مخاوف من حرب شاملة مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة

مخاوف من حرب شاملة مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة

غزة (فلسطين)- تواصل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل الأربعاء والذي حصد أكثر من 61 قتيلا، مع ضربات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة وإطلاق أكثر من ألف صاروخ من القطاع في اتجاه إسرائيل، ما أثار مخاوف من “حرب شاملة”.

وبدأ التصعيد بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة استمرت أياما، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء أربعة منازل لعائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود، وتسببت بإصابة أكثر من 900 فلسطيني و32 شرطيا إسرائيليا بجروح.

ويتصاعد القلق داخل المجتمع الدولي حيث حذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلاثاء من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى “حرب شاملة”. ودعا وينسلاند الطرفين إلى “وقف إطلاق النار فورا”، مضيفا أن “الحرب في غزة ستكون مدمرة والناس العاديون هم من سيدفعون الثمن”.

لكن لا مؤشرات حتى الآن على أن التهدئة حاصلة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء إن “الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم (…) يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط”، في إشارة واضحة الى ضرورة وقف حركة حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة بعد إطلاق دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الانترنت صباح الأربعاء إن “أكثر من ألف صاروخ” أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان في قطاع غزة منذ مساء الاثنين.

وبعد ليلة شهدت تبادل عمليات قصف بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع وإسرائيل، قال الجيش إنه أنجز فجر الأربعاء “سلسلة من الغارات” الجديدة والواسعة “استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في منظمة حماس الإرهابية”.

وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) إن القوات الإسرائيلية قتلت 16 من عناصر حماس بينهم قيادي كبير وأعضاء في فريق تصنيع الأسلحة في ضربة جوية على موقع لقيادة الحركة في قطاع غزة الأربعاء.

وذكر شين بيت أن من بين قتلى الضربة القيادي المخضرم باسم عيسى، قائد لواء غزة في كتائب القسام، وجمعة طلحة مسؤول تكنولوجيا الصواريخ في حماس و13 عضوا في فريق تصنيع الأسلحة بالحركة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان “هذه هي مجرد البداية. سنوجه للإرهابيين ضربات لم يتخيلوها”.

من جهة أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده بصاروخ أطلقته حركة حماس على قواته بالقرب من قطاع غزة.

وأضاف في بيان “قتل الرقيب عومر طبيب (21 عاما) صباح الأربعاء في هجوم بصاروخ مضاد للدبابات أطلقته حركة حماس من قطاع غزة”.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت في وقت سابق أنها استهدفت سيارة جيب عسكرية إسرائيلية على الجانب المقابل لشمال غزة بصاروخ.

وقال الجيش الإسرائيلي “إن جنديا آخر أصيب بجروح خطيرة في الهجوم ، فيما أصيب ضابط بجروح متوسطة”.

وأطلقت حماس مساء الثلاثاء وابلا من الصوارخ على تل أبيب بعدما دمرت غارة اسرائيلية بالكامل مبنى مكونا من 12 طابقا في وسط مدينة غزة، كانت لقادة في الحركة مكاتب فيه.

وتحدثت الحركة عن تدمير مبنى آخر يضم مقر محطة تلفزيونية محلية ومساكن ومتاجر في تسعة طوابق وأطلقت دفعة جديدة من الصواريخ.

وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس “ستتلقى ضربة لم تكن تتوقعها”.

في المقابل، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في كلمة تلفزيونية إنه “مستعد” لخوض المعركة وتصعيد العملية التي أطلق عليها اسم “سيف القدس”.

وأضاف هنية “إذا أرادت (إسرائيل) التصعيد، فالمقاومة جاهزة وإذا أرادت (إسرائيل) التوقف فنحن مستعدون أيضا”، داعيا قوات الأمن الإسرائيلية إلى الانسحاب من حرم المسجد في القدس الشرقية.

ودعت الأسرة الدولية إلى الهدوء في مواجهة أسوأ دوامة عنف منذ سنوات.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا مغلقا الأربعاء سيكون الثاني خلال ثلاثة أيام.

وانتهى الاجتماع الأول الإثنين من دون بيان مشترك بسبب تحفظات الولايات المتحدة على تبني نص “في هذه المرحلة”.

وامتد العنف مساء الثلاثاء إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية.

واعتقلت الشرطة 21 مشتبها بهم خلال احتجاجات عنيفة في جسر الزرقاء ووادي عارة (شمال).

في اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي حيث تم تعليق الرحلات الجوية موقتا، أعلنت حالة الطوارئ بعد “أعمال شغب” قامت بها الأقلية العربية، على حد قول الشرطة الإسرائيلية.

وندّد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأربعاء بما وصفه بأنه “اعتداء منظم ضد اليهود” نفذته “عصابة عربية متعطشة للدماء” في مدينة اللد المختلطة في وسط إسرائيل.

واستخدم الرئيس الإسرائيلي كلمة “بوغروم”، في إشارة الى الاعتداءات والمجازر التي تعرض لها اليهود في ظل الامبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر.

وأعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ رجلاً وفتاة قُتلا الأربعاء في المدينة أثناء وجودهما داخل سيّارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزّة.

وتأججت الصدامات في المدينة (47 ألف يهودي و23 ألف عربي)، بعد مقتل عربي من المدينة خلال مواجهات مع يهود.

في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال صدامات منفصلة اندلعت في جنين وقرب مدينة الخليل.

وكان مصدر أمني فلسطيني أفاد الثلاثاء عن مقتل ضابط مخابرات فلسطيني وإصابة آخر برصاص الجيش الإسرائيلي عند مفترق بالقرب من مدينة نابلس.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء إلى “وقف التصعيد” بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعدما تحادث هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

وكتب ميشال في تغريدة على “تويتر”، “أنا قلق جدا من تصاعد العنف الأخير والهجمات العشوائية. يجب إعطاء الأولوية لوقف التصعيد وتجنب الخسائر في الأرواح البشرية البريئة في الجانبين”.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين إلى “ضبط النفس”، قائلا إنه “قلق جدا” من “العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين”، وحث على “وقف التصعيد بشكل عاجل”.

كذلك، دعا الرئيسان الروسي والتركي إلى “خفض التصعيد”، وفق ما أفاد الكرملين بعد اتصال هاتفي بينهما.

ونظمت احتجاجات كبيرة تضامنا مع الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بينها لندن والكويت ولبنان وعمان وباكستان وتونس وتركيا.

في المقابل، اعتبرت الحكومة الألمانية أن من “حق إسرائيل الدفاع عن النفس في وجه هجمات” حركة حماس الفلسطينية على ما قال الناطق باسمها الأربعاء.

العرب