إصابة ترامب بكورونا في ذروة الحملة الانتخابية الأميركية

إصابة ترامب بكورونا في ذروة الحملة الانتخابية الأميركية

واشنطن- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إصابته وزوجته ميلانيا بفايروس كوفيد-19 وأنهما سيخضعان للحجر الصحي داخل البيت الأبيض في وقت تحتدم فيه منافسات الانتخابات الرئاسية والحملات الانتخابية التي يواجه فيها صعوبات مع تقدم غريمه ومنافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي.

وكتب ترامب على تويتر “ثبتت هذا المساء إصابتي والسيدة الأولى وسنبدأ فترة الحجر الصحي على الفور. سوف نتجاوز هذا معا!”.

وعقب إعلان إصابته، ألغى ترامب مهرجانا انتخابيا في فلوريدا من برنامجه الجمعة الأمر الطي يفرض تساؤلات تتعلق حول انعكاس تأثير إصابة الرئيس الأميركي بكورونا على منافسات السباق الانتخابي.

وذكر الطبيب المعالج بالبيت الأبيض أن ترامب وميلانيا ” في صحة جيدة في هذا الوقت” لكنه لم يكشف عما إذا كان الاثنان ظهرت عليهما أعراض مرض كوفيد19.

وكان ترامب قد قال في وقت سابق إنه غير متأكد ما إذا كان سيتعين عليه الدخول في الحجر الصحي بعد أن ثبتت إصابة مستشارته هوب هيكس بفايروس كورونا.

ورافقت هيكس الرئيس الأميركي في طائرة الرئاسة “اير فورس وان” عندما سافر إلى كليفلاند في أوهايو الثلاثاء للمشاركة في المناظرة مع المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن. كما سافرت معه الأربعاء عندما زار مينيسوتا في تجمع انتخابي.

وجاءت إصابة الرئيس الأميركي قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقرر أن تجرى في الثالث من نوفمبر المقبل.

ويواجه ترامب انتقادات لاذعة من قبل خصمه المرشح الديمقراطي، جو بايدن بشأن طريقة استجابة إدارته لمكافحة كوفيد – 19 وهو ما جعله يسجل عدة نقاط على حسابه في أول مناظرة رئاسية بينهما.

وسعى بايدن، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد -19 التي أودت بأرواح أكثر من 205 آلاف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلاً للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع.

ومنذ بدء انتشار الوباء قلل الرئيس الأميركي من أهميته تعامل بنوع من الاستهتار حيال دعوات خبراء في مجال الصحة لضرورة أخذ الحيطة والحذر حيث لم يتردد علانية في إبداء رفضه لارتداء الكمامة التي تعد قاعدة هامة ضمن إجراءات التوقي من الإصابة بالفايروس فيما وجهت إليه انتقادات شديدة حتى من داخل معسكره الجمهوري لتعاطيه الفوضوي مع أزمة تفشي الوباء.

وعلى غرار الرئيس الأميركي الذي طاله الفايروس، أصاب كورونا العديد من السياسيين والرياضيين والفنانين في مختلف أنحاء العالم، حيث أصيب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مارس الماضي وخضع للحجر الصحي في مقر الحكومة في بداونينغ ستريت ومكان إقامته.

كما أصيب ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز بالفايروس وشفي منه بعد أن أنهى مدة الحجر المحددة له.

على الصعيد الاقتصادي تأثرت أسعار النفط والأسهم سلبا بإعلان الرئيس الأميركي إصابته بفايروس كورونا المستجد.

ونزل خام برنت بفعل نبأ إصابة ترامب وتراجع 1.47 سنت أو ما يعادل 3.6 بالمئة إلى 39.4 دولار للبرميل بحلول الساعة 0615 بتوقيت جرينتش. كما تراجع الخام الأمريكي 1.40 دولار أو ما يعادل 3.6 بالمئة إلى 37.32 دولار.

وأثار خبر إصابة ترامب بفيروس كورونا بلبلة في الأسواق المالية التي كان يسودها التشاؤم بالأساس إثر عجز الكونغرس عن الاتفاق على خطة إنعاش اقتصادي.

وقفز الدولار وبلغ الين الذي يُعتبر ملاذا آمنا أعلى مستوياته في الأسبوع.

وارتفعت العملة الأميركية نحو نصف بالمئة مقابل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الشديدي التأثر بالمخاطرة، بينما صعد الين بنحو 0.3 بالمئة إلى 105.27 للدولار وهو أعلى مستوياته منذ يوم الاثنين.

ويقول محللون إن هذه التحولات قد تقلب حملته رأسا على عقب، لكن التداعيات متوسطة الأمد على العملات لن تتضح على الفور.
العرب