نقلت وكالة رويترز عن مصادر في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الحملة استأنفت حكما للمطالبة بإلغاء بطاقات اقتراع وتأخير التصديق على نتائج الفرز في ولاية بنسلفانيا، في حين تتعالى مزيد من أصوات قادة الحزب الجمهوري الناقدة لتمسكه بموقفه إزاء نتائج الانتخابات.
وذكرت حملة ترامب في دعواها بولاية بنسلفانيا التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن، أنها طعنت على قرار قاضي المحكمة الجزئية ماثيو بران في محكمة الاستئناف بالدائرة الثالثة.
وكان بران -وهو جمهوري رشحه الرئيس السابق باراك أوباما- رفض السبت دعوى قضائية أقامتها حملة ترامب بهدف استبعاد ملايين الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد في ولاية بنسلفانيا، حيث فاز ترامب في انتخابات 2016.
ووصف القاضي ما جاء في الدعوى بأنه “حجج قانونية بلا أساس واتهامات قائمة على التكهنات”.
وعلق الرئيس الأميركي ترامب في تغريدة على تويتر بالقول إن قرار القضاء بولاية بنسلفانيا يخضع لاعتبارات سياسية.
وكتب ترامب على تويتر صباح أمس الأحد “قاتلوا بشدة يا جمهوريين”، في تأكيد لروايته التي لا أساس لها عن تزوير الانتخابات.
وفي آخر تغريدة له، قال ترامب إنه يتطلع للعمل مع إيطاليا خلال رئاستها لمجموعة العشرين في عام 2021.
من جهة أخرى، تتعالى أصوات مزيد من قادة الحزب الجمهوري ينتقدون الرئيس الأميركي ويطالبونه بسرعة المضي نحو تسهيل نقل السلطة، معتبرين عشرات القضايا التي يرفعها في المحاكم فاشلة وتفتقر للأدلة.
ووصف كريس كريستي، الحاكم الجمهوري السابق لولاية نيوجيرسي، الحجج التي قدمتها حملة ترامب بشأن تزوير الانتخابات بـ”الإحراج القومي”.
وقال كريستي -الذي يعد أحد حلفاء ترامب- في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” (ABC)، إنه حان وقت اعتراف الرئيس بالخسارة والسماح بعملية انتقال السلطة.
وقال النائب الجمهوري عن ميشيغان فريد أبتون لـ”سي إن إن” (CNN) إن الناخبين قالوا كلمتهم ولا توجد أدلة على تزوير واسع النطاق.
كما صرح السيناتور الجمهوري بات تومي بأن الحكم “استنفد جميع الخيارات القانونية الممكنة” لترامب في بنسلفانيا، ودعا الرئيس إلى “قبول نتيجة الانتخابات”. كما هنّأ تومي بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس، ووصفهما بأنهما “موظفان حكوميان متفانيان”.
وفي وقت سابق دعت ليز تشيني عضوة الفريق القيادي الجمهوري بمجلس النواب ترامب إلى أن يقدم على الفور أدلة على التلاعب الواسع النطاق في أصوات الناخبين، وإلا فعليه احترام “قدسية عمليتنا الانتخابية”.
وصدقت 11 ولاية على نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، في حين يتوقع تصديق باقي الولايات على النتائج قريبا، وذلك قبل 14 من الشهر المقبل، وهو موعد تصديق المجمع الانتخابي على النتائج.
ومنذ إعلان فوز بايدن قبل أسبوعين رفع ترامب سلسلة من الدعاوى القضائية، ومارس ضغوطا هائلة لمنع الولايات من التصديق على نتائج الانتخابات.
ويتهم المنتقدون، ومنهم الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، ترامب بمحاولة تقويض الثقة في النظام الانتخابي الأميركي، ونزع الشرعية عن فوز بايدن من خلال الترويج لادعاءات كاذبة عن تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع. ومن المقرر أن يتولى بايدن منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
في المقابل، قال رون كلين -الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض- إن أجزاء من عملية نقل السلطة تسير بسرعة قياسية رغم العراقيل التي تضعها إدارة ترامب.
وأضاف كلين في مقابلة مع قناة “إيه بي سي” أن المعارك القضائية التي تخوضها حملة ترامب الانتخابية لن تغير نتيجة الانتخابات.
وأكد كلين أن مراسم التنصيب ستُختصر لتقليل المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا. وقال إن بايدن ونائبته كاملا هاريس سيشددان على الممارسات الآمنة خلال مراسم التنصيب المقررة يوم 20 يناير/كانون الثاني، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وأفاد كلين بأن بايدن سيعلن الثلاثاء أسماء أول الأعضاء في إدارته المقبلة.
وكان بايدن قد حذر مما وصفها بعدم مسؤولية ترامب ورسائل مضرة يوجهها إلى باقي العالم بشأن طريقة عمل الديمقراطية الأميركية، في إشارة إلى رفض الأخير للنتائج والتشكيك فيها.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه يوافق على ما قاله بايدن من أن تصرُّف ترامب غير مسؤول، وبشكل لا يصدق.
وأضاف لودريان في حديثه لوسائل إعلام فرنسية، أن كلام بايدن عن ترامب لا يخالف الحقيقة بشأن رفض الأخير الاعتراف بهزيمته في الانتخابات، وأكد ثقته في الديمقراطية الأميركية وبأنها ستكون في الموعد، على حد وصفه.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال إنه مستعد للعمل مع أي رئيس أميركي، لكنه لا يزال غير مستعد للاعتراف بفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وذكرت وكالة بلومبيرغ (Bloomberg) للأنباء أن بوتين قال في تعليقات للتلفزيون الرسمي الروسي إنه سوف يعمل مع أي شخص يحظى بثقة الشعب الأميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات