وافق البرلمان الإيراني اليوم الأحد على مشروع قانون يلزم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية برفع تخصيب اليورانيوم في محطة “فوردو” النووية إلى 20%، في وقت بحث النواب إمكانية إيقاف الالتزام بالبرتوكول الإضافي لمعاهدة حظر نشر الأسلحة النووية، وذلك بعد يومين من اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن 232 نائبا أيدوا القرار من أصل 246 نائبا، ويقضي المشروع بإنتاج 120 كيلوغراما سنويا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وهو ما يخالف مقتضيات الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
ويحمل القانون اسم “الإجراءات الإستراتيجية لإلغاء العقوبات الأميركية” بهدف إجبار واشنطن على إلغاء العقوبات على إيران، كما يشمل إعادة التصميم القديم لمفاعل “أراك” النووي الذي يعمل بالماء الثقيل. ويجعل هذا طهران عمليا خارج الاتفاق النووي، والذي كان يلزمها بمستويات منخفضة لليورانيوم المخصب لا تتجاوز 3.67%.
وبناء عليه فإنه بعد 3 أشهر من المصادقة عليه، إذا عاد الجانب الآخر إلى الالتزام بتعهداته وفقا للاتفاق النووي، فإن الحكومة مكلفة بتقديم مشروع قرار يقضي بالعودة للالتزام ببنود الاتفاق النووي إلى المجلس لإقراره.
يشار إلى أنه قبل إبرام الاتفاق النووي كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وهو الحد المطلوب لتزويد مفاعل طهران بالوقود، وكان مستوى التخصيب في مفاعل بوشهر جنوب البلاد 5%.
وفي سياق متصل، قال النائب الإيراني علي رضا سليمي إن نواب البرلمان بحثوا خلال اجتماع مغلق إمكانية إيقاف الالتزام بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر نشر الأسلحة النووية.
وأضاف سليمي أن مصدر الأحداث المؤسفة واغتيال العلماء هو عملية التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البلاد، حسب تعبيره.
وكان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيراني بهروز كمالْ وَندي قد صرح في وقت سابق أن أي قرار بشأن البروتوكول الإضافي ستتخذه الجهات العليا المعنية، وليس من طرف جهـة واحدة
يشعر العدو بالندم لتنفيذ هذه العملية. وأكد أن الحادث يجب أن يؤدي إلى تعزيز قوة إيران الأمنية والنووية، على حد قوله.
وذكر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان أبو الفضل عمويي اليوم أن التحقيقات الأولية في حادث اغتيال فخري زاده تشير إلى وقوف إسرائيل وراء العملية.
مستويات الرد
وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن دعوة سليمي للانسحاب من البروتوكول الإضافي هي جزء من إستراتيجية إيرانية أشمل، موضحا أن طهران انضمت طوعا للبروتوكول الإضافي، لأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تفرض على أي دولة في العالم الانضمام لهذا البروتوكول.
وقد اختارت طهران الانضمام للبروتوكول الإضافي خلال المفاوضات التي أفضت لإبرام الاتفاق النووي في العام 2015.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن للموقف الإيراني عدة مستويات للرد على اغتيال العالم النووي البارز، ومنه المستوى الأمني والعسكري حيث تتعالى فيه الدعوات من المسؤولين الأمنيين والعسكريين للرد على الاغتيال.
كما أن هناك تحركات تشريعية داخل البرلمان الإيراني، فضلا عن جهود دبلوماسية تبذلها الخارجية لاستصدار مواقف إدانة دولية لاغتيال العالم النووي من أجل استثمار هذه المواقف الدولية لتمهيد رد إيران على اغتيال فخري زاده.
المصدر : الجزيرة + الأناضول