أنصار الحشد الشعبي يحرقون مقر حزب كردي ببغداد

أنصار الحشد الشعبي يحرقون مقر حزب كردي ببغداد

بغداد – شهدت العاصمة العراقية بغداد أعمال شغب، السبت، بعد أن أقدم موالون للحشد الشعبي على اقتحام مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العاصمة بغداد، وإضرام النيران فيه، وفق شهود عيان ومصدر أمني.

وقال شهود عيان إن “العشرات من أنصار الحشد اقتحموا الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني في حي الكرادة وسط بغداد”.

وأضافوا أن المقتحمين حطموا محتويات المقر قبل إضرام النيران فيه.

من جانبه، قال النقيب في شرطة بغداد حاتم الجابري، إن قوات الأمن لم تتمكن من صد المحتجين الغاضبين الذين تجاوزا أسلاكا شائكة وضعتها قوات مكافحة الشغب في الشارع المؤدي إلى المقر قبل اقتحامه.

وأضاف أن فرق الدفاع المدني بدأت بإخماد النيران فيما غادر معظم المحتجين.

ولم يصدر تعليق من أي جهة بشأن دواعي الحدث، لكن أنصار الحشد كانوا يحتجون خلال الأسبوعين الماضيين على تصريحات صحافية للقيادي في الحزب هوشيار زيباري.

وعلق البرلمان العراقي جلسته، الأربعاء الماضي، إلى إشعار آخر بعد مشادة كلامية وقعت بين نواب شيعة وأكراد، إثر مطالبة عضو كتلة الفتح نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، زيباري بتقديم اعتذار لفصائل الحشد الشعبي على خلفية تصريحاته الأخيرة، وقوبلت مطالبة الكعبي برفض شديد من عدد من النواب الأكراد الذين اعتبروا أن تصريحات زيباري غير مسيئة للحشد الشعبي.

وكان زيباري الذي سبق له أن شغل منصب وزير الخارجية ثم وزير المالية في الحكومة الاتحادية تحدث عن تعرض مطار أربيل، نهاية الشهر الماضي، لهجوم بـ6 صواريخ “انطلقت من منطقة خاضعة لسيطرة الحشد الشعبي”، حسب مؤسسة مكافحة الإرهاب (قوات رسمية) بإقليم شمالي العراق.

وقال زيباري إن الولايات المتحدة أبلغت العراق فعلا نيتها إغلاق سفارتها في بغداد بسبب التهديد الذي تفرضه الجماعات المرتبطة بإيران وتكرار قصفها بصواريخ الكاتيوشا، مشيرا إلى أن من مهام حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تنظيم وضع الحشد الشعبي داخل المنطقة الخضراء والسيطرة على الطريق الرابط بين مبنى السفارة الأميركية والمنطقة الخضراء.

ويعتقد زيباري أن استمرار سيطرة الحشد الشعبي على المنطقة الخضراء وطرقها المؤدية إلى مطار بغداد، لن يخدم العراق وعلاقاته الخارجية، لاسيما علاقاته مع الدول المهمة.

وأثارت هذه التصريحات، ردود فعل غاضبة من بعض الجهات الشيعية المقربة من الحشد الشعبي والفصائل المسلحة.

وصدرت في الأيام القليلة الماضية بيانات لسياسيين مقربين من الفصائل المدعومة من إيران تندد بتصريحات زيباري‎.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، دانت فيان صبري رئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب الحادثة. وقالت إن “ثقافة الحرق والسحل مازالت موجودة لدى البعض”، مشيرة الى أنه “بالفعل كان هناك حرق سفارات وحوادث مماثلة غيرها”.

وأضافت “هذه ليست تظاهرة لأن التظاهر يجب أن يكون سلميا وفق الدستور”، محملة “فصائل غير منضبطة بالوقوف وراء هذه الأعمال”، من دون ذكر تفاصيل.

ويسود اعتقاد على نطاق واسع، في أوساط سياسية كردية وسنية عراقية، بأن الأطراف الشيعية التي تتلقى الأوامر من إيران تبحث حاليًّا عن تفجير صراع طائفي بأي ثمن، لتنقذ نفسها من دائرة الضغط الشعبي، حيث تتهم بالفشل في إدارة الدولة وسرقة موارد البلاد.

ويتوقع مراقبون أن تواصل القوى الميليشياوية محاولة التصعيد الطائفي ضد الأكراد والسنة خلال الأشهر القليلة القادمة التي تسبق الانتخابات، على أمل أن تنجح في حشد الشارع الشيعي خلفها، والظهور بمظهر المدافع عنه.

و”الديمقراطي الكردستاني”، أحد حزبين حاكمين في إقليم شمالي العراق، ويتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان السابق.

وكان أنصار الحشد قد أضرموا النار نهاية أغسطس الماضي النيران بمقر تلفزيون “دجلة”، المملوك للسياسي السني البارز وزعيم حزب “الحل”جمال الكربولي، وذلك بسبب عرض التلفزيون أغان في ذكرى “عاشوراء”.

ويشهد العراق، مؤخرا، مطالبات متزايدة من القوى السياسية الداخلية بوضع حد لهجمات بالصواريخ والعبوات الناسفة، تستهدف البعثات الدبلوماسية والقوات الأجنبية في البلاد.

وتتهم واشنطن، فصائل شيعية تتلقى الدعم والتمويل من إيران بينها “كتائب حزب الله” العراقي، بالوقوف وراء الهجمات.

العرب