الكاظمي يوفد مبعوثا إلى طهران لوضع حد لتجاوزات الميليشيات

الكاظمي يوفد مبعوثا إلى طهران لوضع حد لتجاوزات الميليشيات

بغداد – قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الاثنين، إن حكومته لن تسمح للسلاح المنفلت بعرقلة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل.

جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعا وزاريا بشأن تفعيل آليات دعم مفوضية الانتخابات والعملية الانتخابية، المقررة في السادس من يوليو المقبل.

وقال الكاظمي “لن نسمح للسلاح المنفلت بالتحرك وتهديد حرية المواطن وأمنه وثقته بالعملية الانتخابية”.

وأضاف “لدينا فرصة للنجاح في استعادة ثقة الشعب بالدولة والنظام السياسي والآليات الديمقراطية، بإقامة انتخابات نزيهة وعادلة من شأنها أن تحقق استقرار البلد”.

وأشار الكاظمي إلى جدية حكومته في إتمام مهمة إجراء الانتخابات البرلمانية، باعتبارها مطلبا للحراك الشعبي والقوى السياسية التي تنشد التغيير في العراق.

وأوفد رئيس الوزراء العراقي مبعوثا خاصا إلى إيران في غمرة تصاعد التوتر مع الميليشيات الشيعية لنقل رسالة إلى المسؤولين الإيرانيين بأن صبر بغداد بدأ ينفد.

والتقى موفد الكاظمي أبوجهاد الهاشمي وشخصيات أخرى بكبار المسؤولين في طهران لبحث تجاوزات ميليشيات “عصائب أهل الحق” و”حزب الله العراقي” المنضويين تحت الحشد الشعبي واللذين رفعا سقف المواجهة بعد توجيه تهديدات مباشرة لرئيس الوزراء العراقي.

وأصدر القضاء العراقي الأحد مذكرة اعتقال بحق أبوعلي العسكري القيادي في ميليشيا حزب الله العراقي، بعد ساعات من تهديده لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في خطوة رفعت من حدة الصدام مع الميليشيات الموالية لإيران.

وسرعان ما خففت الميليشيات من نبرة خطابها تزامنا مع زيارة الهاشمي وبعد القرارات الصادرة باعتقال عدد من قياداتها المتورطة في هجمات استهدفت المباني الدبلوماسية والأمنية الأميركية والأجنبية في بغداد، لتنكر مسؤوليتها عن استهداف السفارة الأميركية، في وقت أشارت فيه مختلف التحليلات إلى أنّ طهران هي المستفيدة عادة من مثل تلك الهجمات التي تستهدف الوجود الأميركي الدبلوماسي والعسكري في العراق ضمن صراع النفوذ الذي تخوضه ضدّ واشنطن.

وأعلن المتحدث باسم ميليشيا “عصائب أهل الحق” محمود الربيعي رفضه لأي اعتداء على البعثات الدبلوماسية، مؤكدا في مقابلة مع التلفزيون الرسمي العراقي أنه يتحفظ على دور السفارة الأميركية في بغداد، إلا أنها تبقى بعثة دبلوماسية بحماية العراق، وأن الاعتداء عليها يمثل اعتداء على سيادة العراق.

كما لجأت كتائب حزب الله العراقي إلى إدانة العملية، وذكرت في بيان سابق نشر على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت أنّ “قصف سفارة الشر (الولايات المتّحدة) في هذا التوقيت يعد تصرفا غير منضبط، وعلى الجهات المختصة متابعة الفاعلين وإلقاء القبض عليهم”.

وقالت مصادر عراقية إن الوفد برئاسة الهاشمي المقرب من طهران سيبحث تطورات الأوضاع الأمنية خاصة بعد التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران التي ترتبط بصلات وثيقة مع الميليشيات العراقية.

وتعتبر “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله” فصيلين نافذين تحت مظلة الحشد الشعبي المقرب من طهران.

وكانت الفصائل الشيعية هددت باستهداف مواقع وجود القوات الأميركية بالعراق، في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري في البلاد.

ويرى مراقبون أن رسالة الكاظمي التي يريد توجيهها إلى طهران من خلال الهاشمي هي أنها ستكون في وضع حرج في حال اندلاع مواجهة مفتوحة بين بغداد والميليشيات.

العرب