نقلت وكالة “فرانس برس”، أمس الأربعاء، عن مسؤول عراقي كبير قوله إن إيران أخبرت بلاده بأنها لن تستطيع ضبط نشاط الميليشيات الموالية لها في العراق، لا سيما استهداف البعثات الدبلوماسية، ما لم تحصل على ديونها.
وأثيرت القضية في أواخر كانون الثاني/يناير، عندما سافر وفد يضم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ورئيس ديوان رئيس الوزراء رائد جوحي إلى طهران.
وحسب المسؤول المطلع على الرحلة، حمل جوحي رسالة من الكاظمي تطلب من طهران كبح جماح الجماعات المسلحة في العراق بعد هجمات صاروخية شملت السفارة الأمريكية.
والتقى الوفد إسماعيل قاآني الذي خلف قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري بعد مقتل الأخير في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة العام الماضي.
وصرح المسؤول لوكالة “فرانس برس” أن “قاآني أبلغهما أن إيران لن تتمكن من السيطرة على نشاطات الجماعات المسلحة في العراق ما لم تحصل على أموال من حساب المصرف العراقي للتجارة” .
وأكد مسؤول عراقي ثان ودبلوماسي غربي أن المناقشات خلصت إلى ارتباط قضايا حساب مصرف التجارة العراقي بالهجمات الصاروخية.
ومع تقلص اقتصادها وتداعيات العقوبات، تحتاج طهران إلى الوصول إلى حسابها في بنك التجارة العراقي المملوك للدولة، حيث كانت الحكومة العراقية تدفع لها ثمن الغاز الإيراني المستورد. لكن مسؤولين عراقيين قالوا إنهم يخشون دفع ديون مستحقة لطهران خشية أن يثير ذلك غضب الولايات المتحدة.
ويدين العراق بـ5 مليارات دولار لإيران- منها 3 مليارات دولار مجمّدة لدى المصرف العراقي للتجارة (TBI)- جُلّها من استيراد الغاز والطاقة. وتأسس المصرف العراقي للتجارة بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، كـ”كيان حكومي مستقل”، لغرض تسهيل استيراد وتصدير السلع والخدمات من وإلى العراق.
وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال وزير الطاقة الإيراني، رضا أدركانيان، خلال زيارة أجراها لبغداد حينها، إن بلاده بصدد شراء لقاح فيروس كورونا من دولة أوروبية، وإن لدى إيران أرصدة مالية جيدة خارج البلاد منها في العراق.
وتحدث الوزير عن قيام وزارة الكهرباء العراقية والمسؤولين الحكوميين بتسديد مبلغ لافت من مستحقات شركة “توانير” الإيرانية لتوليد وتوزيع الكهرباء، بالإضافة إلى الشركة الوطنية الإيرانية للغاز.
القدس العربي