إشارات إيرانية إلى التشدد مع المنطقة أكثر منه مع واشنطن

إشارات إيرانية إلى التشدد مع المنطقة أكثر منه مع واشنطن

طهران – لم يخف المرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة، رغبة بلاده في أن تظل خارج أي التزامات تجاه برنامجها النووي، ما يسمح له بزيادة نفوذها في المنطقة خاصة مع صعود إدارة أميركية جديدة تضع أمامها أولوية الحوار مع إيران دون أي شروط واضحة بشأن برنامجها الصاروخي أو ما تعلق بدورها الإقليمي.

وفي مقابل عدم استعجال التصعيد مع واشنطن، ترسل طهران إشارات تشدد وتهديد تجاه جيرانها الخليجيين، وهو ما كشف عنه موضوع القاعدة الصاروخية في الخليج بما يحمل من تهديد مباشر للأمن القومي الإقليمي، وتلويح إيران باستهداف دول في المنطقة في حال تعرضها لهجوم أميركي.

وأكد خامنئي أن الإيرانيين ليسوا مستعجلين لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ويطالبون قبل ذلك برفع العقوبات الأميركية عن إيران.

وقال إن الأمر لا يتعلق “بعودة الولايات المتحدة من عدمها، فنحن ليس لدينا أي استعجال ولا نصرّ على عودتها”.

وأضاف “مطلبنا المنطقي هو رفع العقوبات ويجب أن ترفع”، مؤكدا خلال كلمة تلفزيونية “هذا حق مسلوب من الأمة الإيرانية”.

ويعتقد مراقبون أن المرشد الإيراني يريد أن يضع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن وإدارته تحت الضغط بعد أن كان الضغط مسلطا على إيران في فترة حكم دونالد ترامب تحت وقع العقوبات المتصاعدة التي دفعت الإيرانيين إلى التراجع بانتظار استلام بايدن السلطة.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن اشتراط رفع العقوبات هدفه العودة إلى المناخ الذي سمحت به إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أي إطلاق يد إيران في تركيز أذرع بالمنطقة، وتوظيف الأموال المفرج عنها، وكذلك أموال النفط، في تجهيز الميليشيات المتعددة في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين، مقابل التفاوض حول البرنامج النووي ووضعه تحت الرقابة الدولية.

وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ أعلن ترامب انسحاب بلاده الأحادي من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وقد طالت بصفة خاصة قطاع النفط. ومن شأن مبادرة حسن نية من إدارة بايدن برفع العقوبات التي فرضها ترامب أن تجعل طهران في وضع أقوى في مفاوضات الملف النووي، وخاصة ما تعلق بمعارضة فتح ملف الصواريخ البالستية أو الدور الإقليمي.

ورأى خامنئي أنه “في حال رُفعت العقوبات سيكون لعودة الأميركيين إلى الاتفاق معنى”، مؤكدا “عندما لا يحترم الطرف الآخر أيا من التزاماته تقريبا من غير المنطقي أن تحترم الجمهورية الإسلامية التزاماتها”.

وأضاف “في حال عادوا إلى احترام التزاماتهم سنعود إلى احترام التزاماتنا”.

ووصل البلدان إلى شفير مواجهة عسكرية مباشرة مرتين منذ يونيو 2019، لاسيما بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة من طائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد.

لكن محللين يرون أن طهران ترمي من وراء التصعيد الكلامي إلى إظهار أنها في “موقع قوة” لاعتبارات داخلية، وهي تراهن على أن واشنطن لن تغامر بشنّ هجوم عليها، وأن أقصى ما قد تفعله هو استهداف مواقع ميليشيات حليفة لإيران في العراق.

ولفت هؤلاء المحللون إلى أن إيران تجاهد للحصول على اعتراف بنفوذها الإقليمي من قبل إدارة بايدن، تماما مثلما كان الأمر في فترة أوباما، حيث اكتفى الأميركيون بمتابعة التدخل الإيراني في اليمن وسوريا دون أي ردة فعل.

ومن شأن حصول إيران على الاعتراف الأميركي بهذا الدور أن يجعلها تعمل على إظهار نوايا حسنة في الملف النووي والعودة إلى المفاوضات بشكلها القديم.

وكشف الحرس الثوري الإيراني النقاب عما قال إنه قاعدة صواريخ تحت الأرض في الخليج، في رسالة استعراضية للمنطقة.

وقال قائد الحرس اللواء حسين سلامي “هذه القاعدة التي تمتد على طول عدة كيلومترات هي إحدى منشآتنا التي تضم صواريخ إستراتيجية تابعة للقوات البحرية، إضافة إلى منصات إطلاق”، مضيفا “بحريتنا تمتلك عددا كبيرا من هذه القواعد”.

وأشار إلى أن البحرية الإيرانية “بلغت الاكتفاء الذاتي بفضل قدرتها المحلية وقوتها الهجومية”، مؤكدا أن “القاعدة تضم صواريخ دقيقة يصل مداها إلى المئات من الكيلومترات”.

وتابع “ليس أمام إيران سوى تعزيز قدراتها الردعية الدفاعية والهجومية لمنع العدو من فرض هيمنته ومخططاته”.

وتستعرض طهران من حين إلى آخر قدراتها العسكرية وتطلق تهديدات ضد أمن دول الجوار، فيما يتحدث قادتها عن إنجازات عسكرية، في المقابل يؤكد خبراء أن إيران كثيرا ما تبالغ في الحديث عن قدرات أسلحتها رغم وجود مخاوف بشأن صواريخها الباليستية طويلة المدى.

العرب