قدم الجيش الأميركي تفاصيل عن الغارات التي شنها الأحد على مناطق بسوريا والعراق، وفي الوقت الذي أدانت فيه إيران بشدة ما سمته إثارة التوتر في المنطقة، أصدرت فصائل عراقية مسلحة بيانا تشدد فيه على رفضها للوجود الأميركي بالبلاد.
وقد أعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها شنت غارات جوية موجهة استهدفت “منشآت تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران” على الحدود السورية العراقية.
وصرح مسؤولون بأن الجيش الأميركي شن الهجمات بطائرات “إف-15″ (F-15) و”إف-16” (F-16). وقالوا إن الطيارين الذين نفذوا هذه الهجمات عادوا بسلام.
وأوضحت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرة على المصالح الأميركية.
وتُلقي الولايات المتحدة باللوم على فصائل عراقية مرتبطة بإيران في الهجمات الأخيرة على منشآت عراقية تؤوي أفرادا أميركيين، في وقت يُؤمل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع طهران.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان “بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية” مضيفا أن الضربات تأتي في أعقاب “هجمات جماعات مدعومة من إيران تستهدف المصالح الأميركية بالعراق”.
وقال كيربي “بالنظر إلى سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران والتي تستهدف المصالح الأميركية بالعراق، وجّه الرئيس بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع هجمات كهذه”.
وقد استهدفت هذه الضربات منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة بموقعين في سوريا، وموقع واحد في العراق.
وتابع المتحدث باسم البنتاغون “تم اختيار هذه الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية بالعراق”.
هجمات متكررة
وكان هجوم قامت به 3 طائرات مسيرة مفخخة استهدف ليل الجمعة منطقة قريبة من القنصلية الأميركية في أربيل بإقليم كردستان شمال العراق.
ويعتقد مسؤولون أميركيون أن إيران تقف وراء تصعيد الهجمات بطائرات مسيرة متطورة، وإطلاق صواريخ بشكل متكرر على أفراد ومنشآت أميركية في العراق.
وقال مسؤولان أميركيان لرويترز إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن 5 هجمات بطائرات مسيرة على منشآت يستخدمها عسكريون أميركيون، ومن قوات التحالف بالعراق منذ أبريل/نيسان.
وقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أن الغارات كانت محددة الهدف، وجاءت كرد متناسب على تهديد محدد وخطير.. و”لحماية قواتنا وحلفائنا”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن ضربات الأحد تشكل “عملا ضروريا ومناسبا ومدروسا للحد من مخاطر التصعيد، ولكنها أيضا من أجل بعث رسالة ردع واضحة لا لبس فيها”.
ومن جانب آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين بأنّ 5 عناصر على الأقلّ من فصائل موالية لإيران قُتلوا في ضربات جوّية أميركيّة على الحدود العراقيّة السوريّة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) “المنطقة الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي تعرضت لعدوان جوي بطائرات حربية بعد منتصف الليلة تسبب باستشهاد طفل وإصابة 3 مدنيين”.
وهذه الضربات الجوية ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا، منذ تولي الرئيس بايدن منصبه.
وكان بايدن أمر بشن هجمات محدودة على أحد الأهداف بسوريا في فبراير/شباط الماضي “ردا على هجمات صاروخية بالعراق”.
على الجبهة الدبلوماسية، تأتي الضربات التي شنتها الولايات المتحدة، بعد يومين على تحذير واشنطن وباريس لإيران الجمعة من أن الوقت ينفد أمام العودة للاتفاق النووي، معبّرتين عن القلق من أن أنشطة طهران الذرية الحساسة يمكن أن تتطور في حال طال أمد المفاوضات.
تنديد وتحذير
من جانبه، أدان المتحدث باسم الجيش العراقي اليوم الاثنين الضربات الجوية الأمريكية ووصفها بأنها “انتهاك للسيادة” في
انتقاد نادر لعمل عسكري أمريكي.
وقال المتحدث يحيى رسول على حسابه على تويتر “ندين الهجوم الجوي الأمريكي الذي استهدف ليلة أمس موقعا على الحدود العراقية السورية وبما يمثل انتهاكا سافرا ومرفوضا للسيادة العراقية وللأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية”.
وردا على الغارات الجوية الأميركية في سوريا والعراق، قالت طهران إن ما فعلته واشنطن بالمنطقة من شأنه أن يزعزع أمنها، وإن هذا لن يكون في مصلحتها.
وقالت الخارجية الإيرانية إن واشنطن ما زالت تتحرك في المسار الخاطئ وعليها تصحيح أخطائها ووقف تدخلاتها بالمنطقة، حسب وصفها.
وشددت على أن إثارة التوتر في المنطقة ليس من مصلحة واشنطن، وأضافت “الولايات المتحدة تسير في طريق خاطئ والضربات الأخيرة جزء من غطرستها”.
من جانبها أصدرت فصائل عراقية مسلحة، توصف بأنها موالية لإيران، بيانا جاء فيه “لن نسكت على وجود القوات الأميركية المخالف للدستور ولقرار البرلمان”.
وقالت كتائب “سيد الشهداء” إنها من الآن فصاعدا ستدخل في “حرب مفتوحة مع الاحتلال الأميركي” وتوعدت باستهداف طائراته في سماء العراق.
وكانت الكتائب أعلنت في وقت سابق “النفير العام” وقالت إنها ستستخدم قوتها الصاروخية “إلى مسافات لن يتوقعها العدو الأميركي” وفق نص بيانها.
من جهته، أصدر اللواء 14 في الحشد الشعبي بيانا قال فيه إن هذه الغارات أدت لمقتل عدد من عناصره.
المصدر : الجزيرة + وكالات