إسرائيل تحذر من أشد رؤساء إيران تطرفا

إسرائيل تحذر من أشد رؤساء إيران تطرفا

القدس – نددت إسرائيل مساء السبت بالرئيس الإيراني المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي، قائلة إنه أكثر رؤساء إيران تطرفا حتى الآن، وهو ملتزم بتحقيق تقدم سريع في برنامج طهران النووي.

وفاز رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بحصوله على 61.95 في المئة من أصوات المقترعين، وفق النتائج النهائية التي أعلنها وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي السبت.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على تويتر “رئيس إيران الجديد، المعروف باسم جزار طهران، متطرف وهو مسؤول عن قتل الآلاف من الإيرانيين. وهو ملتزم بالطموحات النووية للنظام وبحملته للإرهاب العالمي”.

وأضاف بيان منفصل من الخارجية الإسرائيلية أن انتخاب رئيسي لا بد وأن “يثير قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي”.

ووصف ليور هايات، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية رئيسي، بأنّه “سفّاح طهران” الذي “دانه المجتمع الدولي لدوره المباشر في إعدام أكثر من 30 ألف شخص خارج إطار القانون”.

ويخضع رئيسي لعقوبات أميركية، كما أن اسمه مرتبط بأحكام إعدام صدرت في الماضي بحق سجناء سياسيين.

وأضاف هايات أن الرئيس الإيراني الجديد “ملتزم بالبرنامج النووي العسكري الإيراني الذي يتطوّر سريعا، وانتخابه يكشف بوضوح النوايا الخبيئة لإيران وينبغي أن يثير قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يبدأ رئيس أركان الجيش الجنرال أفيف كوخافي الأحد زيارة رسمية للولايات المتحدة، حيث سيحل ضيفا على رئيس هيئات الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، وفق هيئة البث الإسرائيلي “مكان”.

وسيجري كوخافي خلال الزيارة لقاءات عمل مع مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع والجيش الأميركي، من بينهم مستشار الأمن القومي جيك ساليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن.

وسوف تتطرق اللقاءات إلى كافة التحديات الأمنية المشتركة وعلى رأسها ملف التهديد النووي الإيراني، وجهود طهران لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط بشكل عام وعلى الجبهة الشمالية بشكل خاص، إلى جانب جهود حزب الله اللبناني في تعزيز تواجده.

وقالت الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي أدت اليمين الأحد، إنها ستعارض إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين الدول الكبرى وخصمتها اللدودة إيران.

وترفض إسرائيل بشدة العودة الأميركية إلى الاتفاق النووي، وتقول إنها لن تكون ملزمة باتفاق يمكّن إيران من تطوير أسلحة نووية.

وتعتقد إسرائيل أن إيران مستمرة في خرق بنود الاتفاق وتعمل على امتلاك سلاح نووي، فيما تنفي طهران أن تكون لديها طموحات بهذا الشأن، وتقول إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية.

وفي تمسك بالخط السياسي الذي حددته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، قالت وزارة الخارجية “يجب أكثر من أي وقت مضى وقف البرنامج النووي الإيراني على الفور وتراجعه كليا ووقفه إلى أجل غير مسمى”.

وسبق أن صرح الوزير لابيد وهو رئيس حزب “هناك مستقبل”، بأن على “إسرائيل أن تستعد سريعا للعودة إلى الاتفاق حول النووي الإيراني”، مؤكدا أن “إسرائيل ستقوم بكل ما تستطيع من أجل منع إيران من امتلاك القنبلة النووية”.

وأكد رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية رام بن براك، أن “اختيار إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران هو دليل قاطع على قرار المرشد الأعلى علي خامنئي تشديد السياسة الإيرانية الخارجية”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية “مكان”.

واعتبر النائب بن براك أن “هذا الأمر يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للدول الغربية وأكبر بكثير بالنسبة لإسرائيل”.

ويأتي انتخاب رئيسي بينما تشارك بلاده منذ عدة أسابيع في اجتماعات بفيينا برعاية الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مقابل رفع العقوبات عن طهران، وتراجع الأخيرة عن الإجراءات التي اتخذتها بخفض التزاماتها النووية.

وأعربت “مصادر دبلوماسية” على صلة بالمفاوضات النووية، في فيينا، عن خشيتها من تعقيد المحادثات بعد فوز رئيسي في الانتخابات الإيرانية، كونه على “لائحة العقوبات الأميركية لدوره في الإعدامات الجماعية للمعارضين في الثمانينات”.

وأكد الاتحاد الأوروبي مساء السبت أن الأطراف التي تتفاوض على إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ستعقد اجتماعا رسميا في فيينا الأحد.

ويأتي الاجتماع الرسمي الأحد بعد أكثر من أسبوع على استئناف هذه الجولة من المحادثات، ويعد إشارة إلى احتمال تأجيل المحادثات.

وأشار مسؤولون على مدار الأسبوع إلى استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية.

وقال ميخائيل أوليانوف، مبعوث روسيا إلى المحادثات، “ستقرر (اللجنة) كيفية المضي قدما في محادثات فيينا. الموافقة على العودة إلى الاتفاق النووي قريبة المنال، ولكن لم يتم وضع التفاصيل النهائية بعد”.

وتجتمع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في أحد الفنادق الفخمة بالعاصمة النمساوية.

ويقع مقر الوفد الأميركي إلى المحادثات في فندق على الجانب الآخر من الشارع، إذ ترفض إيران الاجتماعات المباشرة مع الأميركيين وتترك للوفود الأخرى والاتحاد الأوروبي مهمة العمل كوسطاء.

ومنذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران، شرعت طهران في اتخاذ إجراءات مضادة، منها إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب وهو مسار محتمل لصنع قنابل نووية.

العرب