نفت إيران اليوم إشارة بعض المسؤولين العراقيين إلى تورطها في الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل ليل الاثنين وأوقع قتيلا و9 جرحى، بينهم 4 متعاقدين أميركيين. وفيما توسع التنديد الدولي بالهجوم، قال مصدر عسكري إن 14 صاروخا ضربت المطار.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم إنه “لا صلة لنا بهجوم أربيل ونرفض أي عمل يعرض أمن العراق للخطر”، مضيفا “ندين المحاولات المشبوهة لاتهام إيران بالوقوف وراء الهجوم على مطار أربيل”.
وتابع في تصريحه لوسائل إعلام رسمية أن “هذه الأحداث تثير الشكوك وعلى الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات لمحاسبة الجناة”.
وفي وقت سابق، أدان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني الهجوم معلنا ارتفاع عدد الضحايا إلى قتيل و9 جرحى، في حين قال مسؤول عسكري أميركي إن 4 من بين المصابين متعاقدون أميركيون.
وأكد البارزاني أن غياب التنسيق مع بغداد أدى لتشكيل مليشيات خارج سيطرة الحكومة الاتحادية أصبحت تهديدا للإقليم، مطالبا مجلس الأمن والأمم المتحدة بأخذ التهديدات ضد الإقليم على محمل الجد.
وقالت وزارة الصحة بإقليم كردستان العراق إن ثلاثة، أحدهم حارس إحدى القنصليات الأجنبية، أصيبوا. من جهته قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري إن خمسة صواريخ من نوع كاتيوشا استهدفت أربيل ومرافق دبلوماسية ومناطق سكنية، دون وقوع خسائر بشرية.
14 صاروخا
وتعليقا على الهجوم، قال المتحدث باسم التحالف في تغريدات عبر تويتر، إن 14 صاروخا ضربت أربيل، 3 منها أصابت قاعدة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن القتيل مقاول غير أميركي.
وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق أنها عثرت علـى السيارة التي أُطلقت منها الصواريخ على المطار. وكشفت وكالة رويترز أن مجموعة تسمي نفسها “سرايا أولياء الدم” أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.
وهذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها المطار للقصف حيث سبق أن قصفته إيران ردا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني من العام الماضي. كما قُصف بصواريخ “كاتيوشا” في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن أحد الصواريخ سقط في المطار القديم، وأدّى إلى نشوب حريق تمت السيطرة عليه. أما الصاروخان الآخران فقد تصدت لهما مضادات جوية تابعة لمقر التحالف الدولي في المطار.
وقال مسؤول أميركي إن الصواريخ من عيار 107 مليمترات، وإنها أطلقت من منطقة تقع على بعد نحو 8 كيلومترات إلى الغرب من أربيل.
كما ذكر مصدر في شرطة الإقليم أن حركة الملاحة الجوية في المطار توقفت جراء الهجوم، وقال إن قوات الشرطة والأمن انتشرت في محيط المطار، خشية وقوع هجمات أخرى، وللتحقق من أضرار الهجوم.
تنديد واسع
ومع تصاعد التنديد الدولي، وصف الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم بأنه تصعيد خطير وعمل إرهابي إجرامي يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين.
وقال إنه لا خيار إلا تعزيز الجهود لاستئصال قوى الإرهاب والمحاولات الرامية للزج بالبلاد في الفوضى. ووصف ما يجري بأنها معركة الدولة والسيادة ضد الإرهاب والخارجين عن القانون.
كما أدانت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق هینیس بلاسخارت الهجوم وشددت على حماية البلاد من الصراعات الخارجية.
واعتبرت في تغريدة لها أن الهجوم يعد تهديدا كبيرا على أمن العراق، وطالبت كلا من بغداد وأربيل بالتنسيق من أجل الوصول إلى من يقف وراء هذا الهجوم.
بدورها نقلت وسائل إعلام أميركية عن متحدث باسم البيت الأبيض أنه تم إطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن على الهجوم الصاروخي على مطار أربيل.
وقد أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني- عن غضب بلاده من الهجوم، وأضاف -في بيان- أنه تعهد بتقديم دعم بلاده للتحقيق في الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه.
من جانبه، قال مسرور البارزاني إنه حث الوزير بلينكن على دعم التحقيق المشترك لحكومة الإقليم والحكومة الفدرالية لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة.
ونددت وزارة الخارجية التركية بالهجوم، كما أعربت في بيان لها عن إيمانها بأن السلطات العراقية ستقبض على منفذي هذا الهجوم وتقدمهم إلى العدالة على وجه السرعة.
والتجق السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي بالمنددين بالهجوم، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عنه. وقال في تغريدة على تويتر، “أدين بشدة الهجوم الذي وقع على مدينة أربيل وقوات التحالف الليلة الماضية”، مضيفا “سندعم حكومتي بغداد والإقليم أثناء التحقيقات”.
المصدر : الجزيرة + وكالات