بعد هدوء دام أياماً، تزامن مع تحركات واسعة لبعثة الأمم المتحدة في العراق تجاه قوى وشخصيات مقربة من إيران، عادت مجدداً الهجمات التي تنفذها جماعات مسلحة موالية لإيران بواسطة صواريخ الكاتيوشا، حيث استهدف صاروخان معسكراً يقع في الجزء الغربي من مطار بغداد الدولي، ويُعرَف باسم “قاعدة فكتوريا”، وتوجد فيها القوات الأميركية منذ عام 2014 ضمن مهام قوات التحالف الدولي، بينما سقط آخر على حيّ الجادرية المقابل للمنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية ومقرات أغلب البعثات الدبلوماسية الغربية، فضلاً عن مقرات الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن صاروخي كاتيوشا سقطا في محيط مطار بغداد الدولي، الذي يضم جزءاً عسكرياً مخصصاً للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، موضحة أن صاروخ كاتيوشا ثالثاً سقط في حيّ الجادرية المحاذي للمنطقة الخضراء التي تضم مبنى السفارة الأميركية، ولفتت إلى سماع صوت صفارات الإنذار تطلق من داخل مبنى السفارة الأميركية.
ولم توقع أي من الهجمات الثلاث أيّ خسائر بشرية، باستثناء أضرار لحقت بمنزلين في حيّ الجادرية.
صاروخا كاتيوشا سقطا في محيط مطار بغداد الدولي، الذي يضم جزءا عسكريا مخصصا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي
وشهدت بغداد إثر ذلك انتشاراً أمنياً مكثفاً فجر الاثنين على طريق مطار بغداد وفي محيط المنطقة الخضراء، بحسب ضابط في الشرطة أكد لـ”العربي الجديد” أن طيراناً مروحياً حلّق في سماء العاصمة العراقية.
وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء يحيى رسول، مساء الأحد، التوصل إلى خيوط مهمة بشأن إطلاق الصواريخ تجاه المنطقة الخضراء، مشيراً إلى استمرار عمليات فرض القانون وحصر السلاح بيد الدولة.
ولفت إلى أن “الجهد الاستخباري هو الحاضر، لذلك اليوم العمل جارٍ وفقاً لخطة استخبارية دقيقة توصلنا من خلالها إلى خيوط مهمة بخصوص إطلاق الصواريخ”، مبيناً أن اللجان التحقيقية التي شكلت بأمر الكاظمي كانت الغاية منها الوصول إلى مطلقي الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء، وباتجاه المواطنين، وكان آخرها في الرضوانية التي ذهب ضحيتها قتلى وجرحى”.
وأكدت مصادر سياسية عراقية في بغداد لـ”العربي الجديد”، أن تجدد القصف الصاروخي لا يعني انتهاء الجهود السياسية التي تبذلها الأمم المتحدة وجهات وشخصيات سياسية، من بينها نوري المالكي وفالح الفياض، لوقف الهجمات على المصالح الأميركية.
ووفقاً لنائب بارز في تحالف “الفتح”، فإن المشهد الأمني مثقل بالجهات التي تحاول المزايدة على بعضها والتنافس فيما بينها، وجرى التواصل في الساعات الماضية مع عدة فصائل أكدت التزامها التهدئة وعدم علاقتها بالهجوم، مرجحاً أن تكون الهجمات الجديدة من جناح متطرف داخل أحد الفصائل الكبيرة والنافذة في بغداد.
والأسبوع الماضي، قتل 7 مدنيين عراقيين بسقوط صاروخ كاتيوشا على منزل في منطقة قريبة من مطار بغداد، وذلك في أكثر الهجمات دموية منذ عدة أسابيع، صعدت فيها جماعات مسلحة موالية لإيران هجماتها ضد المصالح الأميركية في البلاد.
براء الشمري
العربي الجديد