أفاد مراسل الجزيرة بعود الهدوء إلى باحات المسجد الأقصى وتراجع قوات الاحتلال إلى خارجها، بعد اقتحامها وحصار آلاف المصلين فيها ومحاولة إفراغ المصليات بالعنف مما أسفر عن سقوط 205 جرحى بين المصلين، وقد طالبت الرئاسة الفلسطينية بحماية دولية، بينما توعدت الفصائل بالرد.
وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن آلاف المصلين الذين بقوا داخل باحات الأقصى، أدوا صلاة قيام الليل والتهجد قبل السحور، عقب خروج قوات الاحتلال وتراجعها إلى خارج باحات الحرم القدسي.
وفي وقت سابق، قالت مراسلة الجزيرة إن جنود الاحتلال حاصروا حوالي 3 آلاف مصل في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى في محاولة لإخراجهم، لكن الشبان أغلقوا الأبواب، في حين اعتلى الجنود أسطح المسجد وأطلقوا قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتسريع الإخلاء.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن سلطات الاحتلال عرقلت عمل الأطقم الطبية الفلسطينية في الأقصى وحي الشيخ جراح وحاجز قلنديا بالقدس.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ارتفاع عدد الإصابات في مواجهات الأقصى إلى 205 مصابين، ونقل 88 مصابا إلى المستشفيات، كما أكد ناشطون أن هناك إصابات خطيرة داخل المسجد المحاصر.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تحاول الوصول إلى القدس من الضفة الغربية، لكن قوات الاحتلال وحواجزه تعرقلها، مضيفة أنها فتحت مستشفى ميدانيا في القدس للتعامل مع الإصابات المحولة من المسجد الأقصى.
في المقابل، قالت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية إن 6 من عناصر شرطة الاحتلال أصيبوا خلال المواجهات، ووصفت جروح أحدهم بالمتوسطة، وذلك جراء رمي الشبان الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الفارغة عليهم.
وقال مدير مكتب الجزيرة وليد العمري إن هناك دعوات لمظاهرات في القدس، تندد بقمع الاحتلال من قبل القوى الفلسطينية داخل الخط الأخضر.
والمصلى القِبْلي هو جزء من المسجد الأقصى ومعلَم من معالمه، وهو المبنى المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية اللون، ويقع جنوبه تجاه القبلة.
تنديد ومطالبات
وإزاء الاعتداء الإسرائيلي على الأقصى وحي الشيخ جراح، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن عباس وجّه السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن على خلفية تطورات القدس.
وحمّل عباس -في كلمة تلفزيونية- “حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة، وما يترتب على ذلك من تداعيات”، مضيفا أن “بطش وإرهاب المستوطنين لن يزيدنا إلا إصرارا على التمسك بحقوقنا المشروعة في إنهاء الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة بعاصمتها الأبدية القدس”.
وفي سياق متصل، وصف رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية ما يجري في حي الشيخ جراح بأنه “شكل جديد لسياسة التهجير الإسرائيلية الممنهجة”، مرحّبا بمطالبة الأمم المتحدة و5 دول أوروبية إسرائيلَ بعدم إجلاء أهالي حي الشيخ جراح.
كما طالب المجلس الوطني الفلسطيني -في بيان- العربَ والمسلمين بالارتقاء بمواقفهم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية “الوحشية”، كما طالب المجلس المجتمعَ الدولي بعدم الاكتفاء بمواقفه الكلامية التقليدية، والتحرك العاجل للجم هذا العدوان، بحسب تعبيره.
بدورها، طالبت حركة فتح الجامعة العربية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف سياسة حكومة الاحتلال العدوانية، بحسب وصفها.
الفصائل تتوعد
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “الاحتلال سيدفع ثمن عدوانه وتعديه السافر على حق المسلمين في الصلاة بمسجدهم”.
كما قال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن “العدو يرتكب حماقات في القدس لا يعرف نتائجها”، وأضاف موجها رسالته إلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو “لا تلعب بالنار، وسندافع عن الأقصى وحي الشيخ جراح بكل ما نملك، وسيخسر الاحتلال هذه المعركة”.
ودعا هنية -في كلمة متلفزة- الدول التي طبّعت مع الحكومة الإسرائيلية لإنهاء اتفاقيات التطبيع وإغلاق سفاراتها لدى إسرائيل.
واعتبر هنيّة أن ما يجري “انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف”، كما وعد بأن تدافع الحركة عن القدس والأقصى مهما كانت التضحيات، بحسب قوله.
من ناحيته، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة إن ما يجري في القدس “لا يمكن السكوت عليه، وعلى العدو توقّع ردّنا في أي لحظة”، وتوعّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال بدفع “ثمن عدوانه وتعدّيه السافر على حق المسلمين في الصلاة بمسجدهم”.
المصدر : الجزيرة + وكالات