مكتب واشنطن – ينهي الدبلوماسي المخضرم جيفري فيلتمان جولته الدبلوماسية التي بدأت في 4 مايو الجاري وتستمر حتى الخميس الموافق 13 مايو، وقد شملت مصر والسودان والعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وذلك ضمن سعي حثيث لإيجاد مخارج لأزمات عديدة يمكن أن ترضي جميع الأطراف المعنية في منطقة القرن الأفريقي.
وفيلتمان الذي سُميّ مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى القرن الأفريقي كان قد عقد خلال جولته التي باشرها فور تعيينه اجتماعات مع مسؤولين من حكومات البلدان الثلاثة، إلى جانب اجتماعات مع ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، كما التقى بمجموعة من أصحاب الشأن من السياسيين والمنظمات.
تدرك إدارة بايدن تماماً حجم المسؤولية التي تلقيها على عاتق فيلتمان وهو المتمرّس في الأزمات الدولية وصاحب الحنكة الدبلوماسية في حلحلة أصولها، والتي اكتسبها من موقعه المتقدم في وزارة الخارجية إلى آخر المناصب التي تبوأها معاونا للأمين العام للأم المتحدة.
وإدارة بايدن تنكبّ على وضع خطة متكاملة لحل الأزمة الأكثر تعقيداً اليوم وهي أزمة سد النهضة، وتريد أن يكون لها دور فاعل ومديد في حلولها الحالية والمستقبلية؛ هذا ناهيك عن التحديات الأخرى التي ستواجه فيلتمان في مهمته الصعبة ومنها النزاع المتواصل في إقليم تيغراي بإثيوبيا الذي خلق أزمة إنسانية لا يستهان بنتائجها وانعكاساتها، وكذلك النزاع الإثيوبي – السوداني على الحدود.
فيلتمان الذي يدرك مدى تعقيد الأزمات المتعاقبة في القرن الأفريقي صرّح مباشرة إثر استلامه ملف المهمة أن غياب الحلول السريعة في ملفّي تيغراي وسد النهضة قد يؤدي إلى أزمة إقليمية شاملة في منطقة حساسة وحيوية جداً من العالم.
وقال في أول تصريح له للإعلام قبيل جولته “إذا استمرت التوترات في إثيوبيا التي يقطنها 110 مليون شخص وأدت إلى صراع أهلي واسع النطاق يتجاوز تيغراي، فإن الوضع في سوريا سيبدو مثل لعب الأطفال مقارنة بما سيؤول إليه في الإقليم”.
الانخراط الأميركي وتقديم أفكار جديدة حملها المبعوث فيلتمان إلى المنطقة لهو رسالة إيجابية قد تسرّع في رسم خارطة طريق للخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة لشعوب البلدان الثلاثة.
أما في حال رُفضت كل الطروحات من الجانب الإثيوبي، وأمام تعنّت أديس أبابا تجاه أزمة السد والملء المتوقع أن تجريه دونما حلول عادلة في مصر والسودان وهما الدولتان المعنيتان بشريان الحياة الذي تريد أديس أبابا قطعه دونما اتفاق معلن وضمانات تنفيذه، فلن يبقى لفيلتمان – وهو الضليع في أروقة العمل بالأمم المتحدة – إلا أن يحيل الأمر إلى مجلس الأمن ليتخذ القرارات الرادعة للطرف غير المتعاون في أزمة السد، والذي يقوم في نفس الوقت بحملة وحشية في تيغراي تقترب من الإبادة الجماعية للمدنيين العزل هناك.
العرب