عون النادم على رئاسة الجمهورية: يا ريت ورثت بستان جدي

عون النادم على رئاسة الجمهورية: يا ريت ورثت بستان جدي

بيروت – أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن خشيته من وقوع لبنان في “الفوضى”، مشيرا إلى أنه “يتمنى لو أنه ورث بستان جده، مقابل عمله كرئيس جمهورية”، فيما بدا أن الرئيس البالغ من العمر ستة وثمانين عاما، نادم عن تحمل هذه المسؤولية، التي سبق وأن عطّل البلد لأكثر من عامين لتسلمها.

وقال عون، خلال حديث مع قناة “الجديد” اللبنانية، “ما كنت أتخيل أن أكون مكبّلا هكذا، لم أكن أتوقع أن تكون المنظومة إلى هذه الدرجة مطوقة ومحصنة”، متابعا “حتى القضاء، وهي المرجع الذي اعتمدناه لخوض معاركنا، تبين أنه في شكل حلقات، لو تجاوزنا حلقة واحدة، نصطدم بعقبات وحلقات كثيرة”.

وعن وصفه بـ”التسونامي”، قال عون “عندما عدت بالـ2005 قالو عني تسونامي صحيح، وقدرت أقضي على جزء كبير من الإقطاع السياسي، وما بقى إلا كم واحد”.

وعما إذا ما كان لدى عون مفاضلة “بين الجنرال التسونامي المتحرر من كل قيد، والرئيس المكبل”، صرح الرئيس اللبناني “من فترة قلت لزوجتي يا ريت ورثت بستان جدي وما عملت رئيس جمهورية”.

ويعاني لبنان من أسوأ أزمة مالية واقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، حيث يثقل كاهله جبل من الديون المتراكمة وعقود من الحكم المشوب بالفساد.

وتصاعدت المواجهة بين الرئيس عون وهو قائد عسكري سابق، وسعد الحريري وهو رئيس وزراء سابق لثلاث فترات ومُكلف بتشكيل حكومة منذ أكتوبر الماضي، حول تشكيل حكومة جديدة في ظل إصرار عون على رفض حكومة اختصاصيين وتمسكه بالثلث المعطل، بينما تتفاقم الأزمة في البلاد.

وقد أصبحت مشاهد المتسوقين وهم يتشاجرون على السلع، والمتظاهرين وهم يغلقون الطرق، والمحلات الموصدة أمرا معتادا في لبنان.

وكرر الرئيس اللبناني ما ردده مرارا، وهو “أنه سيسلم بلدا أفضل من الذي استلمته”، مستدركا بالقول إنه “يخشى أن الكلفة ستكون مرتفعة جدا ربما الفوضى قبل ذلك”.

وأضاف الرئيس، الذي يدير زوج ابنته حزبه الذي يقود أكبر كتلة مسيحية في البرلمان والذي يحمّله كثيرون المسؤولية مع حزب الله عن حالة الانسداد السياسي، إنه يخشى المخاطر التي تلوح في الأفق على لبنان والتي باتت تهدد وجوده.

وفقدت الليرة اللبنانية معظم قيمتها مما أدخل أكثر من نصف اللبنانيين في الفقر. وفاقم انفجار مرفأ بيروت في أغسطس، والذي دمر مناطق واسعة من المدينة وتسبب في مقتل 200، مأساة البلاد.

واستمر الجمود منذ أن حذر عون في سبتمبر من أن البلاد ستذهب “إلى جهنم” دون تشكيل حكومة جديدة.

وأعلن المانحون الأجانب بوضوح أنهم لن يقدموا خطة إنقاذ للبنان ما لم يتفق زعماؤه على تشكيل حكومة جديدة ملتزمة بإجراء إصلاح

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء الأربعاء إنه حان الوقت لكي يقدم السياسيون تنازلات للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة يمكنها إنقاذ البلاد من الأزمة المالية غير المسبوقة، فيما بدا أن نصرالله يحاول تدارك موقفه السابق وإلقاء الكرة مجددا في ملعب الآخرين.

وكان نصرالله أطل قبل أيام معلنا رفضه حكومة اختصاصيين داعيا إلى حكومة تكنوسياسية في انقلاب صريح على المبادرة الفرنسية، الأمر الذي أثار غضب باريس التي دعت الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة زيادة الضغوط على الطبقة السياسية في لبنان، فيما بدا أنه تلويح ضمني بإمكانية استخدام سلاح العقوبات.

وقال حسن نصرالله في كلمة تلفزيونية “الكل يجب أن يعلم أن البلد استنفد وقته وحاله وروحه”. وأضاف أنه كانت هناك “جهود جماعية جادة” في الأيام الأخيرة لتخفيف الأزمة السياسية التي أعاقت المحادثات الوزارية منذ شهور.
وشدد نصرالله “آن الأوان.. إذا كان هناك من لا يزال ينتظر شيئا ما أو يريد شيئا أو يتوقعه، فعلينا أن ننحي هذه الأمور جانبا ونذهب بشكل جاد لمعالجة حقيقية وسريعة لإنهاء هذا المأزق”.

وبلغت الأزمة الحكومية في لبنان ذروتها بعد أن تقدم عون بوثيقة تضمنت توزيعا للحقائب في ما يخص الطوائف، طالبا من الحريري ملء الفراغات التي تتضمن الأسماء في خطوة استفزت الأخير والطائفة السنية التي اعتبرت الأمر مصادرة لصلاحيات رئاسة الوزراء.

العرب