في تقريره الذي نشرته صحيفة “لوتون” السويسرية، قال الكاتب، لورون هورفاث، إنه إذا كان النفط قد بدا عام 2020 بسعر يتجاوز 60 دولارا للبرميل، فقد مر بعد ذلك بدورة أفعوانية بين 37 دولارا تحت الصفر قبل أن يرتفع إلى 40 دولارا.
ولفت الكاتب إلى أنه غالبا ما يُنظر إلى كبرى شركات النفط على أنها غنية، لكن الحقيقة هو أن الشركات الخاصة راكمت أكثر من 250 مليار دولار من الديون، وكنتيجة لذلك، تكبّدت هذه الشركات خسائر تُقدّر بالمليارات.
وأوضح الكاتب أنه خلال الأشهر أو السنوات المقبلة، قد نشهد اندماجات، طالما قبلت الحكومات أن ينتقل فائض الطاقة لديها -أي النفط- إلى أياد أجنبية.
وسلط التقرير الضوء على الخسائر التي تكبدتها بعض الشركات الأجنبية من قبيل شركة النفط والغاز الأميركية، “إكسون موبيل” (ExxonMobil) وشركة “شيفرون” (Chevron) وشركة “كونوكو فيليبس” (ConoccoPhillips)، بالإضافة إلى شركة “بريتيش بتروليوم” (BP) البريطانية وشركة “رويال داتش شل” (Shell) الهولندية و”توتال” (Total) الفرنسية.
إكسون موبيل
تكبدت أكبر شركة نفط أميركية، “إكسون موبيل”، خسارة قدرها 22.4 مليار دولار خلال عام 2020، بعد أن بلغت أرباحها خلال عام 2019 حوالي 14 مليار دولار.
في ضوء ذلك، يعتقد الرئيس التنفيذي للشركة، دارين وودز، أن سوق “العام الماضي كان أصعب سوق واجهته شركته”. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت المبيعات إلى 182 مليار دولار، وهو أدنى مستوى تشهده منذ عام 2002، بعد أن بلغت حوالي 260 مليار دولار في عام 2019.
بالإضافة إلى ذلك، تبلغ ديون “إكسون موبيل” نحو 67.6 مليار دولار.
شركة شيفرون
خسرت الشركة الأميركية الثانية، “شيفرون”، حوالي 5.5 مليارات دولار في عام 2020 مقابل أرباح قدرها 2.9 مليار في عام 2019. كما انخفض حجم مبيعاتها إلى أقل من 100 مليار دولار ليصل إلى نحو 94.7 مليارا.
وبعد تسريح أكثر من 10 آلاف موظف، في وقت يتوقع أن تخفض الولايات المتحدة استثماراتها وتنقيبها إلى 14 مليار دولار، أي أقل بحوالي 7 مليارات مقارنة بعام 2019.
وعلى الرغم من أنه كان عاما صعبا، فإن شركة شيفرون اشترت شركة النفط والغاز الصخري “نوبل إنيرجي” (Noble Energy) مقابل 13 مليار دولار. وتكشف هذه الخطوة عن اندماج محتمل لسوق النفط والغاز.
كما ينتظر أن تقوم شركة “إكسون موبيل” بالاستيلاء على شركة “شيفرون” التي تبلغ ديونها حاليا نحو 34.8 مليار دولار.
شهر أبريل/نيسان من العام الماضي بلغت أسعار النفط ناقص 37.63 دولارا للبرميل لأول مرة في التاريخ (رويترز)
كونوكو فيليبس
أعلنت شركة كونوكو فيليبس (ConocoPhillips)، الشركة الأميركية الثالثة، عن خسارة تقدر بحوالي 2.7 مليار دولار لعام 2020 مقابل ربح يقدر بحوالي 7.2 مليارات في عام 2019.
والجدير بالذكر أن دين الشركة يبقى أقل مقارنة بالشركات الأخرى، حيث يقدر بنحو 13.4 مليار دولار، ولن يمكن أن تكون فريسة لشركات النفط الأخرى، ما لم يسمح لها الاندماج بتجميع تكاليفها وزيادة ربحها.
بريتيش بتروليوم
أشار الكاتب إلى أنه لأول مرة منذ 10 أعوام، وبعد التسرب النفطي لمنصة ديب واتر هورايزن، سجلت شركة “بريتيش بتروليوم” (BP) البريطانية خسارة قدرها 5.7 مليارات دولار مقابل أرباح قدرها 10 مليارات في عام 2019.
وفي هذا السياق، يعتقد برنارد لوني، الرئيس التنفيذي للشركة، أن “الربع الرابع من السنة كان صعبا مقارنة بعام 2020 بأكمله”. علاوة على ذلك، تخلت الشركة عن آلاف الوظائف من أجل الحفاظ على توزيعات أرباح قدرها 5.25 سنتات للسهم الواحد.
وتريد “بريتيش بتروليوم” بيع 25 مليار دولار من الأصول وحقول النفط والغاز على مدى الأعوام الأربعة المقبلة. ويكمن الهدف من ذلك في إيجاد أموال لدفع استثماراتها في الطاقات الخضراء ومواصلة أرباحها، علما أن ديون الشركة تبلغ حوالي 39 مليار دولار.
شركة توتال
شهدت شركة “توتال” (Total) الفرنسية خسارة صافية قياسية بلغت 7.2 مليارات دولار أميركي مقابل ربح قدره 11.2 مليارا في عام 2019.
وصرح الرئيس التنفيذي للشركة، باتريك بوياني، بأن “عام 2020 شهد أزمتين رئيسيتين، هما أزمة وباء كوفيد-19 التي أثرت بشدة على الطلب العالمي، وأزمة النفط التي دفعت أسعار برنت إلى مستوى أقل من 20 دولارا للبرميل خلال الربع الثاني من العام”.
كما تأثر صافي الأرباح بتخفيضات الأصول البالغة 8.1 مليارات دولار، بما في ذلك 7 مليارات في ما يتعلق بالرمال النفطية (النفط الرملي) في كندا.
وعلى صعيد التوظيف، استغنت الشركة عن 700 موظف، وهو عدد يُعتبر أقل بكثير من منافسيها، في حين بلغ صافي ديون توتال حوالي 37.13 مليار دولار.
المصدر : الصحافة السويسرية