عدن – كشفت مصادر يمنية خاصة لـ”العرب” عن رصد مخطط ممول من قطر ينفذه فصيل موال للدوحة وطهران في الحراك الجنوبي ويتزعمه القيادي حسن باعوم، بهدف نشر الفوضى في ساحل محافظة حضرموت، تمهيدا لاستهداف وتفكيك قوات النخبة الحضرمية.
وأشارت المصادر إلى استغلال هذا الفصيل تردي الخدمات العامة في المحافظة لتحويل حالة الغضب التي تعتري الشارع الحضرمي نحو السلطة المحلية وقوات النخبة الحضرمية، وإظهار الاحتجاجات الشعبية كمطالب للإطاحة بقيادة المحافظة واستهداف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية.
واستغرب ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي طبيعة الخطاب الإعلامي والسياسي الذي ينتهجه فصيل باعوم في ساحل حضرموت ضد قوات النخبة الجنوبية، والذي اعتبروه تمهيدا لتفكيك هذه القوات، خدمة للقوات الموالية لجماعة الإخوان المتمركزة في مديريات وادي حضرموت الغنية بالنفط والغاز.
وفي تعليق على الأحداث التي تشهدها مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، اعتبر منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن “هذه الأحداث تأتي انعكاسا للحال الذي وصل إليه أهالي حضرموت، في ظل المعاناة المتفاقمة نتيجة تدني مستوى الخدمات التي لا تليق بمحافظة غنية بالثروات ترفد الخزينة العامة بملايين الدولارات سنويا”.
وأضاف القيادي في المجلس الانتقالي، في تصريح لـ”العرب”، أن “من حق أبناء حضرموت المطالبة بحقوقهم من الخدمات، وعلى سلطات حضرموت أن تكون في مستوى المسؤولية وأن تضع مصلحة حضرموت وأهلها أولاً، فهم أولى بثرواتهم من الفاسدين”.
وحذّر صالح من أن “أي تراخ في الانتصار لمطالب الناس والإحساس بمعاناتهم سيجعل الباب مواربا أمام الكثير من المشاريع للعبث واللعب على وتر هذه المعاناة”.
ويتزامن التصعيد في محافظة حضرموت مع مؤشرات على اعتزام التيار الموالي لقطر في الحكومة اليمنية وجماعة الإخوان المسيطرة على محافظة شبوة المجاورة، إطلاق مرحلة جديدة من التصعيد ضد التحالف العربي، بذريعة أن قوات التحالف تعيق استئناف تشغيل ميناء بلحاف لتصدير الغاز في شبوة الذي تتواجد فيه قوة عسكرية تابعة للتحالف.
وأكدت مصادر يمنية مطلعة، في هذا السياق، إقرار جماعة الإخوان لخطة تصعيد سياسي وإعلامي في الفترة القادمة للمطالبة برحيل قوات التحالف العربي من شبوة، إضافة إلى الاحتكاك المباشر مع قوات التحالف المتمركزة في منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال، والتي تشير المعلومات إلى اعتزام الإخوان استخدام إيراداتها لتمويل أنشطة التنظيم في اليمن والمنطقة، وتمويل الحرب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين.
ويشير الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى إلى سعي الدوحة عن طريق أدواتها في اليمن لتوظيف كل الوسائل المتاحة من أجل خلط الأوراق وخدمة للمشروعين الإيراني والتركي في اليمن.
ولاحظ أن هذا المسار بدأ “يقسم الخارطة اليمنية بين أطماعهما، من خلال وكلائهما المحليين ميليشيا الحوثي وفرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، كما استقطب هذا المال العديد من السياسيين من تيارات أخرى بهدف تحقيق مآربه”.
ولفت مصطفى إلى أن الدوحة وجدت أن من المناسب، في حضرموت، استثمار اسم القيادي الجنوبي حسن باعوم واستغلاله من خلال ابنه فادي الذي يقيم منذ سنوات في الضاحية الجنوبية في بيروت.
ويشير عزت مصطفى إلى أن “الدور الأكبر يلعبه جناح الإخوان المسلمين داخل الشرعية، الذي يحاول من خلال التمويل القطري التحضير لتدخل تركي في اليمن ابتداء من التحريض ضد قوات التحالف العربي في منشأة بلحاف بشبوة”، لافتا إلى أن “المال القطري استقطب أحزابًا صغيرة نشأت مؤخرًا ضمن خطة إخوانية لتوظيفها في مشروع تمكينه”.
ويضيف “رغم أن هذه الأحزاب عديمة التأثير الجماهيري كحزب العدالة والبناء إلا أنه حظي من خلال تحالفه مع الإخوان بجزء من المحاصصة السياسية كأن يتولى أمينه العام عبدالعزيز جباري مركزا مرموقا في المؤسسات الدستورية، آخرها نائبا لرئيس مجلس النواب، إضافة إلى حصول الإخوان من خلال حزب العدالة على مناصب كثيرة من حصة الحزب الهامشي، الذي اتخذ من السياسة وسيلة للابتزاز”.
وهاجم جباري التحالف العربي في حوار مع قناة الجزيرة القطرية واصفا الشرعية اليمنية بأنها باتت رهينة في يد السعودية والإمارات، وطالب التحالف بتسليم مؤسسات الدولة ومغادرة اليمن.
واتهم جباري، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب ومستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، التحالف العربي بمنع قيادات الشرعية من العودة إلى اليمن وفرض وزراء ومسؤولين بتوجيه من الإمارات والسعودية من أجل تمرير مصالح الدولتين.
ووصفت مصادر سياسية يمنية تصريحات جباري، المحسوب على التيار القطري في الحكومة الشرعية، بأنها محاولة للابتزاز السياسي بعد رفض اختياره في منصب رئيس الوزراء بموجب اتفاق الرياض.
وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح إن حديث جباري “يعكس حالة التخبط والانقسام في مكونات الشرعية ويكشف عن ارتهان جزء مهم وحساس في إطار الشرعية للمحور التركي القطري الإيراني المعادي للتحالف العربي في اليمن”.
وأشار صالح إلى أن خطاب جباري يؤكد على “عجز مؤسسة الرئاسة اليمنية عن إدارة وتوجيه قيادات الدولة العليا للاضطلاع بدور إيجابي ينتصر لمعركة مواجهة ميليشيا الحوثي ومشروع التوسع الإيراني التركي في المنطقة”.
العرب