واشنطن – كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إسرائيل استهدفت منذ سنة 2019 ما لا يقل عن 12 سفينة إيرانية كانت متجهة إلى سوريا، كان معظمها يحمل نفطا إيرانيا في عملية تكتمت طهران عنها.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف بهذا الوضوح عن ضلوع إسرائيل في هذه التحركات، بينما تحدث مسؤولون إيرانيون سابقا عن الاشتباه بـ”تورط إسرائيلي” في شن هجمات على سفن تتبع طهران، بحسب المصدر نفسه.
ونقلت الصحيفة في تقرير مساء الخميس عن مسؤولين أميركيين وإقليميين قولهم إن “الهجمات الإسرائيلية المذكورة تكشف النقاب عن جبهة جديدة للصراع بين إسرائيل وإيران”.
وأوضحت أن “إسرائيل استخدمت أسلحة وفي مقدمتها الألغام المائية، لضرب السفن الإيرانية، أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها نحو سوريا في البحر الأحمر، وفي مناطق أخرى من المنطقة”.
وتواصل إيران منذ أواخر عام 2019 شحن الملايين من البراميل إلى سوريا في انتهاك صارخ للعقوبات الأميركية ضدّها وللعقوبات الدولية ضدّ سوريا.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصدر مطلع قوله إن “المسؤولين الأميركيين قدموا دعما ضمنيا لمثل هذه العمليات، خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب”.
ومن بين العشرات من الهجمات على السفن التي تحمل النفط الإيراني، ثلاث وقعت في عام 2019، وفق مسؤول ملاحي تحدث للصحيفة الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقال مسؤول ملاحي آخر في طهران إن “السفن التي تستخدمها إيران، استُهدفت ست مرات عام 2020”.
وأضاف أن “طهران التزمت الصمت بشأن الهجمات” لأن الإعلان عنها سيبدو كأنه علامة ضعف، إذا فشلت في الرد عسكريا”.
وحسب الصحيفة أن الهجمات لم تغرق الناقلات لكنها أجبرت سفينتين على الأقل على العودة إلى ميناء في إيران.
وقال التقرير إن هذه الضربات جاءت خشية توجيه أرباح النفط لتمويل التطرف والميليشيات في الشرق الأوسط.
وشن الجيش الإسرائيلي المئات من الضربات الجوية في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011، ضد تحركات إيران لتأسيس وجود عسكري دائم في البلاد.
وتشكل الهجمات جبهة جديدة في حرب الظل بين إسرائيل وإيران. واتهمت إسرائيل إيران بأنها كانت وراء تفجير سفينة مملوكة لإسرائيل في الخليج العربي الشهر الماضي، وتنفي إيران الاتهام.
وفي صيف عام 2019، ألقى الجيش الأميركي باللوم على إيران في تفجير ناقلتي نفط بالقرب من مضيق هرمز، أحد أكثر ممرات الشحن الاستراتيجية في العالم.
وألقت إيران باللوم على إسرائيل في سلسلة من الهجمات الأخيرة بما في ذلك انفجار غامض الصيف الماضي دمر مصنعا متقدما لتجميع أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية ومقتل محسن فخري زاده، العالم الإيراني البارز الذي أسس البرنامج النووي العسكري للجمهورية الإسلامية على مدى عقدين من الزمن.
وتصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، حيث انتهكت إيران بشكل متكرر شروط الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية قبل محادثات محتملة مع إدارة بايدن.
وبدأ المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في التعبير عن معارضتهم لرغبة إدارة بايدن في الانضمام إلى الصفقة، مما وضع تل أبيب وواشنطن على خلاف بشأن هذه القضية، وهدد بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة بعمل عسكري لوقف برنامج الأسلحة النووية لإيران.
العرب