الذهب الأسود في مواجهة كورونا.. ماهي توقعات الخبراء لأسعار النفط؟

الذهب الأسود في مواجهة كورونا.. ماهي توقعات الخبراء لأسعار النفط؟

استقرت أسعار النفط في التداولات الصباحية اليوم الخميس، بعد نزولها قبل أيام إلى ما دون 40 دولارا للبرميل، وذلك لأول مرة منذ 3 أشهر، وسط توقعات بانخفاض أسعار خام برنت إلى ما بين 35 و37 دولارا للفترة القصيرة مقابل توقعات متفائلة للعام المقبل.

ويقول تقرير في صحيفة أزفستيا الروسية إن انخفاض نسبة الطلب على النفط جراء انتشار فيروس كورونا وارتفاع منسوب احتياطيات النفط في العالم يعدان السبب وراء نزول الأسعار.

ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط قبل عودته للارتفاع قليلا التخفيضات الإضافية من طرف السعودية، فضلا عن المضاربة في الأسعار المرتبطة بعواصف خليج المكسيك.

ويرى الخبراء أن تراجع أسعار النفط ظاهرة قصيرة المدى وفي أفق العام سيعود سعر الذهب الأسود إلى مستوى 40 و45 دولارا للبرميل.

عرض وطلب
ويضيف تقرير الصحيفة أن بداية سبتمبر/أيلول الحالي تميزت بارتفاع مهم في أسعار النفط، حيث تجاوزت العقود الآجلة لنفط برنت لنوفمبر/تشرين الثاني أكثر من 46 دولارا للبرميل، وبحلول مساء الثاني من سبتمبر/أيلول وصلت إلى 44.24 دولارا، وفي الثامن من الشهر نفسه انخفض سعر الذهب الأسود إلى 39.65 دولارا لأول مرة منذ يونيو/حزيران الماضي.

واستبعد المحلل الرئيسي في شركة “أماركتس” (AMarkets) أرتيم دييف حدوث انتعاش سريع وتعافي الطلب.

ونقل تقرير الصحيفة الروسية عن دييف أن أسعار النفط متطابقة مع الوضع الحقيقي، وأن تعافي سوق الذهب الأسود سيتطلب فترة طويلة، وربما لن يعود أبدا إلى مستوياته السابقة.

وبحسب وكالة رويترز، لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط اليوم الخميس بعد أن انخفضت في وقت سابق، إذ ما زالت آفاق الطلب تغلفها الضبابية بفعل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في العديد من الدول وفي الوقت الذي كشفت فيه بيانات ارتفاع مخزونات الخام الأميركية على غير المتوقع في الأسبوع الماضي.

وبحلول الساعة 06:57 بالتوقيت العالمي نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بما يعادل 0.1% لتبلغ 38.01 دولارا للبرميل بعد أن زادت 3.5% أمس الأربعاء، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بشكل ضئيل جدا لتصل إلى 40.81 دولارا للبرميل بعد أن صعدت 2.5% أمس الأربعاء.

نتيجة التنسيق بين دول مجموعة أوبك بلس انخفض حجم الاحتياطات النفطية لكن ذلك لم يكن كافيا لدعم الأسعار (رويترز)
احتياطات متراكمة
من جانبه، يرى ألكسندر فرولوف نائب المدير العام المعهد الوطني الروسي للطاقة أن السوق يتعرض لضغوط بسبب المستوى الهائل لاحتياطيات النفط الزائدة المتراكمة في النصف الأول من العام الجاري.

وبفضل الجهود المشتركة لدول أوبك بلس انخفض حجم الاحتياط، غير أن ذلك لا يكفي لضمان ارتفاع أسعار النفط، بحسب تقرير الصحيفة.

ويقول فرولوف إن “من السذاجة توقع اختفاء كل المشاكل الناجمة عن فيروس كورونا، وستستمر أسعار النفط في المستقبل القريب في اتباع نموذج “خطوتين إلى الأمام، خطوة إلى الوراء”.

بدورها، تعتقد ناتاليا ميلتشاكوفا نائبة رئيس مركز “ألباري” (Alpari) للتحليل والمعلومات أن أسعار النفط تنخفض وسط مخاوف من تراجع نسبة الطلب مقابل ارتفاع نسبة العرض، وغياب التنسيق بين أعضاء أوبك بلس.

عوامل أخرى
ويرى رئيس قسم خبراء سوق الأوراق المالية في شركة “بي سي إس” (BCS) فاسيلي كاربونين أن انخفاض أسعار النفط يمكن أن يكون ناتجا عن نية السعودية منح خصومات للمشترين الآسيويين عن المواد الخام، غير أن 4 مصاف فقط من أصل 10 مستعدة للاستفادة من هذا الوضع وشراء المواد الخام.

ويعتقد كاربونين أن البيانات بشأن زيادة الإصابات بفيروس كورونا يمكن أن تكون سببا لتراجع أسعار النفط، وفق الصحيفة الروسية.

وبحسب وكالة رويترز، انخفضت أسعار النفط هذا الأسبوع بعدما قلصت شركة أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف تسليم أكتوبر/تشرين الأول، مما يشير إلى طلب ضعيف.

وبشكل عام -تقول الصحيفة- يتفق الخبراء على أنه في المستقبل القريب قد يكسر سعر برميل خام برنت حاجز 37 دولارا للبرميل.

وفي هذا الصدد، أفاد أرتيم دييف بأنه من الصعب تقديم توقعات دقيقة، نظرا لخطر حدوث موجة ثانية من الوباء في العالم، في حين يرى كاربونين أن تراجع سعر خام برنت إلى ما دون 35 و37 دولارا أمر ممكن.

رؤية متفائلة
بالمقابل، قالت مؤسسة مورغان ستانلي (Morgan Stanley) في مذكرة أمس الأربعاء إنها تتوقع ارتفاع أسعار خام برنت إلى 50 دولارا للبرميل بحلول النصف الثاني من 2021، مدعوما بتراجع الدولار وزيادة التضخم، كما رفعت المؤسسة المصرفية توقعاتها لسعر خام غرب تكساس الوسيط للربع الثالث من 2021 إلى 47.5 دولارا للبرميل.

وتوقعت أيضا عودة الطلب العالمي على النفط إلى مستوى ما قبل أزمة كوفيد-19 بحلول منتصف 2022 وفق ما ذكرت رويترز، لكنها قالت إن العوامل الأساسية لسوق النفط على المدى القصير تبدو ضعيفة في ظل هشاشة تعافي الطلب وارتفاع المخزونات والطاقة الفائضة وقلة هوامش أرباح التكرير.

المصدر : الصحافة الروسية + رويترز