قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيرفع قريبا ما وصفها بالقضايا القضائية الكبرى لإظهار عدم دستورية الانتخابات وجدد تمسكه بأنه هو الفائز في الانتخابات الرئاسية، في حين ألغت حملته الجزء الأكبر من دعاوى الطعن في نتائج الانتخابات بولاية بنسلفانيا، التي رجحت كفة المرشح الديمقراطي جو بايدن للفوز بالانتخابات، غير أن رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي قال إن لدى حملة ترامب أدلة ستقلب النتيجة بولاية ميشيغان وولايات أخرى متأرجحة.
وقال الرئيس الأميركي -في تغريدة على تويتر- إنه فاز في الانتخابات، إلا أن تويتر وضع تعليقا على التغريدة قال فيها إن المصادر الرسمية تتحدث عن الانتخابات بشكل مختلف.
وكان ترامب قال على تويتر إن كثيرا من القضايا المرفوعة بشأن الانتخابات الرئاسية في جميع أنحاء البلاد “رفعها أشخاص كانوا شاهدين على انتهاكات مروعة”، وأضاف أنه سيتم قريبا رفع ما وصفها بالقضايا “القضائية الكبرى التي تظهر عدم دستورية الانتخابات، وما حدث من فضائح لتغيير النتيجة”.
ويصر الرئيس ترامب على فوزه بالانتخابات الرئاسية، ويقول إن الحزب الديمقراطي زوّر أصوات الناخبين، وهو ما عكس النتائج لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وفي تغريدة تلقفتها وسائل الإعلام، قال ترامب أمس الأحد إن منافسه بايدن فاز لأن الانتخابات تم تزويرها، ولم يُسمح بدخول المراقبين، ولكنه عاد ليغرد بما يناقض ذلك. وبعد أقل من ساعة عاد ترامب ليغرد بالقول إن بايدن فاز فقط في نظر وسائل الإعلام الكاذبة، وإنه لم يقر بأي هزيمة، بل جدد التأكيد مرة أخرى على أنه سيفوز، وأن الانتخابات مزورة، كما اتهم ترامب -في تغريدة عبر تويتر- شركة “دومينيون” الخاصة بجدولة الأصوات، ووصفها بأنها ذات سمعة سيئة وتستخدم أجهزة رديئة.
وأضاف ترامب في تغريدة أخرى أن مشكلات “الخلل” الميكانيكي التي حصلت ليلة الاقتراع كانت بسبب الديمقراطيين حين كانوا يحاولون سرقة الأصوات، وأنهم نجحوا بشكل كبير، ومن دون ضبطهم. وجدد ترامب رفضه نظام التصويت عبر البريد، واصفا إياه بالنكتة السيئة. وفي تغريدة أخرى قال إن هناك أدلة كثيرة ودامغة على وقوع تزوير في الانتخابات الأميركية.
ولايات متأرجحة
ورغم استمرار ترامب بالتشكيك في نزاهة الانتخابات، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن حملة ترامب ألغت جزءا كبيرا من الدعوى القضائية التي رفعتها للطعن في نتائج الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، التي كانت حاسمة في إعلان كبرى وسائل الإعلام الأميركي فوز بايدن بمجمل الانتخابات الرئاسية.
وقدم محامو ترامب نسخة منقحة من الدعوى، بعد أن حذفوا مزاعم بأن مسؤولي الانتخابات في ولاية بنسلفانيا انتهكوا الحقوق الدستورية لحملة الرئيس عبر الحد من قدرة مراقبيها على مراقبة فرز الأصوات. وباتت دعوى ترامب المختصرة تركز الآن على مزاعم بأن الجمهوريين تضرروا بشكل غير قانوني بسبب سماح بعض المقاطعات التي تميل للحزب الديمقراطي للناخبين بإصلاح الأخطاء في بطاقات التصويت، في حين قالت تلك المقاطعات إن ذلك لم يؤثر سوى على عدد قليل من الأصوات.
وكان ترامب ومحاميه الشخصي رودي جولياني قالا مرارا وتكرارا إنه يجب إبطال أكثر من 600 ألف صوت في فيلادلفيا وبيتسبرغ بسبب تلك القضية.
وقال جولياني في مقابلة مع “فوكس نيوز” (FOX NEWS) إن لدى حملة ترامب أدلة ستقلب النتيجة في ولاية ميشيغان وولايات أخرى متأرجحة، مضيفا أنه ليس لوسائل الإعلام الحق في تحديد نتائج الانتخابات، مشددا على أن الرئيس يطعن في الانتخابات بقوة لأنه يحصل على المزيد من الأدلة.
لا خروق
في المقابل، قالت حملة الرئيس المنتخب بايدن إن إعادة فرز الأصوات في ولاية جورجيا أظهرت عدم وجود أي مخالفات انتخابية. وقال مسؤولون عن الانتخابات في الحزبين الديمقراطي والجمهوري إنه لا يوجد دليل على وقوع مخالفات كبيرة في الانتخابات الرئاسية، وأكدت وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي أن انتخابات الرئاسة التي جرت في الثالث من الشهر الحالي “كانت الأكثر أمانًا في تاريخ الولايات المتحدة”.
وأعلنت القنوات التلفزيونية الأميركية الكبرى تقديرات لنتائج كافة الولايات؛ إذ ضمن جو بايدن أصوات 306 من كبار ناخبي مجمع انتخاب الرئيس الأميركي، مقابل 232 للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
من ناحية أخرى، دعت قيادات جمهورية للاعتراف بفوز بايدن، وبدء العملية الانتقالية لنقل السلطة من ترامب إلى بايدن؛ إذ قال الحاكم الجمهوري لولاية أوهايو مايك ديواين إن جو بايدن هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، وشدد ديواين لقناة “سي إن إن” (CNN) في مقابلة تلفزيونية على ضرورة الشروع في عملية انتقال السلطة، مشددا على القول “يجب أن نؤمن بنظامنا القضائي والانتخابي، وأوجه هذا الكلام للطرفين”.
كما توقع الحاكم الجمهوري لولاية أركنسا آسا هاتشينسون أن بايدن سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، ودعا حاكم أركنسا في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” (NBC) إلى تسهيل عملية انتقال السلطة.
وبلغة أكثر انتقادا لتشكيك ترامب في نزاهة الانتخابات، حذّر جون بولتون المستشار السابق للرئيس الأميركي للأمن القومي من أن الحزب الجمهوري سيدفع ثمنا باهظا إذا لم يتخل عن دعم الرئيس ترامب، وقال بولتون إن الرئيس ترامب قد يسبب ضررا كبيرا للأمن القومي، معربا عن تخوّفه من أن ترامب لن يرحل بهدوء بعد خسارته الانتخابات.
الجانب الديمقراطي
في المقابل، اتهمت كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب كلا من ترامب والجمهوريين بالسعي لطمس ما سمّته “النصر الانتخابي الجلي” للديمقراطيين بدعاوى قضائية لا أساس لها، ودعت هاريس إلى التبرع للحزب الديمقراطي لتمويل تحركه القانوني لحماية كل صوت انتخابي، وفق تعبيرها.
وقال الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن إنه لم يُسمح له بالعمل مع فريق الإدارة الحالية بشأن جهود مكافحة جائحة فيروس كورونا.
وحث رون كلَين كبير موظفي البيت الأبيض المعين في إدارة بايدن إدارةَ الخدمات العامة على الإسراع في التصديق على نتائج الانتخابات، وقال إن من المهم أن يبدأ فريق بايدن لقاءاته مع المسؤولين في وزارة الصحة لبحث ما وصفها بالمرحلة الأصعب، والمتمثلة في كيفية توزيع لقاح كورونا على الشعب الأميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات