تويتر ساحة لتصفية حسابات مع ترامب: اكظم غيظك

تويتر ساحة لتصفية حسابات مع ترامب: اكظم غيظك

الناشطة البيئية في مجال تغيّر المناخ، السويدية غريتا تونبرغ، تطالب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بكظم غيظه ردا على سخرية ترامب منها في العام الماضي بنفس العبارة، في وقت بات فيه تويتر ساحة حرب بين أنصار ترامب ومعارضيه.

واشنطن – ردت ناشطة المناخ السويدية، غريتا تونبرغ، على سخرية الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، منها في العام الماضي قائلة إن عليه أن “يهدأ” إزاء مجريات انتخابات الرئاسة، في تكرار لما كتبه هو على حسابه تويتر عندما قال إن الناشطة الشابة لديها مشاكل في كظم الغيظ والسيطرة على الغضب.

وردت تونبرغ (17 عاما) على تغريدة لترامب، الخميس، قال فيها “أوقفوا العد!”، مع اشتعال المنافسة في السباق الرئاسي الأميركي. وقالت:

يا للسخف. يتعين على دونالد العمل على حل مشكلة كظم الغيظ لديه، ثم يذهب لمشاهدة فيلم قديم جيد مع صديق! اهدأ يا دونالد، اهدأ.

ونالت تغريدة تونبرغ 1.5 مليون إعجاب إلى وأعيد نشرها أكثر من 300 ألف مرة إلى حدود الجمعة.

وفي ديسمبر وبعد أن اختارت مجلة تايم الأميركية تونبرغ شخصية العام، كتب ترامب على تويتر ساخرا من الفتاة بسبب مناشداتها الحماسية للحكومات أن تعمل على الحد من الاحتباس الحراري.

وقال ترامب آنذاك معلقا على شخص قدم التهنئة لتونبرغ على اللقب يا للسخف. يتعين على غريتا العمل على حل مشكلة كظم الغيظ لديها، ثم تذهب لمشاهدة فيلم قديم جيد مع صديق! اهدئي يا غريتا، اهدئي!”.

وفي ذلك الوقت، ردت تونبرغ بتحديث سيرتها الذاتية على تويتر إلى “فتاة مراهقة تعمل على حل مشكلة كظم الغيظ لديها.. وهي حاليا هادئة وتشاهد فيلما قديما جيدا مع صديق”.

وعلى الفور تصدر هاشتاغ #AngerManagement الذي يعني “إدارة الغضب” أو “كظم الغيظ” .

ويرفض أنصار ترامب التسليم بـ“هزيمته” في الانتخابات الرئاسية، ويتصدر هاشتاغ #أوقفوا_السرقة، الترند على تويتر. ويروج معسكر مؤيدي ترامب نظرية لا تستند إلى دليل مفادها أن الديمقراطيين يريدون “سرقة الانتخابات” عبر عمليات تزوير واسعة.

انتشرت هذه الشائعة بسرعة هائلة منذ الثالث من نوفمبر عندما أطلق الرئيس من جديد فكرة محاولة الديمقراطيين “سرقة الانتخابات”، على حسابه على تويتر الذي يتابعه 88 مليون شخص.

وتلقف الفرضية على الفور “مؤثرون” في معسكره مثل دونالد ترامب جونيور الناشط جدا على شبكات التواصل الاجتماعي ويتابعه ستة ملايين شخص على تويتر، وإليزابيث هارينغتن الناطقة باسم الحزب الجمهوري أو ناطقون آخرون أقل أهمية بينهم كريس بارون.

وأطلقت هذه الحملة التي استخدمها الجمهوريون من قبل خلال الانتخابات التشريعية في 2018، دعوات إلى تحركات عملية بسرعة.

وصنف موقع تويتر تغريدات لترامب على أنها مثيرة للجدل ومضللة. وقد نشر ترامب أكثر من تغريدة شكك من خلالها في سلامة عملية الانتخابات وفرز الأصوات واتهم الديمقراطيين بسرقة الأصوات.

وأغلق موقع تويتر حسابًا يخص كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيف بانون، بعد أن نشر تغريدة، اقترح فيها قطع رأس كبير خبراء الأوبئة الدكتور أنتوني فوسي، وأيضًا مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر وراي.

ونشر بانون هذه التدوينة -أيضًا- على حساباته في فيسبوك ويوتيوب، وقال إن ترامب فاز في إعادة انتخابه، على الرغم من أن الفرز ما زال مستمرًا، وقال إنه تجب إقالة المسؤولين الكبيرين، فوسي وراي.

وأضاف بانون، أنه سيذهب إلى أبعد من ذلك، “بودّي أن أضع الرؤوس (المقطوعة) على الحراب. حسنًا. أضعها في زاويتين من البيت الأبيض، كتحذير للبيروقراطيين الفيدراليين. إما أن تندرجوا مع واجباتكم، وإما أن ترحلوا”.

وفي تغريدة، دعا دونالد ترامب الابن والده إلى “خوض حرب شاملة بشأن هذه الانتخابات”، قائلًا “حان الوقت لتنظيف هذه الفوضى والتوقف عن الظهور وكأنها (أميركا) جمهورية موز”.

كما كرر ترامب الابن، عدة ادعاءات تطعن بنزاهة الانتخابات، ودعا لتجنيد “جيش” لوالده.

وقال باحثون إن الجدل حول فرز الأصوات، هو تربة خصبة للمتطرفين لنشر رسائلهم.

وعددت صفحة “Stop The Steel” (أوقفوا السرقة) التي كان يتابعها 350 ألف شخص الخميس على فيسبوك، سلسلة من المبادرات تتمثل خصوصا بتظاهرات في الولايات الأساسية التي ما زالت النتائج فيها معلقة من جورجيا إلى نيفادا مرورا ببنسلفانيا.

وهذه الدعوات إلى التحرك رافقتها في بعض الأحيان إيحاءات تنم عن عنف عبر هاشتاغ civilwar# (حرب أهلية)، دفعت أنصار الديمقراطي جو بايدن والمجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر ودعوة فيسبوك إلى إغلاق هذه الصفحة.

قال الناطق باسم فيسبوك “نظرا للإجراءات الاستثنائية التي نتخذها في هذه الفترة من التوتر، سحبنا مجموعة أوقفوا السرقة التي تنظم تحركات في العالم الواقعي”.

وأدان أنصار الرئيس المنتهية ولايته على الفور ما اعتبروه “رقابة” واختفاء هذه الصفحة التي أطلقتها المجموعة المؤيدة لترامب “نساء من أجل أميركا أولا” (Woman for America First).

وترى إيميلي دريفوس من مركز شورينستين المتخصص بمتابعة وسائل الإعلام أنه تبين أن شعار “أوقفوا السرقة” فعال إلى درجة أنه يحول “القضية البالغة التعقيد” المتمثلة بالهيئة الناخبة وفرز التصويت إلى “رسالة بسيطة وموجهة”.

وأضافت أن “أوقفوا السرقة” وعلى غرار شعار آخر لحملة ترامب bidencrimfamily# يتهم بايدن وعائلته بنشاطات إجرامية وكانت أيضا بلا أساس، هي “حملة تلاعب بوسائل الإعلام” منظمة بشكل جيد وجاءت بدافع من مسؤولين نافذين في حملة ترامب.وأضافت ديريستا أن “هذا يضع المنصات في مواجهة تحديات حقيقية” وإن كانت تعمل ضد التضليل.

وتغذي حملة “أوقفوا السرقة” نظريات غريبة عديدة مثل sharpgate# (فضيحة شاربي) في إشارة إلى أقلام “شاربي” الأميركية الصنع.

ويقول الذين ينشرون هذه النظرية أن استخدام هذه الأقلام اللبدية الرائجة جدا، على بطاقات التصويت يكفي لجعلها غير قابلة للقراءة في أجهزة الفرز.

وانتشرت الإشاعة على الرغم من نفيها السريع من قبل المسؤولين المحليين.

وهذه الوقائع لا وزن لها في غالب الأحيان. لكن عندما تطلق هذه الأفكار علنا وحتى لو كان لا أساس لها، فهي تنطبع في أذهان الناس وتثير الشكوك في العمليات الديمقراطية المعنية بها.

العرب