الخلايا الجذعية.. حلم إنساني يتأرجح بين الآمال والمخاوف

الخلايا الجذعية.. حلم إنساني يتأرجح بين الآمال والمخاوف

باريس – تعتبر البحوث حول الخلايا الجذعية مصدرا للأمل والخوف في آن واحد ويجب وضعها في إطار أخلاقي خصوصا أنها تبدو مثل نوع من أنواع الخيال العلمي، كما أكد في تصريحات صحافية المتخصص في أخلاقيات علم الأحياء في جامعة هارفرد إنسو هيون الذي شارك في صوغ توصيات الجمعية الدولية لبحوث الخلايا الجذعية التي أعلنت الأربعاء.

وقدم هيون إجابات عن أسئلة مقلقة بخصوص تطورات البحوث العلمية في ما يخص الخلايا الجذعية.

أي تأثير للتوصيات

إنسو هيون: لا يوجد قائد موحِّد يقود العلوم ويقول كلنا نسير في هذا الاتجاه أو ذاك، كل شيء مشتت وأحيانا تجتمع البحوث بطريقة عرضية

يوضح هيون أنه في معظم البلدان لا يوجد تشريع بشأن هذا النوع من البحوث. ورغم أننا لا نملك سلطة معاقبة أي شخص لخرق هذه التوصيات، فإن لها تأثيرا، إذ يعمل بموجبها العلماء.

ورأى أن عملها مشابه قليلا لعمل إشارات المرور.

وشرح قائلا “عندما يكون اللون أخضر، لا توجد مشكلة، يحتاج الباحثون فقط إلى إعلامنا بأنهم يجرون هذا البحث أو ذاك. عندما يكون اللون برتقاليا، فإنه يتطلب منا أن ننظر فيه. ويشير اللون الأحمر إلى ضرورة عدم إجراء هذا البحث في الوقت الحالي، وهذه هي الحال، على سبيل المثال، مع الاستنساخ البشري التناسلي أو نقل الأجنة المعدلة وراثيا إلى الرحم”.

وفيما يعتقد بعض العلماء أن أخلاقيات علم الأحياء تقف في طريق العلوم، فإن هيون بخلاف ذلك يعتقد “أنها تفتح الطريق أمامها: دون إشارات مرور، تحدث اختناقات مرورية وحوادث سير”.

المخاوف المحتملة
يتساءل عامة الناس أحيانا إلى أين ستأخذنا العلوم كمجتمع، سواء أكان ذلك باستخدام تقنية كريسبر (وهي تقنية تعديل جيني تثير آمالا كبيرة لكنها استخدمت في ولادة أطفال معدلين وراثيا في الصين عام 2018) أو تقنيات أخرى. هذا مصدر قلق مفهوم تماما.

لكن هيون يلفت إلى أنه “لا يوجد قائد موحِّد يقود العلوم ويقول كلنا نسير في هذا الاتجاه أو ذاك. كل شيء مشتت، كل فريق يعمل بمفرده وأحيانا تجتمع بحوثهم بطريقة عرضية ويحرزون تقدما علميا”.

وفي مجال يتقدم فيه العلم بسرعة كبيرة، يؤكد أنه “يجب أن يتطور الإطار الأخلاقي باستمرار. كما يجب أن نحافظ على مبادئ أخلاقية واسعة يفهمها الجميع”.

ويرى أن “الشرط الأساسي هو أن تكون لهذه البحوث فائدة مجتمعية، أي أنها تجعل من الممكن تعزيز المعرفة العلمية. وخلافا لذلك، ليس لديها سبب لأن تكون موجودة”.

وقدم هيون مثال العلماء الذين يرغبون في صنع هجين بين الإنسان والشمبانزي (تشومان أو هيومانزي).

وفي تقديره، لا تهدف هذه التجربة إلى الإجابة على أي أسئلة علمية. لذلك يجب ألا تكون موجودة.

ويستنتج “إن هذا النوع من البحوث معقد جدا، لذلك من الصعب تخيل شخص ما يقوم بهذا النوع من التجارب في موقف سيارته. وهذا أمر يحد من مخاوفي”.

فيما أبدى هيون تردده في الإفصاح عن المجالات التي تثير استغرابه بسبب عدم قيام أي أحد بتجارب فيها حتى الآن، إلا أنه يريد أن يعطي بعض الأشخاص فكرة القيام بها.

وأوضح قائلا “إنما ثمة شيء واحد يمكنني التحدث عنه دون تردد، وهو إنقاذ الأنواع. إنه منظور مثير”.

وتحتفظ فرق من العلماء بالعديد من عينات الأنسجة الحيوانية المهددة بالانقراض في أماكن مبرّدة.

ويقول هيون “لنتصوّر أن في إمكاننا، من هذا المنطلق، إنشاء نماذج من الأجنة قادرة على التطور”. وختم قائلا “سيكون الأمر مماثلا لسفينة نوح إلى حد ما، حيث سيكون بإمكاننا إعادة هذه الأنواع والتكفير عن خطيئة التسبب في انقراضها”.

العرب