مغردون لبنانيون ينعون الدولة بوجود سلاح “المقاومة”

مغردون لبنانيون ينعون الدولة بوجود سلاح “المقاومة”

عبّر اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من انتشار السلاح المنفلت خارج سيطرة الدولة وعلى رأسه سلاح حزب الله، الذي تحول إلى أداة للفوضى وفرض الهيمنة كما جرى في منطقة خلدة التي شهدت اشتباكات مسلحة تهدد بالتحول إلى نزاعات طائفية أكبر.

بيروت- انتقل غضب اللبنانيين إلى مواقع التواصل بعد أن عاش سكان منطقة خلدة بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت، ساعات مرعبة إثر اشتباكات بين مجموعة من حزب الله وبين الأهالي من العشائر، على خلفية رفع رايات عاشوراء في المنطقة، وراح ضحيتها طفل في الرابعة عشرة من عمره ورجل في السبعين.

وجدد الناشطون الدعوات لنزع السلاح خارج إطار الدولة، وانتشر هاشتاغ #لا_للسلاح_المتفلت، على نطاق واسع وعبر من خلاله المتابعون أنه لم يعد يمكن السكوت على الانفلات الأمني والكوارث التي تشهدها البلاد، فلا يكاد يمضي يوم دون أن يسمع اللبنانيون بحادثة اعتداء أو قتل بسبب انتشار السلاح بأيدي ميليشيات وأشخاص خارجين عن سيطرة الدولة. وكتب ناشط:

على الدولة الواعية والحاسمة والفارضة هيبتها والحريصة على أمن الناس أن لا تعالج النتيجة فقط بحوادث #خلدة و#بعلبك، اليوم المطلوب معالجة جذرية للسبب؛ السلاح…المتفلّت! خلصنا مسكنات، البلد بحاجة لعملية جراحية.. وعلى كل الأصعدة!

وتداول مغردون ومواقع إلكترونية محلية ما جرى في منطقة خلدة، حيث اندلعت الاشتباكات عصر الخميس، فجرح شخص من أهالي منطقة عرب خلدة يدعى الشيخ عمر غصن في يده ورجله كان قد اشتبك مع أحد الأشخاص الذين علقوا لافتات بمناسبة عاشوراء وتحدث البعض عن تعليق صور لسليم عياش الذي أدانته المحكمة الدولية بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وتابع أفراد المجموعة التابعة لحزب الله إطلاق النار بشكل عشوائي على كل من اقترب لمحاولة إسعاف غصن، فقتل شخصان وجرح حوالي خمسة من أهالي المنطقة، لتنسحب المجموعة الحزبية، ثم عاد العرب مسلحين وانتقموا بإشعال النار في مركزين تجاريين “سنتر شبلي وسوبرماركت رمال”.

وعبر العديد من اللبنانيين عن عدم قدرتهم على التعايش مع هذا الاستهتار بأرواح الناس وغياب مسؤولية الدولة عن حماية المواطنين، وقال أحدهم:

وتحدثت مصادر لبنانية أن المشكلة أكبر من تعليق صور ولها جذور أعمق، حيث يحاول حزب الله السيطرة على خلدة بسبب موقعها الاستراتيجي على مدخل بيروت الجنوبي، وبدأ منذ سنوات بالتسلل للمنطقة عبر بناء مشاريع عمرانية تحيط بها، وبناء مساجد وحسينيات تابعة لـحزب الله.

وشعرت العشائر السنية المزودة تاريخيا بالأسلحة الخفيفة، بهذا الخطر من اقتحام حزب الله للمنطقة فحافظت على وجودها وتشبثت بالمنطقة.

واستغل حزب الله وجود محلات تجارية تابعة للشيعة، فحاول اختراق المنطقة عبر القيام بعمليات استفزاز وتعليق يافطات، وتكرر ذلك منذ أسبوع مع بداية ذكرى عاشوراء، وعندما وجدوا ممانعة من أهل المنطقة أعاد مناصرو الحزب الكرة الخميس بشكل مدروس، واستدرجوا المنطقة إلى الفتنة وكان ضحيتها قتيلان لا علاقة لهما بالاشتباكات وعدد من الجرحى.

ويخشى السكان أن يكون ما حصل سببا لتمدد حزب الله وتحقيق هدفه، لذلك يطالبون أن يكون تمركز الجيش في المنطقة مانعا لأي فئة من حمل السلاح، لا أن يصادر أسلحة العرب ويسمح بسلاح حزب الله بحجة أنه سلاح مقاوم! ونعى ناشطون الضحايا بسبب السلاح غير المنضبط وكتب ناشط:

doughanlina@

شاب بعمر 14 سنة ما ذنبه شي قاعد على باب بيته، رصاصة بإشكال خلدة كانت كفيلة أنها تنهي حياته ورصاصة تانية أنهت حياة رجل من التابعية السورية بالعقد السابع من عمره.. وحدة من قصصنا اليومية مع السلاح المتفلت #خلدة.

وسخر آخرون من ادعاءات حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله بالمقاومة والممانعة وتحرير الأراضي المحتلة، في حين أن كل ما قام به الحزب هو إثارة الفوضى وافتعال الأزمات والاقتتال مع الأطراف اللبنانية الرافضة لخروجه عن سلطة الدولة، والذين يؤكدون في كل مناسبة أن سلاح حزب الله مشروع فتنة و حرب أهلية، ووجوده خطر على اللبنانيين. وقال أحدهم:

ولاحقا أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيانا قالت فيه: “وقع إشكال في منطقة خلدة قرب سوبر ماركت رمال بين أشخاص من عرب خلدة وعدد من سكان المنطقة على خلفية رفع راية بمناسبة عاشوراء، وما لبث أن تطور إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف آر.بي.جي ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى”.

وأضاف البيان “على الفور تدخلت وحدات الجيش الموجودة في المنطقة لضبط الوضع وإعادة الهدوء كما تمّ اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة واستقدام تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات”.

ونفت حركة أمل علاقتها بالاشتباك حيث تحدث بعض الناشطين أن المجموعة التابعة لحزب الله ضمت عناصر من حركة أمل، غير أن اتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان أصدر بياناً ناشد فيه “قيادة الجيش اللبناني وقادة الأجهزة الأمنية وخصوصاً اللواء عباس إبراهيم، التدخل لوقف الاشتباك في خلدة، وحمل القيادة السياسية مسؤولية ما يحصل الآن”.

يحاول حزب الله السيطرة على خلدة بسبب موقعها الاستراتيجي على مدخل بيروت الجنوبي، وبدأ منذ سنوات بالتسلل للمنطقة عبر بناء مشاريع عمرانية تحيط بها

وأضاف البيان “بالأمس طالبنا قيادة الحزب، واليوم نتوجه لقيادة الحزب والحركة، مناطق العشائر العربية في لبنان لن تكون مرتعاً لتوجيه رسائلكم السياسية ونحملكم مسؤولية كل قطرة دم واحدة تسقط من العشائر”.

وشنّ الاتحاد هجوماً على الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) وقال “كنا وما زلنا تحت سقف القانون، كنتم وما زلتم خارج القانون، كنا وما زلنا مع الدولة ومؤسساتها، كنتم وما زلتم مع الدويلة وهدم مؤسسات الدولة، كنا مع سلاح الدولة وحولتم سلاح المقاومة إلى سلاح طائفي وميليشياوي”.

ولوحت العشائر بالتصعيد بالقول “السلاح لن يكون بعيداً عن متناول أيدينا، أوقفوا تشبيحكم قبل خروج الأمور عن السيطرة”، وختم البيان “لسنا المحكمة الدولية لننتظر حقنا، نحن نار ونحرق من يعبث معنا”.

العرب