المليشيات الولائية.. تريثوا قبل أن تعتدوا

المليشيات الولائية.. تريثوا قبل أن تعتدوا

لا تزال المليشيات الولائية في العراق تمارس هوايتها المفضلة لديها، وهي العبث بأمن وأستقرار العراق وحاضره ومستقبله، فهي الأداة العسكرية الإيرانية في العراق ضد الولايات المتحدة الأميركية، فبعد خسارة دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، بدأت المليشيات الولائية عبر ما يسمى “شبكة الإعلام المقاوم” بث أشرطة مرئية “فيديو” تحاول أن تظهر فيها قوتها في مجال المعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، حيث أظهرت تلك التسجيلات، رصد المليشيات الولائية لقاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار، وكشفت عن عدد القوات الأميركية والدولية المتواجدة فيها، وعدد القوات الخاصة والمارينز وقوات سيشل وأفراد الصيانة والقوات الجوية “سلاح الطيران والصواريخ” وقوات الاحتياط.
أما الشريط المرئي الذي يعد أكثر خطورة، والذي بُث من قبل ما تسمى “شبكة الإعلام المقاوم” التابعة للمليشيات الولائية، الطريقة التي ستتبعها تلك المليشيات في اغتيال دونالد ترامب الرئيس السابق -لغاية الآن- للولايات المتحدة الأميركية.
استندت المليشيات الولائية في “شريط الاغتيال”، إلى أن دونالد ترامب سيغادر البيت الأبيض 20 كانون الثاني يناير عام 2021م، وعليه سترفع عنه جميع الحصانات التي كان يتمع بها عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية.. لكن غاب عن بال تلك المليشيات الولائية بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيحظى بمجموعة من الامتيازات بعد مغادرته البيت الأبيض ولعل من أهمها “حماية أمنية مدى الحياة له ولعائلته”.
هذا يعني بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، تحصين لهيبة منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فإذا ما أقدمت المليشيات الولائية على الاعتداء على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أي مكان في العالم، لا تظن أن اعتدائها سيمر مرور الكرام، وأن الرئيس المتخب جوزريف بايدن سيقوم بشكر المليشيات على اعتدائها، بل بالعكس، سيستخدم كل صلاحياته للرد على ذلك الاعتداء في حال وقوعه، ليس حبًا في دونالد ترامب، وإنما للحفاظ على هيبة الولايات المتحدة الأميركية، هيبة الدولة التي بما تمتلكه من قدرات عسكرية ومالية واقتصادية وتقنية وبشرية، تدير العالم.
لذلك على المليشيات الولائية أن تفكر بعمق قبل المضي في أي عمل يمس أمن الرئيس الأميركي السابق، لأن تبعاته ستكون وخيمة جدًا، وعليهم أن يتذكروا جيدًا أن اعتدائهم على السفارة الأميركية في بغداد مطلع العام الحالي، كان الرد عليه مقتل سليماني، فكيف سيكون الرد الأميركي في حال اعتداء المليشيات الولائية على رئيس أميركي حتى لو غادر منصبه؟!، فللمنصب اعتباراته الرمزية والسياسية لدولة بوزن الولايات المتحدة الأميركية.

وحدة الدراسات العراقية