طلاب الجامعات والإعداديات في العراق يضربون موعدا على مواقع التواصل الاجتماعي لاستكمال “ثورة تشرين” وذلك يوم 25 أكتوبر الجاري بعد إسقاط حاجز الخوف الذي سيطر عليهم لأكثر من 50 سنة.
بغداد – تصدّر هاشتاغ #القميص_الأبيض_راجع الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وضرب “القمصان البيض”، وهو وصف يطلق في العراق على طلاب الإعداديات والجامعات على مواقع التواصل الاجتماعي موعدا جديدا مع الثورة، محددين يوم 25 أكتوبر الجاري موعدا لغزو ميادين الاحتجاج لاستكمال “ثورة تشرين” التي تحتفل هذا الشهر بعامها الأول.
و”ثورة تشرين” الشبابية التي جاءت نتيجة التراكم الكمي للسخط عبر سنوات المعاناة المريرة، هي من أشجع وأشرس حركات الاحتجاج في تاريخ العراق الحديث، ولاسيما بعد عام 2003، بسبب كسرها قواعد الخوف التي تحتكرها المؤسسات الموازية للدولة الممثلة في الميليشيات المرتهنة لإيران.
ويشكل الشباب 60 في المئة من عدد سكان العراق البالغ 40 مليون نسمة. وتصل نسبة البطالة بينهم إلى 25 في المئة، بحسب البنك الدولي.
ويتمسك القمصان البيض، كما كل المحتجين العراقيين بسلمية احتجاجتهم رغم بطش الميليشيات التي نفذت في حقهم مجازر مروعة. ورفع القمصان البيض على تويتر شعار “لا سياسة لا أحزاب بس (فقط) هي ثورة طلاب”.
الموج والطوفان التشريني قادم مرة ثانية وستغرق الأحزاب الفاسدة فيه. الثورة الفرصة الأخيرَة لاسترداد الوَطَن. ننتفض وبكل سلمية ارفعوا أعلام العراق وصور الشهداء. #القميص_الأبيض_راجع.
ويأمل العراقيون أن تكون “ثورة الطلاب لا هزيمة لها”.
وانضم “القمصان البيض” إلى الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة العام الماضي ولم تتوقع الحكومة أن تسهم مشاركة الطلاب باتساع رقعة الاحتجاجات مما دفع رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي للتحذير من استغلال هذه الشريحة.
وينتظر أن تكون مشاركة القمصان البيض فاعلة هذه المرة. وتفرض أعداد الطلاب الكبيرة المزيد من القوة العددية للحركة الاحتجاجية، خاصة مع تفوقهم من ناحية التنظيم، ومقبولية الشعارات والموقف، والدعم المعنوي الكبير الذي يوفرونه للممحتجين ويتلقونه منهم.
وقد ساهم إصرار الطلبة في بغداد وباقي المحافظات في إفشال محاولات إنهاء الاحتجاجات بالقوة من قبل الميليشيات.
وأصدر اتحاد طلبة بغداد، بيانا في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق تظاهرات تشرين (أكتوبر) بعنوان “مسيرة العودة”.
وذكر البيان، أن “الطلاب عادوا بعد انتهاء الحظر وهم يحملون في أعناقهم دماء الشهداء، ووصايا عوائلهم ومعاناتهم وصرخات أمهاتهم ونسائهم ودموع أبنائهم”. وأكد على 4 مطالب أبرزها، “محاسبة رؤوس الفساد ومصادرة أموالهم وتفعيل قانون الأحزاب، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، إضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز الثقة في صفوف القوات الأمنية والقضاء على الميليشيات”.
وينسق الطلاب لمسيراتهم من خلال مجموعات فيسبوك الخاصة بالكليات.
يذكر أن تعامل الناشطين العراقيين مع مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل بات محل إعجاب ومتابعة عالمية واسعة لاحترافيته العالية حيث استطاعوا خلق رأي عام مساند لهم في مطالبهم السلمية.
وقال مغردّ:
اليوم سقط أكبر حاجز خوف سيطر على طلاب الجامعات والإعداديات منذ 50 سنة. كانت آخر احتجاجات طلابية ضد النظام سنة 1967 وبعدها تم القبض على الحركة الطلابية وإنهائها.. اليوم تظاهرة الجامعات لن تغير هذه الحكومة فحسب بل ستكون إعادة الحياة السياسية للعمل الطلابي #العراق #اعتصام_طلابي.
وتأسس أول تنظيم طلابي يمثل عموم طلبة البلاد في 14 من أبريل 1948، وسمي بـ”اتحاد الطلبة العراقي العام” وهذا الاتحاد هو الذي جمع جهود الحراك الطلابي، وطور في ما بعد عنوانه إلى اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية بعد ثورة 14 من يوليو 1958.
وعام 1967 نفذت الحكومة العراقية آنذاك حملة ملاحقة شرسة للناشطين في اتحاد الطلبة العام العراقي بعدما اكتسحوا الانتخابات الطلابية بتحقيقه 80 في المئة من مجموع أصوات الطلبة؛ وألغت نتائج الانتخابات.
وما لبث أن اضمحلّ دور العمل الطلابي الإيجابي وغُيّب تمامًا في جانبه الإيجابي.
ويرى عراقيون في ثورتهم فرصة لإحياء الحركة الطلابية العراقية. ولطالما كان للحركات الطلابية في العالم كله إسهام حقيقي في تحريك المياه الراكدة على مدار التاريخ، فهي دائمًا ما تظهر عندما تكون الدول على حافة الانهيار.
ووجّه مغرد كلامه للطلاب مؤكدا:
التاريخ سيكتب أن هناك جيلا خدعته شعارات القومية ثم جاء بعده جيل خدعته شعارات المظلومية ثم جاء جيل خدعته شعارات الشعارات… يعني شعارات ليس وراءها أي شاخص وطني حقيقي يقوده إلى بر الأمان وإنما هي أشبه بفيلم أكشن على أنغام سريعة دموية #القميص_الأبيض_راجع.
في سياق آخر، لا يخفي معلقون مخاوفهم من “عملية ركوب موجة احتجاجات القمصان البيض”، من قبل الأحزاب السياسية الرافضة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.
العرب