أكد خبراء اقتصاديون أن منتدى قطر الاقتصادي في نسخته الأولى المقرر انطلاقه الاثنين المقبل يبرز الدور الحيوي الذي تقوم به قطر في قيادة مرحلة التعافي الاقتصادي من آثار جائحة فيروس كورونا.
وشدد الخبراء الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم على أن المنتدى الجديد -الذي يستمر ثلاثة أيام- سيساعد في خلق المزيد من التفاهم بين قادة العالم الذين يمثلون قطاعات مختلفة من الحوكمة إلى تكنولوجيا المعلومات، مشيرين إلى أن المنتدى يعد منصة عالمية جديدة لتبادل الأفكار والخبرات وعرض الحلول لخلق المزيد من الاستقرار الاقتصادي.
وأضافوا أن جدول أعمال المنتدى الذي يتضمن 6 محاور رئيسية، وهي “التكنولوجيا المتقدمة” و”عالم مستدام” و”الأسواق والاستثمار”، وكذلك “تدفقات الطاقة والتجارة” و”المستهلك المتغير” و”عالم أكثر شمولاً”، يغطي كافة قضايا الاقتصاد العالمي فيما بعد الجائحة، ويضع نقطة بداية لاقتصاد عالمي جديد قادر على مواجهة المصاعب.
ويؤكد أستاذ الاقتصاد بجامعة قطر الدكتور رجب الإسماعيل أهمية منتدى قطر الاقتصادي المنعقد بالتعاون مع بلومبيرغ من عدة جوانب أهمها التوقيت، باعتباره يأتي في ظل أكبر أزمة صحية واقتصادية حلت بالعالم منذ عقود بتفشي فيروس كورونا وتأثيره على القطاع الاقتصادي في العالم، فضلا عن ظهور أنماط اقتصادية جديدة يسعى العالم إلى الاستفادة من فرصها في مرحلة ما بعد كورونا.
رجب الإسماعيل يرى ضرورة استخلاص العبر والتحديات من كورونا وتحويلها إلى فرص استثمارية جديدة (الجزيرة)
نقطة بداية
ويضيف الإسماعيل، في حديث للجزيرة نت، أن المشاركة الدولية الكبيرة من الاقتصاديين والمسؤولين والمديرين التنفيذيين لكبرى الشركات على مستوى العالم يبرهن على الرغبة في الوصول إلى نقطة بداية للقضاء على تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي، كما أن الجلسات المعلنة على جدول أعمال المنتدى تظهر تغطية كافة أركان الاقتصاد سواء من ناحية التجارة وربطها بالطاقة أو الاستثمار أو التكنولوجيا الحديثة أو المزاج العام للمستهلكين.
ويوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة قطر أن المنتدى سيبحث التغيرات التي حدثت خلال الفترة الماضية والتي تمثلت في تطويع التكنولوجيا لخدمة الناس والاقتصاد، والاعتماد الكبير على التكنولوجيا كوسيلة اقتصادية مما حقق نجاحات كبيرة للشركات المعتمدة على التجارة الإلكترونية كشركة أمازون ومثيلاتها، في حين تجرعت شركات التجارة التقليدية مرارة تأثير كورونا على الاقتصاد، مؤكدا أن منتدى قطر الاقتصادي هو الأول من نوعه الذي سيبحث عن الفرص في مرحلة ما بعد كورونا.
ورغم الخسائر الفادحة التي حلت بالاقتصاد العالمي جراء كورونا، يرى الإسماعيل ضرورة استخلاص العبر والتحديات من كورونا وتحويلها إلى فرص استثمارية جديدة كالتركيز مثلا على القفزة التكنولوجية الكبيرة التي أجبر عليها العالم مؤخرا.
ويشير الإسماعيل إلى إحدى جلسات المنتدى التي ستبحث العلاقة بين الطاقة والتجارة، موضحا أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة حجم التجارة واستقرار أو ارتفاع أسعار الطاقة فزيادة الإنتاج الصناعي مثلا في الصين واليابان يعني استهلاك كميات كبيرة من الطاقة وبالتبعية يزيد الطلب على النفط فيرتفع السعر.
ترجمة للجهود
أما المحلل الاقتصادي عبدالرحيم الهور فأكد أن العالم بكل مكوناته السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والمناخية يدرك أنه لا بد من الربط بين جميع هذه المكونات من أجل القدرة على مواجهة التحديات والمحافظة على التنمية في ظل تحديات فيروس كورونا.
ويشير إلى أن القيادة السياسية في دولة قطر أدركت مبكرا أهمية الاندماج والتفاعل مع المجتمع الدولي في هذا الصدد، ويأتي افتتاح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمنتدى الاقتصادي ترجمة حقيقية للجهود التي تبذلها الدولة في تفعيل دورها القيادي العالمي في الاقتصاد والسياسة الدولية.
ويضيف الهور، في حديث للجزيرة نت، أن وجود هذا العدد الكبير من الرؤساء والقادة العالميين، ونخبة من أهم رجال الأعمال حول العالم وأصحاب القرار، في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والتنموية والمناخية كافة، يعطي رسالة لأهمية هذا المنتدى والأهمية التي تشكلها دولة قطر على مستوى العالم في ظل التحديات المتنوعة القائمة وعلى رأسها آثار أزمة كورونا، وارتفاع تكاليف النقل وقضايا المناطق الاقتصادية العالمية والحدود البحرية والمناخ وغيرها من القضايا ذات الصلة.
أحمد عقل: استضافة قطر لهذا المنتدى يؤكد ثقة العالم في الاقتصاد القطري (الجزيرة)
من جهته، توقع المحلل المالي أحمد عقل أن يحقق منتدى قطر الاقتصادي فرصا استثمارية كبيرة ليس في قطر فقط بل بالمنطقة بأكملها، مشددا على أن استضافة قطر لهذا المنتدى يؤكد ثقة العالم في الاقتصاد القطري الذي أثبت قدرته على الصمود في وجه التحديات وقدرة البلاد الاستثمارية.
فرص جديدة
وأضاف عقل، في حديث للجزيرة نت، أن الكثير من المستثمرين يبحثون عن فرص جديدة فيما بعد الجائحة لتعويض الخسائر في الفترة الأخيرة.
أما المستثمر يوسف بو حليقة فيرى أن المنتدى يعطي صورة واضحة عن اقتصاد قطر وسعيها من مرحلة إلى أخرى، تنفيذا لرؤية البلاد 2030 القائمة على اقتصاد المعرفة، مشددا على أن حرص الحكومة القطرية على ضخ سيولة كبيرة لبناء مجتمع عصري انعكس على الوضع الاقتصادي للبلاد والذي يتطور باستمرار.
وأكد بو حليقة، في حديث للجزيرة نت، أن تحديات أزمة كورونا وما تبعها من إجراءات أجبرت العالم على البحث عن وسائل جديدة للتنمية، لافتا إلى أن منتدى قطر الاقتصادي سيبحث عن هذه الوسائل ويقدمها لصناع القرار لبناء اقتصاد عالمي جديد أكثر حصانة في مواجهة الأزمات المختلفة.
وأشار إلى مشروعات دولة قطر في تحقيق بنية تحتية اقتصادية قوية من موانئ ومطارات وطرق داخلية، فضلا عن خطط لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 40%، مما يؤكد أن البلاد ماضية في تحقيق اقتصاد قوي ودائم، متوقعا أن يحقق منتدى قطر الاقتصادي نجاحا كبيرا بسبب النخبة المشاركة في جلساته.
المصدر : الجزيرة