دان وليامز
القدس – عندما تفجر القتال في غزة الشهر الماضي وانهالت الصواريخ على إسرائيل لم يعلم الرجال على متن الغواصة ليفياثان عن الأمر شيئا، في الوقت الذي نجحت فيه صورايخ حماس في إصابة أهدافها بدقة.
وكانت الغواصة في مهمة تدريبية في أعماق البحر وكانت نشرة إخبارية موجزة فقط تُبث للطاقم حتى لا ينشغل عن مهمته.
وأوضح ضابط ذو رتبة رفيعة بالبحرية لوكالة رويترز على متن الغواصة في أول زيارة من نوعها لوسائل الإعلام الأجنبية لهذه الغواصات “نحن وحدة سرية إلى حد ما ومعزولون في البحر. وأداؤنا يتوقف على تركيزنا”.
وتدور تكهنات حول دور أسطول الغواصات من فئة دولفين التي يبلغ ثمن الواحدة منها حوالي 500 مليون دولار. وتنتظر إسرائيل تسلم غواصة سادسة من الشركة الألمانية المصنعة. ويعتقد بعض المحللين أن هذا الطراز يمكنه إطلاق صواريخ نووية.
ويبلغ حجم الغواصة الواحدة حوالي ثلث حجم الغواصات الأميركية والروسية الضخمة التي تعمل بالطاقة النووية.
حجم الغواصة الواحدة يبلغ حوالي ثلث حجم الغواصات الأميركية والروسية الضخمة التي تعمل بالطاقة النووية
وتسير بمحركات تعمل بوقود الديزل والكهرباء مما يجعل رحلاتها تحت الماء تقتصر على أسبوعين أو ثلاثة أسابيع والهدف منها أساسا حماية الساحل الإسرائيلي على البحر المتوسط.
غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلف البحرية في 2019 بالتعامل مع العدو اللدود إيران.
وفي يناير الماضي قامت إحدى الغواصات من فئة دولفين بزيارة البحر الأحمر الذي تعرضت فيه عدة سفن لها صلة بإيران لأعمال تخريب.
وخلال الزيارة أدار ربان الغواصة جهاز البريسكوب لتفحص سفن البضائع العابرة على سطح المياه وأمر بالغوص إلى الأعماق ومحاكاة هجوم.
وظهرت على لوحة العرض في غرفة التحكم أنابيب الطوربيدات وهي مغمورة بالماء في ليفياثان ما يشير إلى استعدادها للانطلاق.
وقال الضابط إن عدد أفراد الطاقم الرئيسي لتشغيل الغواصة من فئة دولفين يبلغ 45 فردا متوسط أعمارهم 22 عاما.
ويمكن زيادة العدد بنحو عشرة أفراد إضافيين للتدريب أو لنشرهم في مهام الضفادع البشرية.
وفي القاعدة الرئيسية في حيفا تحمي حظيرة محصنة الغواصات من الهجمات الصاروخية والعيون المعادية. وتستمد ليفياثان اسمها من الحوت المذكور في التوراة.
ويشير الخبراء والمتابعون إلى أنه بعد حرب غزة التي تفوقت فيها حماس عسكريا وأثبتت نجاعة ترسانتها من الصورايخ، تحاول تل أبيب في المقابل مراجعة أنظمتها الدفاعية التي كشفت الحرب الأخيرة ضعفها، حيث لم ينجح نظام القبة الحديدية في التصدي لرشقات صورايخ الحركة.
واعتبر محللون ومسؤولون أن الحرب الأخيرة التي دارت بين إسرائيل وحركة حماس وانتهت بوقف إطلاق النار، أثبتت قدرة الحركة الفلسطينية على بناء ترسانة من الصواريخ محلية الصنع باستخدام مواد مدنية وخبرات إيرانية إلى حد كبير.
وقد عملت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان، اللتان تعتبرهما واشنطن من التنظيمات الإرهابية، على تعزيز صواريخهما كمّا وكيفا منذ حرب غزة السابقة مع إسرائيل في 2014.
وتستخدم الجماعات الفلسطينية الصواريخ منذ سنوات. وقبل انسحاب إسرائيل من طرف واحد من قطاع غزة في 2005 كثيرا ما كانت مستوطناتها أهدافا لنيران قذائف مورتر وصواريخ قصيرة المدى من مدن فلسطينية قريبة منها.
الجيش الإسرائيلي كشف مؤخرا في تصريح مكتوب إطلاق حوالي 4350 صاروخا على إسرائيل خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت 11 يوما
ولم تصبح الصواريخ السلاح المفضل لدى حماس إلا بعد ظهور الجدار العازل الذي بدأت إسرائيل في إقامته حول الضفة الغربية وعبرها في 2003 مما زاد من صعوبة عبور المفجرين الانتحاريين والمسلحين إلى إسرائيل وتنفيذ هجماتهم.
وبالنسبة إلى إسرائيل ورغم أهمية ترسانتها العسكرية إلا أن دفاعاتها الجوية قد لا تكون ذات يوم كافية لعرقلة حجم الصواريخ في حال نشوب صراع جديد، حسب استنتاجات الخبراء.
ورأى محلل عسكري إسرائيلي أن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل خلال العملية الأخيرة “غيرت ميزان القوى إلى حد ما، باعتراف بعض الإسرائيليين”.
وكتب عاموس هارئيل في تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية في الآونة الأخيرة “خلال الجولة الأخيرة من القتال في غزة، حققت حركة حماس إنجازًا عمليًا مهمًا من حيث عدد الصواريخ الهائل وقذائف الهاون التي أُطلقت على إسرائيل”.
وأضاف هارئيل “رغم أن القذائف تسببت في عدد قليل نسبيًا من الضحايا الإسرائيليين، يبدو أن ميزان القوى بين الجانبين قد تغير إلى حد ما”.
وتابع “نال هذا الإنجاز اعتراف المتخصصين في الجانب الإسرائيلي، لقد نجحت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى حد ما في تطوير صناعة عسكرية محلية في قطاع غزة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف مؤخرا في تصريح مكتوب إطلاق حوالي 4350 صاروخا على إسرائيل خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت 11 يوما.
العرب