الكاظمي وتحقيق العدالة الاجتماعية

الكاظمي وتحقيق العدالة الاجتماعية

 

يعتبر مقياس تقدم ورقي المجتمعات والدول والأنظمة السياسية مقدار إحترامها وقدسيتها لحرية الفرد وإنسانيته وشعوره وإنتماء لوطنه والمحافظة على حياته وديمومة معيشته واحتراما لأفكاره وأرائه التي تنتمي لجذوره وتعزيز مفهوم حماية الأفراد وحقوق الإنسان وهي بمثابة علامة وسمة كبيرة تتوشح بها الأنظمة والقيادات السياسية التي تسعى الى توسيع رقعة الفكر الإنساني والإيمان بمقتضيات الحرية السياسية والرؤية الميدانية لتطور المجتمع وتقدمه والحفاظ على حرية أفراده .

يتميز أبناء الشعب العراقي بهذه المفاهيم الإنسانية والفكرية السامية كونهم ينتنمون الى حضارة عميقة التجذر وتاريخ مشرق ويتصفون كونهم صناع للحياة المدنية وبناة حقيقيون وشجعان أشداء ومفكرون وسياسيون ورموز في الأدب والعلم والمعرفة والفنون ساهموا في بناء معالم الحضارة الإنسانية وتمكنوا من تدعيم صرح المجتمعات الراقية وأوجدوا الركائز المتينة لها بإحترام إرادة الشعب والمساهمة في تعزيز القيم الروحية والمبادئ الإنسانية والقوانين المرعية وتحقيق العدالة الإجتماعية عبر العصور والسنين ، وعندما يكون تاريخ الشعب العراقي بهذه المعايير النموذجية والقيمية سنكون أمام مجتمع مدني يعشق الحياة ويحب التطور والتقدم والتمسك بالقوانين والأنظمة التي تساهم في الحفاظ على إنسانيته وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ مفهوم احترام حقوق الإنسان وبناء أسس رصينة لحياة كريمة سعيدة .

لا تبنى الدول والمجتمعات إلا بمتابعة جدية وحضور ميداني فعال وبحث حقيقي لطبيعة الحياة والحرية التي يعيشها الإنسان في وطنه ، ومن هنا أتت الزيارات الميدانية التي قام بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى عدد من السجون والمعتقلات بغية الوقوف على حقيقة الأوضاع القائمة وطبيعة المعاملة الإنسانية والتوصل الى أسباب الإعتقالات ونتائج التحقيقات والمدد الزمنية التي رافقت عملية الإعتقال والتحقيق ومدياتها بهدف الوصول الى نتائج ميدانية دقيقة توضح الأسباب والأساليب والأدوات والقوى التي كانت وراء عمليات المتابعة والإعتقال وكيفية إكمال وإنجاز الإحالات القانونية والقضائية بعد الإنتهاء من نتائج النحقيق .

يدرك المسؤول الميداني الحريص على حياة شعبه وأهله أن موضوع التغيب القسري والإعتقالات العشوائية هي من المسائل الإنسانية الكبيرة التي يتابعها أبناء الشعب العراقي وتحظى بإهتماماتهم الواسعة كونها تتعلق بحياة أبنائهم وفلذات أكبادهم وأعمدة أسرهم ويدركون حقيقة فقدان الأحبة وما تعانيه الأمهات من ألالام وأوجاع بغياب الأزواج والأبناء والحزن الذي يخيم على حياة العوائل التي تفقد أفرادها دون أن تعلم مصيرهم أو أماكن اعتقالهم والتي أصبحت من الصور المؤلمة التي تعكس واقعا مأساويا تعيشه العوائل العراقية ويكابده المجتمع العراقي الذي يتصف بحب الحياة واحترام إرادة الإنسان والحفاظ على حقوقه المدنية والشخصية .،وهو الأمر الذي يؤكد الحقيقة الميدانية في متابعتهم للفيلم الخاص بزيارة السجون والذي حظي بمشاهدة (٣،٦٠٠) مليون مواطن ودليل ناصع على الشعور والانتماء الإنساني لأبناء الشعب العراقي.

عندما تتمكن الدولة من إرادتها وقراراتها وتسعى الحكومة ممثلة برئاستها للبحث وتقصي الحقائق ومعرفة الأحداث التي يعاني منها المواطن العراقي وتتعامل مع الوقائع الجسام التي تتعلق يحياته ووجوده ، إنما تريد من هذا العمل تحديد الأساليب ووضع الأدوات التي تحقق العدالة الإجتماعية والقرارات المناسبة للدفاع والحفاظ على حرية وكرامة المواطن ومنع أي جهة أو مجموعة مسلحة من إستهداف حياته والنيل من حريته والتعدي على حقوقه ومنع إرتهان حياته ومستقبل عائلته بأدوات القتل والتعذيب والتخويف وزرع الأحباط في نفوس المواطنين .

تسمو المجتمعات وتتقدم البلاد بالعمل على البناء والإعمار وتحقيق الرفاهية والسعادة واستيعاب المضامين الحقيقية والأهداف النبيلة والطموحات المشروعة لأبناءها وشعوبها الباحثة عن حياة كريمة والحفاظ على أوطانها من أيادي اللصوص والسراق واسترداد حقوقها في العيش بسلام وأمان بعيدا عن الإنتهاكات الإنسانية المخالفة لحقوق الإنسان والإعتقالات العشوائية التي تفقد الإنسان كرامته ووجوده ، وهذا ما أفضت اليه الزيارات الميدانية والأطلاع المباشر ومعرفة الحقائق واللقاء مع المعتقلين والسجناء التي قام بها رئيس الوزراء الكاظمي ووضعت معايير انسانية ومبادئ قيمية تحتوي أهات وأوجاع العراقيين وزرع حالة التفاؤل بتحقيق العدالة المجتمعية والحفاظ على حياة ومستقبل العراقيين .

وحدة الدراسات العراقية