نتائج التحقيقات.
كما انتشرت على تويتر عدة صور للناشط تحسين برفقة أولاده الثلاثة الذين خسروا والدهم بينما كانوا ينتظرون عودته من العمل.
وفي إحدى التعليقات قال ناشط:
وبدأت الاحتجاجات العراقية في أكتوبر 2019، ولا تزال مستمرة على نحو محدود، ونجحت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عبدالمهدي.
ووفق أرقام الحكومة، فإن 565 شخصا من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين.
وتعهدت الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين، لكن لم يتمّ تقديم أي متهم للقضاء حتى
الآن.
وأكد معلقون أن الحكومة فشلت في تعهداتها بالكشف عن قتلة الناشطين ومحاسبتهم، بل على العكس استمرّ مسلسل الاغتيال، ولا يوجد من يقف في وجه هؤلاء سوى المتظاهرين في الساحات الذين لن يتراجعوا عن ثورتهم، وكتبت ناشطة:
وأضافت المصادر أن اللجنة لم تتوصل إلى معلومات عن المسلحين الذين نفذوا الجريمة.
العرب