الكُسكُسي يوحد الليبيين.. إسقاطات على واقع معقد

الكُسكُسي يوحد الليبيين.. إسقاطات على واقع معقد

طرابلس – أثار إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لأكلة “الكُسكُسي” والمهارات الخاصة بتحضيرها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، دون أي إشارة إلى ليبيا كإحدى الدول الشهيرة بهذه الأكلة التقليدية العريقة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصنفت المنظمة “الكُسكُس” كملف متعدد الجنسيات باسم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب.

وقام مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور لطبق الكُسكُسي الذي يحضر في ليبيا بطرق مختلفة، للتأكيد على مكانته تاريخيا وفي الموروث الأصيل للمطبخ الليبي.

يوجد لدينا عدة أنواع من الكُسكُسي الليبي وهو لا يختلف عن التونسي والجزائري والمغربي لأننا شعب واحد في أرض رسمها المستعمر الفرنسي البغيض، تحية إلى دولة المغرب الكبير أو ليبيا القديمة التاريخ وقرطاج ونوميديا.

وحمّل مستخدمو مواقع التواصل في ليبيا الجهات الحكومية مسؤولية هذا التقصير الذي استثنى ليبيا، ما يشي بأن الخسائر الليبية ستتواصل أكثر.

ووصف المحلل السياسي والكاتب عيسى عبدالقيوم، ما حدث عبر صفحته على فيسبوك بقوله “فشلنا حتى في اتفاقية الكُسكُسي”.

وتطرق آخرون إلى أن الأمر متوقع وغير مفاجئ، في ظل تشتت وتخبط الجهات الرسمية في ليبيا.

وفي تطور آخر للقضية، علّق سفير ليبيا لدى اليونسكو، حافظ الولده، قائلاً، إن عدم إدراج ليبيا في قائمة أكلة “الكُسكُسي” ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي؛ يرجع إلى عدم توقيع ليبيا على اتفاقية صون التراث الثقافي اللامادي مع اليونسكو.

وأضاف الولده، إن المندوبية اللييية قدمت 3 مذكرات إلى مجلس النواب وحكومة الوفاق للتوقيع على الاتفاقية دون أن يتحقق ذلك حتى الآن، وهو ما تسبب في عدم إضافة اسم ليييا كبلدٍ تُحضّر فيه وجبة الكُسكُسي التراثية. كما أكد سفير ليبيا باليونسكو، أنه “في حال توقيع الاتفاقية فسيتم إدراج الكُسكُسي اللييي كأكلة تراثية عالمية”، وفق قوله.

ودخل على الخط في هذا الموضوع كل من سفيري الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا في ليبيا.

وقال السفير الأميركي ريتشارد نورلند في تغريدة على صفحة السفارة الأميركية في ليبيا بموقع تويتر:

أما السفير الألماني أوليفر أوفيستزا فكتب تغريدة على تويتر وأرفقها بصورة له أمام طبق من الكُسكُسي:

شن (ما) قصة الكُسكُسي اليوم؟ السفير الألماني في ليبيا عاجبه الكُسكُسي الغرياني، والسفارة الأميركية في ليبيا كاتبه عالكُسكُسي. زعما في مظاهرة كُسكُسي جاية في الطريق!

في المقابل، نشر مغردون صورة لطبق البازين الشهير في ليبيا. وكتب مغرد:

من جانب آخر، أثارت تدوينة للروائي الجزائري أمين الزاوي، جدلا واسعا بعد أن قال إن طبق الكُسكُسي استطاع توحيد دول المغرب العربي.

وكتب الزاوي أن “لا اللغة العربية ولا الدين ولا السياسة استطاعت أن توحد أبناء شمال أفريقيا، وحده الكُسكُسي أو على الأصح ‘سكسو’ طبق الملك ماسينيسا هو من جمع أبناء هذه المنطقة. أخيرا، وفي ملف موحد قدمته 4 بلدان هي: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، تم إدراج الكسكسي في لائحة التراث الإنساني من قبل اليونيسكو”.

العرب