واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، في خطوة اعتبر بيان للديوان الملكي المغربي بأنها تعزز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وترتقي بها إلى تحالف حقيقي.
وبالتوازي مع ذلك أعلن الرئيس الأميركي، بعد اتصال هاتفي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن الرباط وتل أبيب اتفقتا على تطبيع علاقاتهما في اتفاق تم التوصل إليه بمساعدة الولايات المتحدة.
وأخبر الرئيس الأميركي العاهل المغربي بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “إن اقتراح المغرب الواقعي بحكم ذاتي في الصحراء هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم من أجل السلام والرخاء”.
وحث الإعلان، الذي وقعه ترامب، أطراف النزاع في الصحراء على الدخول في محادثات دون إبطاء على أساس خطة المغرب للحكم الذاتي، مشددا على أن واشنطن تعتقد أن مقترح الانفصال “ليس خيارا واقعيا لحل الصراع”، وهو المقترح الذي تدعمه الجزائر وتعمل عليه من خلال دعمها لجبهة البوليساريو.
وذكر البيان الملكي المغربي أن الولايات المتحدة ستفتح قنصلية في مدينة الداخلة، تقوم أساسًا بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة سكان الأقاليم الجنوبية.
ويرى مراقبون مغاربة أن تعهد واشنطن بفتح قنصلية أميركية في الأقاليم الصحراوية سيعطي زخما دبلوماسيا أكبر لقرار عدد من الدول العربية والأفريقية بفتح قنصليات في المنطقة كاعتراف من هذه الدول بمغربية الصحراء ودعم لمقاربة المغرب القائمة على الحكم الذاتي الموسع.
وأكد محمد لكريني، أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لـ”العرب”، أن قرار ترامب جاء ليؤكد واقعية المقترح المغربي، وأن الرباط منذ بداية النزاع قدمت مبادرات متعددة تبرز رغبة المغرب في طي هذا الملف إلى أن وصل إلى مبادرة الحكم الذاتي، عكس جبهة البوليساريو التي لا تزال متمسكة بأفكارها القديمة.
واعتبر أمين صوصي علوي، الأكاديمي والباحث في القضايا الجيوسياسية، في تصريح لـ”العرب”، أن قرار ترامب إستراتيجي ويخدم قضية الصحراء المغربية إقليميا ودوليا، وسيوفر المناخ الملائم لإنهاء بقايا هذا النزاع.
واعتبر الكاتب المغربي سعيد ناشيد في تغريدة على تويتر أن ترامب أنهى ولايته على طريقة “ختامها مسك”، باعتراف رسمي بسيادة المغرب على صحرائه، وفتح قنصلية في مدينة الداخلة.
وخلال الاتصال بالملك محمد السادس، أعلن ترامب عن اتفاق بين المغرب وإسرائيل لإقامة علاقات ثنائية مباشرة.
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة وسيستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل وسيسمح بعبور رحلات وأيضا برحلات طيران مباشرة من إسرائيل وإليها لكل الإسرائيليين.
وأطلع العاهل المغربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مضمون الاتصال الهاتفي، الذي جمعه بالرئيس الأميركي.
وذكر بيان مغربي أن “الملك أكد للرئيس الفلسطيني في اتصال هاتفي أن موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير”.
وشدد الملك محمد السادس على أن المغرب يساند حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
وقال جاريد كوشنر المستشار البارز في البيت الأبيض “سيقوم الطرفان بإعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور بنيّة فتح سفارتين. سيعزز الطرفان التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية”.
وتابع “حققت الإدارة الأميركية اليوم (الخميس، تاريخ حصول الاتفاق) خطوة تاريخية أخرى؛ الرئيس ترامب أبرم اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل في رابع اتفاق من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية مسلمة في غضون أربعة أشهر”.
وكان بيان الديوان الملكي المغربي قد أعلن عزم الرباط “تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب”، وكذلك “استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال”.
كما أعلن “العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002”.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق ووصفه بأنه “ضوء عظيم آخر للسلام”.
وأضاف أن رحلات مباشرة سيتم تسييرها بين البلدين إضافة إلى فتح بعثات دبلوماسية.
وقال الوزير الإسرائيلي رافي بيريتس إن الاتفاق مع المغرب حدث “تاريخي وسار”.
وكتب في تغريدة “والداي اللذان هاجرا من المغرب وتركا حياتهما بأكملها وراءهما تحدثا دوما عن السلام وعن العلاقات الطيبة مع الجيران العرب في المغرب”.
وأضاف “حان الوقت لأن نفعل ذلك أيضا”.