الرباط – جاء دعم إيران المباشر لجبهة البوليساريو في الأمم المتحدة ليؤكد اتهامات كان وجهها المغرب لطهران بتسليح ميليشيات الجبهة الانفصالية وهو ما دفعه لقطع العلاقات الدبلوماسية معها.
وأكد المستشار الأول للبعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة محمد رضا سهرايي دعم بلاده لجبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن إيران تقف إلى جانب ما أسماه “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، داعيا المغرب إلى “وقف انتهاكاته لحقوق الإنسان بالأجزاء المحتلة”.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تصريحات المسؤول الإيراني التي دعا خلالها المغرب إلى “الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والطعن في سلامتها الإقليمية، وأن يفي بالتزاماته تجاه الشعب الصحراوي وأن يوقف انتهاكاته لحقوق الإنسان وينفذ قرارات الأمم المتحدة”.
وأرجعت مصادر دبلوماسية تحدثت لـ”العرب”، وفضلت عدم الكشف عن هويتها، الإعلان الإيراني إلى توجس طهران من التحالفات التي شكلها المغرب لاسيما مع الولايات المتحدة التي دعمت مغربية الصحراء، علاوة على التعاون الأمني والعسكري بين واشنطن والرباط وهو ما “يهدد أيّ تواجد إيراني في المنطقة”.
والعلاقات بين إيران والمغرب متوترة أصلا حيث قررت الرباط في العام 2018 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بعدما ثبت دعم دبلوماسيين إيرانيين في سفارة بلادهم في الجزائر للبوليساريو، وقد أعلن آنذاك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة أن “المغرب قرّر إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط”، متهما حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو قائلا “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.
واعتبر محمد لكريني أستاذ القانون والعلاقات الدولية بكلية الحقوق أيت ملول – جامعة ابن زهر، أن “مجاهرة إيران بدعمها للبوليساريو مرتبط بالعديد من السياقات، منها المتعلق باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء وكلنا يعلم حجم الخلاف الذي يطبع العلاقات الأميركية – الإيرانية، ومن جهة ثانية يتعلق بالدور المغربي الهام في أفريقيا في إطار تعاون جنوب – جنوب”.
وأضاف لكريني لـ”العرب” أن “الخلافات بين المغرب وإيران كبيرة في العديد من القضايا. طهران تسعى إلى تقوية حضورها في القارة الأفريقية إلى جانب العديد من القوى الدولية على غرار الولايات المتحدة والصين، ولكن الرباط تحاول محاصرة هذه المحاولات الإيرانية ونجحت في محاصرتها”.
ويرى مراقبون أن استراتيجية المغرب داخل أفريقيا من خلال تعزيز حضوره الديني والاقتصادي والدبلوماسي انطلاقا من قاعدة “رابح – رابح” دون أطماع حاصرت نفوذ إيران في المنطقة التي عملت على تعزيزه من خلال التوغل في شمال وجنوب القارة معتمدة بشكل كبير على نشر التشيع.
وشهدت العلاقات المغربية – الإيرانية انفراجات ظرفية في وقت سابق، رغم القطيعة السياسية والدبلوماسية التي طبعت هذه العلاقات منذ تولي نظام الملالي الحكم.
وعادت العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها أواخر 2016 بعد سبع سنوات من القطيعة على خلفية اتهام المغرب لإيران بنشر التشيّع في البلاد في العام 2009 قبل أن تتم إعادة تعليقها في العام 2018.
العرب