صنعاء – صعّد الحوثيون من هجماتهم بطائرات مسيرّة لاستهداف مناطق في المملكة العربية السعودية، في وقت يعمل فيه المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث على بلورة خطته للدفع بملف التسوية السياسية.
وأعلن التحالف العربي الجمعة اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقها الحوثيون نحو السعودية هي الثانية خلال ساعات.
جاء ذلك في بيان مقتضب صادر عن التحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”، قالت فيه إنه “تم اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية نحو المملكة”.
وكان التحالف العسكري بقيادة الرياض أعلن صباح الخميس اعتراض طائرة مسيرة كانت تستهدف منطقة خميس مشيط الواقعة جنوب السعوديّة وتضمّ قاعدة جوّية رئيسيّة.
ونقلت وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة “واس” عن المتحدّث باسم التحالف تركي المالكي قوله إنّ طائرة مسيّرة استهدفت منطقة خميس مشيط، مؤكدا أنها دُمّرت قبل بلوغ هدفها.
وصعّد الحوثيون الذين يُقاتلون ضدّ الحكومة اليمنيّة مدعومين من إيران، هجماتهم على السعوديّة والقوّات اليمنيّة المدعومة من الرياض.
وجاء التصعيد الحوثي المستمر في وقت اعتبر فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن “هناك فرصة فريدة” للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة.
وكان المبعوث الدولي قد تعرض لسيل من الاتهامات من قبل الحوثيين، بعد إدانته لـ”الأعمال العدائية” التي نفذوها في محافظة مأرب الاستراتيجية.
ويقول سياسيون يمنيون إن التصعيد الحوثي خاصة في الداخل اليمني يهدف في الأساس إلى تحقيق تقدم عسكري، قبل أي تسوية محتملة لملف الأزمة.
وجاء هذا التصعيد بعد أيام على قرار الولايات المتحدة شطب الحوثيين من لائحة المنظمات التي تُعتبر إرهابيّة، وإعادة إطلاق الجهود لإنهاء النزاع المستمر منذ ستّ سنوات.
ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي ضد السعودية قد يدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة التفكير في فرض عقوبات، واسترجاع التصنيف للجماعة المرتبطة بإيران، في حال تم تسجيل وقوع ضحايا من المدنيين وتهديد المصالح الأميركية.
وأبلغت السعودية مجلس الأمن الدولي بأنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أراضيها وسلامة مواطنيها من “الهجمات الإرهابية” من قبل ميليشيا الحوثي، وفقا لالتزاماتها بموجب القوانين الدولية.
ودعا المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي مساء الخميس مجلس الأمن إلى التنديد بأعمال الحوثي، وتحمل مسؤوليته تجاه الجماعة لوقف “تهديداتها للسلم والأمن الدوليين”.
وقال المعلمي في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق وكالة الأنباء الرسمية السعودية، “بناء على تعليمات حكومتي، أكتب بخصوص استمرار الأعمال العدائية العسكرية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضد السعودية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.
وأحرج تصعيد المتمردين الحوثيين ضد السعودية إدارة بايدن التي كانت اتخذت حزمة من القرارات على أمل التمهيد لعملية سياسية جدية، حيث أظهرالمتمرّدون المدعومون من إيران توّجها واضحا نحو التصعيد في اليمن وضدّ السعودية، وذلك في مسار معاكس تماما للتهدئة التي تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على إرسائها.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في 4 فبراير الجاري أنه قرر وقف دعم بلاده للعمليات العسكرية في اليمن، بما في ذلك صفقات بيع الأسلحة ذات الصلة، كما أعلن تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثا أميركيا إلى اليمن، في خطوة تعد الأولى من نوعها، مشددا على ضرورة وضع حد للحرب هناك.
والأربعاء، أعلن التحالف العربي في بيان السيطرة على حريق اندلع في طائرة مدنية كانت رابضة بمطار أبها الدولي بالسعودية، إثر تعرضها لـ”اعتداء إرهابي” من قبل الحوثيين.
وخلال الأسابيع الماضية، تصاعدت هجمات الحوثيين على مناطق سعودية بالصواريخ الباليستية والمقذوفات والطائرات المسيرة، وخلف بعضها خسائر بشرية ومادية، فيما تقول الجماعة إن هذه الهجمات تأتي ردا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
العرب